صدمة سعودية بسبب "كورونا"

14 ابريل 2014
+ الخط -



احتل فيروس "كورونا" مساحات واسعة في نقاشات "الفيسبوكيين" السعوديين، بعدما استولى القلق على العديد منهم بسبب إعلان وزارة الصحة مؤخراً عن وصول عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى 189 حالة، منها 21 حالة في مدينة جدة وحدها.

ورغم إعلان الوزارة عن انخفاض نسبة الوفيات من 42 بالمئة إلى 35 بالمئة، في مقابل نسبة الوفيات العالمية البالغة 38 بالمئة. إلا أن هذا لم يبدد القلق، ما دفع السعودي سعيد الرمضان لإنشاء صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أطلق عليها إسم(كورونا)، لمتابعة آخر الأخبار المعلنة وغير المعلنة عن الفيروس، ووضع روابط لما تنشره الصحف بهذا الخصوص وكذلك مقاطع يوتيوب.

وتلقى الصفحة متابعة وتفاعل جيدين، يشي بحالة القلق التي أثارها الفيروس لدى العديدين، بخاصة في المناطق التي يكثر فيها عدد الإصابات مثل مدينة الأحساء ومدينة جدة، وعلق مؤسسها بأن الهدف منها ليس إثارة الفزع وإنما نشر الوعي وطرق الوقاية.

وأكد الدكتور عبدالله صالح، من إدارة مكافحة الأمراض المعدية في المنطقة الشرقية في السعودية، أن عدد حالات فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في مدينة الأحساء شرقي السعودية والتي تقع على أكبر حقول النفط في العالم، تجاوزت "العشرين" حالة ، أصيب بها مرضى مصابون بأمراض مزمنة ومنها السكري والضغط والفشل الكلوي والسرطان"، موضحا أن اكتشاف الفيروس في الأحساء بدأ منذ العام الماضي وأن أعمار المصابين به تتفاوت بين 20 إلى 90 سنة، وأن نسبة الوفيات في حالات الأحساء بلغت 60 بالمئة حيث توفي  12مصاباً بالفيروس"، مرجحا أن تكون السعودية من أكثر الدول إصابة بالفيروس، لافتا لوجوده أيضاً في كل من فرنسا وإيطاليا والأردن والكويت وعمان وقطر وتونس والإمارات إضافة للمملكة المتحدة.

وأشار لانتشار الفيروس في مناطق عدة من المملكة ومنها: "الأحساء وجدة والدمام وحفر الباطن والمدينة المنورة والرياض وعسير ووادي الدواسر والقصيم"، لافتا إلى أن الفئة المستهدفة بهذا الفيروس هم ذوي المناعة الضعيفة من المصابين بأمراض مزمنة.

وعدد أعراض الفيروس قائلاً إنها تتمثل في "الكحة وضيق النفس والزكام، وارتفاع في درجة الحرارة، والتهاب رئوي مؤكد إكلينيكيا وبالأشعة". وأردف أنها أعراض تستوجب التنويم في العناية المركزة في معظم الحالات، مشددا على أهمية الالتزام بطرق الوقاية ومنها: غسل الأيدي، والابتعاد عن التجمعات، والابتعاد عن الحيوانات المريضة، وارتداء الكمامات عند اللزوم".

وباتت مواقع التواصل الاجتماعية مؤخراً مسرحاً لأخبار متضاربة حول عدد حالات الإصابة والوفيات والتي تفوق عادة ما تعلنه الصحف، إضافة لعرض آليات للوقاية بعضها طبية، ومنها أهمية غسل اليدين، وأخرى شعبية قيل بوجودها في السنة النبوية الشريفة ومنها، حرق علك اللبان للقضاء على الفيروسات والأمراض.

وتنافست الصحف السعودية في متابعة آخر ما تعلنه وزارة الصحة، وأخذ تصريحات من مسؤولين ومختصين ومنهم وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة الذي أكد في تصريح له الخميس الماضي أن الوضع بالنسبة لفيروس "كورونا" لا يزال مطمئنا.

وأوضح الربيعة أن الوزارة لاحظت زيادة محدودة في عدد حالات فيروس كورونا "ميرس" خلال الأسابيع الماضية، مع ظهور إحدى عشرة حالة بمحافظة جدة، إلا أن عدد الحالات بشكل عام لا يزال منخفضاً، ولا يمثل وباءً وفق معايير منظمة الصحة العالمية واللجان العلمية.

ودعا الربيعة المواطنين والمقيمين كافة إلى عدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة في وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبا وسائل الإعلام المختلفة بأخذ المعلومة من المصادر الرسمية المعتمدة، ممثلة في وكالة الوزارة للصحة العامة أو موقع الوزارة أو المتحدث الرسمي للوزارة، وأكد أن الوزارة سوف توضح للجميع أي معلومة مهمة بهذا الخصوص، حيث يتم على مدار الساعة تزويد موقعها الإلكتروني بمستجدات الوضع كافة للفيروس وأعداد حالات الإصابة.

فيما نفى مدير إدارة الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي بادوود ما يتردد عن نقص في الكمامات العادية والأخرى المخصصة لاستقبال حالات الفايروسات الخطرة ومطالبة الأطباء والممرضين والممارسين بتوفرها في مستشفى الملك عبد العزيز بجدة، مؤكداً وجود أكثر من 10 آلاف قناع بمستودع مستشفى الملك عبد العزيز.

وعن إغلاق طوارئ مستشفى الملك فهد أوضح باداوود أن المستشفى حاليًا يستقبل المرضى كما كان في الأيام الفائتة، مبينًا أن ما يستجد من معلومات حول أعداد المصابين بمرض "كورونا" منشورة على موقع وزارة الصحة وأن أي إصابات يتم الإعلان عنها عن طريق إدارة الطب الوقائي بالوزارة وهي الجهة المنوطة بذلك وماعدا ذلك يعد شائعات.

كما أعلنت الوزارة في بيان لها في وقت سابق، أنه في إطار أعمال التقصي الوبائي والمتابعة المستمرة التي تقوم بها وزارة الصحة لفيروس "كورونا"، لمسبب لمتلازمة الشرق اﻷوسط التنفسية تعلن عن تسجيل 4 حالات إصابة بالفيروس بمنطقه الرياض، اﻷولى لمواطن يبلغ من العمر 45 عامًا ويتلقى العلاج حاليا في العناية المركزة.

أما الحالة الثانية فهي لمواطن يبلغ من العمر 51 سنة ويعاني من أمراض مزمنة ويتلقى العلاج حاليًا في العناية المركزة. والحالة الثالثة لمواطن يبلغ من العمر 90 سنة ويعاني أيضًا من أمراض مزمنة ويتلقى العلاج حاليا في العناية المركزة

وكشف رئيس شعبة الأمراض المعدية بكلية طب جامعة الملك عبد العزيز الدكتور طارق أحمد مدني عن تحديد التسلسل الجيني لفيروس "كورونا"، لمريض يعاني من عدم استجابة للعلاج، قائلا "أثبتنا ولأول مرة على مستوى العالم أن الإبل كان المصدر الرئيس في انتقال الفيروس للمريض وجار نشر هذه المعلومات بمجلة عالمية محكمة".

فيما أعلن وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية، الدكتورعبد الله عسيري، أن الوزارة تدرس خلال الفترة المقبلة تخصيص مكافآت مادية ومعنوية لأسر الأطباء والكادر الطبي الذين توفوا أو أصيبوا جراء انتقال عدوى فايروس كورونا، بحيث يتم معاملتهم أسوة بشهداء الواجب.

وكان 17 طفلا أصيبوا بعدوى مؤخراً في مستشفى الولادة والأطفال في مدينة الأحساء بميكروب "كليبسييلا"، المسبب لالتهاب الرئة أثناء تنويمهم في حضانة المستشفى.

وشدد الكاتب عابد خازندار أن: "ما يحدث في الأحساء شاهد ودليل على أن الخدمات الطبية قاصرة وعاجزة عن العناية بالمواطنين ووقايتهم من الأمراض المعدية، وهو أمر يجعل المواطن يعيش في قلق وإحساس دائم بعدم الأمان، وهذا لا يقتصر على الأحساء وحدها بل يشمل كل مناطق المملكة وخاصة النائية منها التي تفتقر مستشفياتها الحكومية إلى العدّة والإعداد مع عدم وجود مستشفيات خاصة مع أنها ليست الحل لارتفاع مصاريفها وعدم قدرة المواطنين على هذه المصاريف، والحل هو التأمين الطبي الشامل لكل المواطنين كما يحدث في كل بلاد العالم المتقدمة، على أن تتحمل الدولة تكاليف التأمين للفقراء والطاعنين في السن، وبدون ذلك يعيش المواطن السعودي في قلق مستديم".

المساهمون