صراع على النفط في ليبيا

صراع على النفط في ليبيا

06 يناير 2015
تصاعد الصراع المسلح على النفط في ليبيا (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تحول النفط الليبي من أهم مصادر الدخل التي يعيش عليها الليبيون إلى مصدر للصراع المسلح بين قوات "فجر ليبيا" المكونة من ثوار مدن مصراتة والزاوية وغريان، ومسلحي "الكرامة" التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وأصبح للبلاد برلمانان وحكومتان وجيشان يحاولان السيطرة على ثروات البلاد.

وامتد القتال الشهر الجاري إلى منطقة الهلال النفطي، شرق البلاد، ويشمل منطقة خليج سرت الممتدة من سرت وحتى الزويتينة، وتضم (ميناء السدرة، ومجمع راس لانوف النفطي، والبريقة، والزويتينة).

ويعد السدرة وراس لانوف أكبر ميناءين للتصدير في ليبيا، واضطرت السلطات إلى إغلاقهما وحرمان البلاد من حجم إنتاج نفطي يصل إلى 300 ألف برميل في اليوم، بسبب الصراع المسلح، وجرى إغلاق الميناءين قبل ثلاثة أسابيع بسبب اشتباكات مسلحة، وأصاب صاروخ صهاريج التخزين في السدرة قبل أسبوع، مما أدى إلى نشوب حريق به، وأصاب صاروخ آخر 7 صهاريج لتخزين النفط في السدرة والتهمت النيران ما يقرب من مليوني برميل من الخام، وهو ما يعادل أكثر من 20 % من الطاقة التخزينية.

وتبعد السدرة عن سرت شرقاً بحوالى 20 كيلومتراً، أما الزويتينة فتفصلها عن أجدابيا 10 كيلومترات غرباً، ومساحة الهلال النفطي قرابة 300 كيلومتر.

ويوجد بميناء السدرة أربعة مراسٍ مجهزة لسفن الشحن وبسعة تخزينية 6.2 ملايين برميل من النفط الخام، ويعتبر من أكبر الموانئ النفطية في ليبيا، وتغذي الميناء أربعة حقول نفطية وهي الواحة، والسماح، وجالو، والظهرة، وتديره شركة الواحة للنفط المملوكة للمؤسسة الوطنية للنفط، بالمشاركة مع ثلاث شركات أميركية هي "كونوكو فيلبس"، و"ماراثون"، و"اميراداهيس"، وتصل السعة التصديرية للميناء إلى 340 ألف برميل يومياً.

ويشكل قطاع النفط والغاز، المصدر الأساسي لإيرادات الخزينة الليبية، وكانت ليبيا تنتج قرابة 1.4 مليون برميل نفط يومياً حتى منتصف عام 2013، إلا أنها تراجعت حتى وصلت إلى أقل من350 ألف برميل يومياً بسبب الصراعات المُسلحة، ويدرّ النفط نحو 94% من عائدات البلاد من النقد الأجنبي و60% من العائدات الحكومية.

واندلعت منذ 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، معارك مسلحة بالقرب من الهلال النفطي في شرق ليبيا بعد هجوم قوات "فجر ليبيا" المسيطرة على طرابلس (غرب)، على منطقة الهلال النفطي لمحاولة السيطرة عليه ضمن عملية أطلق عليها اسم "شروق ليبيا"، فيما لاقت تلك القوات مقاومة من حرس المنشآت النفطية وكتائب أخرى تابعة لرئاسة أركان القوات المسلحة المعينة من قبل برلمان طبرق (شرق).

وتهدف عملية "شروق ليبيا"، بحسب منظميها، إلى السيطرة على الموانئ والحقول النفطية في شرق البلاد والواقعة تحت سيطرة الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، والتي كانت قد تسلمتها قبل أشهر عبر اتفاق من مسلحين كانوا يطالبون بتطبيق نظام الحكم الفدرالي في الشرق، سيطروا

عليها لعام كامل ومنعوا تصدير النفط منها.

ويدور الصراع المسلح منذ شهر يوليو/ تموز الماضي، بين الطرفين المتصارعين من مسلحي "الكرامة" ضد قوات "فجر ليبيا" من أجل السيطرة على أكبر مساحة على الأرض.

وقال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، محمد الحراري، لـ "العربي الجديد"، إن إنتاج بلاده يتراوح بين 300 ألف برميل إلى 350 ألف برميل يومياً، مُوضحاً أن موانىء التصدير النفطية التي تشتغل حالياً هي موانئ مليتة، غرب طرابلس والبريقة والحريقة.
 
ويبلغ إنتاج حقول الموانئ البحرية "الجرف والبوري وحقل السلام حوالى 15ألف برميل يومياً، وميناء الحريقة 128ألف برميل، وميناء البريقة 46 ألف برميل يومياً.

كما أن ميناء مليتة يقوم بتصدير الغاز من حقل الوفاء، 540 كيلومتراً جنوب غرب مدينة طرابلس، ويمتد على طول الحدود الليبية الجزائرية، ويعد مكمنا للغاز والمكثفات وقليل من النفط.
ويصل الإنتاج اليومي لحقل الوفاء نحو 532 مليون قدم مكعبة غاز و21 ألف برميل نفط و 30 ألف برميل مكثفات.

وأكد الناطق الرسمي أن الأنبوب الواصل لحقلي الشرارة والفيل لايرلان، مقفلان وجميع المساعي لم تلق أي حلول على المدى القريب .

وأغلقت مجموعة مسلحة تابعة لكتائب الزنتان (غرب طرابلس) الموالية لحفتر قبل أسبوعين، أنبوب النفط الواصل بين حقل الشرارة وميناء الزاوية في منطقة "الرياينة" (جنوب غرب طرابلس)، ردا على سيطرة قوات فجر ليبيا على الحقل، الأمر الذي تسبب في توقف إنتاج الحقل.
 
وتصل معدلات الإنتاج الطبيعية من حقل الشرارة إلى نحو 340 ألف برميل يوميا، ويضخ النفط الخام إلى ميناء الزاوية للتصدير في غرب البلاد، ويغذي مصفاة الزاوية التي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يوميا.

وسيطرت قوة تابعة لعمليات "فجر ليبيا" على حقل الشرارة النفطي(800 كم جنوب طرابلس العاصمة) بعد انسحاب قوات الأمن التابعة لكتائب للزنتان من حراسة الحقل بحسب مسؤول نفطي

بالحقل.

يشار إلى أن معظم الحقول النفطية في جنوب ليبيا تحت سيطرة كتائب الزنتان، وهي الشرارة ولحمادة والفيل، بالإضافة إلى حقلي غاز الوفاء وغدامس منذ ثلاث سنوات.

وبعد ثلاث سنوات من الثورة الليبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي، لا تزال أعمال العنف مسيطرة على العديد من المناطق الليبية، وتتعرض المنشآت للإغلاق مرّات عديدة، خلال السنوات الثلاث الماضية مما حرم الخزينة من العائدات المالية، كما طال التخريب قطاعات أخرى وهو ما تسبب في أزمات معيشية للمواطنين، في مختلف المجالات ومنها نقص الوقود والخبز والسلع الغذائية وغيرها.

وتعتمد ليبيا على إيرادات النفط في تمويل أكثر من 90% من نفقاتها سنوياً، يُخصص أكثر من نصفها لرواتب موظفي القطاع العام والدعم الحكومي لعدد من السلع الأساسية، بينها الخبز والوقود، وخدمات مثل العلاج في المستشفيات بالمجان والعلاج في الخارج، وغيرها من الخدمات.

المساهمون