صحف بريطانية: لا مصلحة لإسرائيل بالقضاء على "حماس"

صحف بريطانية: لا مصلحة لإسرائيل بالقضاء على "حماس"

27 يوليو 2014
صحف بريطانية تكشف عن الأسباب الحقيقية للعدوان (محمد زيات/Getty)
+ الخط -

تتناول الصحف العالمية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالنقد والتحليل، في محاولة لرصد مجمل عناصر الصراع، وتقديم تصوّرات حول نتائجه ومآلاته.

وفي هذا السياق، تناولت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية العدوان المستمر، منذ نحو 20 يوماً، من خلال عدد من المقالات. ونشرت الصحيفة تصريحات للمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، الجنرال مايكل فلين، الذي حذر قادة إسرائيل من القضاء على "حماس"، نظراً لـ"إمكانية أن يؤدي ذلك إلى ظهور جماعات جهادية، أكثر تشدداً"، وفق الصحيفة، التي رأت أن "هذا الأمر، سيؤجج الصراع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، في حال حدوثه".

وخلال منتدى "آسبن" الأمني، الذي عقد في ولاية كولورادو، قال فلين: "إذا تم القضاء على حركة حماس فسوف نواجه الأسوأ، إذ سيعصف بالمنطقة مصير أسود، لتظهر جماعات أكثر تشدداً مثل تنظيم الدولة الإسلامية"، قبل أن يضيف "لن يكون هناك سلام في منطقة الشرق الأوسط في القريب العاجل".

ونشرت "ذي غارديان" مقالاً حول الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى شن العدوان، ووصف المقال هذه الأسباب بـ"الواهية". ويتناول المقال إدراك العالم أن "مقتل المستوطنين الثلاثة، ليس السبب الحقيقي وراء العدوان، ولا حتى إطلاق الصواريخ أو الأنفاق".

واعتبر المقال أن "اتفاق المصالحة، بين حماس وفتح، هو السبب الحقيقي الذي دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى شن الحرب على غزة". ولفت الى أن "المبررات التي تسوقها إسرائيل لعدوانها، تزيد من الرفض العالمي لها يوماً بعد يوم، لا سيما مع الفظائع التي ترتكبها في القطاع، مثل قصفها لمدرسة تابعة للأمم المتحدة".

وذكر أن "هذه الأفعال تجعل المجتمع الدولي يفقد تعاطفه مع إسرائيل، ويجعل العالم يدين آلة الدعاية الإسرائيلية، التي طالما صورت غزة على أنها غير محتلة، ولم تنقل فظائع الحصار عليها، فضلاً عن زعمها أنها ترغب بحماية المدنيين".

وتناول مقال ثالث في الصحيفة، كتبته أستاذة العلوم السياسية بجامعة لندن، روزماري هوليس، التحولات التي تطرأ على الصراع العربي ـ الإسرائيلي، في ظل تبدّلات المنطقة أخيراً.

وتقول هوليس إن "عدم استيعاب هذه التغيرات، سيؤدي إلى انفجار الوضع في المنطقة بأسرها"، وتوضح أن "إسرائيل استفادت لسنين طويلة من الحدود التي أنتجتها اتفاقية سايكس ـ بيكو، وأنها استطاعت الاستيلاء علي العديد من الأراضي العربية، ما بين عامي 1948 و1967، وقد انعكس ذلك في اقتصار قضية الفلسطينيين على موضوع اللاجئين، حتى عام 2000، عندما حدثت الانتفاضة الثانية ليصار إلى اعتبار القضية الفلسطينية جزءاً من خطر الإرهاب".

وبحسب الكاتبة، فإنه ومع تفكك القومية العربية، بسبب هزيمة دول مثل مصر وسورية، صعد نجم الجماعات الجهادية، والتي اكتسبت قوة متزايدة بعد حرب العراق، ومع ثورات "الربيع العربي"، لا سيما في سورية والعراق.

وترى الكاتبة أن "هذه الأوضاع صاحبها انهيار قبضة الولايات المتحدة وتأثيرها على حلفائها في المنطقة، فقد فقدت أهم حلفائها، مع تصاعد خلافاتها مع السعودية، بسبب عدم إطاحة نظام بشار الأسد، وبسبب المفاوضات مع إيران، كل هذا جعل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يدخل مرحلة جديدة".

وتؤكد أنه "يتعين على إسرائيل الإسراع بإيجاد حل، عن طريق إقامة دولتين، وإلا فعليها أن تواجه ويلات التشدد الإسلامي، مع بزوغ نجم داعش".

وعن موضوع توازن القوى بين إسرائيل و"حماس"، أوضحت صحيفتا "ذي اندبندنت" و"ذي غارديان"، أن "هناك عدم توازن واضحاً بين الطرفين، ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضاً على المستوى الإعلامي، الذي يعد أهم من الأول".

وبعدما طاولت الاتهامات قناة "بي بي سي"، بسبب تغطيتها المتحيزة لإسرائيل، إذ تم تخصيص مساحات كافية لأخبارها، بينما لا يحدث المثل مع فلسطين، إلا أنه ومع وارتفاع الضحايا، بات لزاماً منح مساحات أكبر لفلسطين، ما جعل أسطورة دولة إسرائيل المحبة للسلام تنهار، بحسب الصحيفتين، لاسيما أن السبب وراء العدوان، وفْقهما، هو تولّي "حماس" السلطة بعد فوزها بالانتخابات، وتشكيلها حكومة ائتلافية مع "فتح"، ما دفع إسرائيل إلى مقاطعة الحكومة، وتحريض "فتح" على إطاحتها، وفرض حصار اقتصادي مدمر على غزة، في مخالفة صريحة للقانون الدولي.

وترى الصحيفتان أن ما تعرضه إسرائيل كشروط لوقف إطلاق النار، شروط تعجيزية، الهدف منها أن ترفضها "حماس"، التي تريد إنهاء الحصار، في حين تهدف إسرائيل إلى فرض قواعد جديدة لعملية السلام، عبر إخضاع الجميع لخدمة أغراضها.