شظايا العدوان على غزّة تصل فرنسا: الخوف من الانزلاق

شظايا العدوان على غزّة تصل فرنسا: الخوف من الانزلاق

18 يوليو 2014
متضامنون مع فلسطين ينظّمون تظاهرات في باريس (مصطفى يالسين/Getty)
+ الخط -

وصلت شظايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى فرنسا، وسط خشية لدى بعض المسوؤلين الفرنسيين من انعكاس الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على الداخل الفرنسي.

وتلقي هذه الخشية بظلالها على كافة الأوساط الفرنسية، من سياسيين الى مختصين وأكاديميين، مع العلم أن هذه الظاهرة هي حقيقة بديهية وطبيعية. إذ أعربت السلطات الفرنسية في أكثر من مناسبة عن تخوّفها من التوتر القائم ومن ردود الفعل التي قد تنشب وتنعكس على الساحة الفرنسية. 

وبات تخوّف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، ورئيس وزرائه، مانويل فالس، في مكانه، بمعنى أن هذه الانعكاسات تظهر أجواء التعبئة والقهر والظلم نتيجة لما يتعرّض له الفلسطينيون من مجازر.

 كما أن ما يجري في فلسطين المحتلة له أصداء قوية وآذان صاغية لدى الجاليات العربية في فرنسا، والتي يقارب تعدادها نحو ستة ملايين عربي ومسلم.

إضافة الى ذلك، توجد شريحة من اليهود الفرنسيين والاجانب الذي يؤيدون القضية الفلسطينية، ويدينون جملة وتفصيلاً الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، ويعتبرون أن الحكومة الاسرائيلية، بسبب رفضها للسلام، فإنها تفتعل الأزمات وتشن العدوان على الفلسطينيين. 

ويطغى الانقسام والتفاوت بين المواقف الرسمية والشعبية في فرنسا بشكل واسع عبر وسائل الاعلام، والتي يتقدم موقف عدد كبير منها بانحيازه لإسرائيل على المواقف الرسمية. 

والملفت أيضاً بالنسبة للمواقف الرسمية، أن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي قسم الفرنسيين، إذ أدلى بعض المستشارين بمواقف مؤيدة للفلسطينيين ذهب بعضها الى تبرير ما تردد عن عنف، كما حدث بالنسبة لبعض مستشاري حزب "الخضر".

 وأكد عدد من المعلقين أن التظاهرات والتحركات تثبت أن هذا الصراع موجود منذ سنوات في فرنسا.

وانتقد هؤلاء فشل اليسار في مقاربته السياسية والاجتماعية لموضوع الهجرة في فرنسا والاندماج، وأن هناك سوء تقدير لتفكير الجاليات العربية المقيمة في فرنسا. هذه الجاليات، وخلافاً لما يعتقد البعض، تساند القضية الفلسطينية كلياً، حتى ولو أن عدداً كبيراً منها وُلد في فرنسا، إلا أنها تعيش مع هذا الصراع منذ سنوات وهو جزء لا يتجزأ منها.  

ولم تهضم تيارات وكوادر اليسار المؤيدة للقضية الفلسطينية التصريحات التي أدلى بها هولاند، على الرغم من سياسات الحزب المؤيدة لإسرائيل تاريخياً. 

وتساءل بعض الكوادر في الحزب: "كيف يمكن لهولاند، اليوم، تجاهل الواقع، وردود الفعل، مثل ردود خمسين منظمة تساند الفلسطينيين في فرنسا، من بينها "الخضر"، الحزب الشيوعي، اليسار المتطرف وجمعيات حقوق الانسان؟".

حالة الارتباك لم تختلف كثيراً في أوساط اليمين الفرنسي، وخيّمت حالة الصمت واللامبالاة، حتى أن عمدة مدينة بوردو، وزير الخارجية السابق، وهو من أبرز كوادر الحزب ولديه فرص لقيادة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، آلان جوبيه، علّق أثناء القصف الاسرائيلي قائلاً إن "مطالبة مئة ألف ساكن بمغادرة قطاع غزة، مسألة ستؤدي الى مزيد من الدماء والقتلى والحقد. ويبقى الحل الوحيد وقف إطلاق النار". 

في هذه الأثناء، تبقى الأنظار مركزة على التظاهرة التي دعت إليها عدة جمعيات تضامن، والتي من المتوقع أن تنطلق في باريس، السبت المقبل. وبالنسبة لما تردد عن احتمالات منع التظاهرة، لا تتوقع مصادر مطلعة حدوث ذلك.

وكانت السلطات الفرنسية اتخذت سلسلة إجراءات، منذ أيام، في مقدمتها محافظة باريس، بالنسبة للتجمعات، كما تم التفاوض مع منظمي التظاهرة منذ يومين، حول مكانها، وحول مسيرتها وحول إطارها، وفقاً لرغبة وزير الداخلية الذي يخشى "حدوث أي انزلاق طالما أن الوضع ملتهب"، كما قال. 

وتشهد مدن فرنسية عدة، يومي التاسع عشر والعشرين من الشهر الجاري، تظاهرات وتجمعات تضامن مع الفلسطينيين في كل من مرسيليا، سانت ايتيين، بوزانسون، وسان فرجوس.