شبح الفيضانات يخيف التوانسة

شبح الفيضانات يخيف التوانسة

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
28 فبراير 2015
+ الخط -

تتواصل عمليات إجلاء السكان في أغلب مناطق الشمال الغربي بتونس العاصمة، وتحديداً في محافظة جندوبة ومدينة بوسالم، فيما رفعت السلطات حالة الطوارئ إلى أقصى درجاتها تحسباً لتطورات الساعات المقبلة بعد أن تجاوز ارتفاع المياه في وادي مجردة 9 أمتار، وبدأ الفيضان.

ويشهد وادي مجردة حالياً ارتفاعاً متواصلاً للمياه، نتيجة استمرار تدفق مياه وادي ملاق ووادي سليانة إضافة إلى سقوط كميات كبيرة من الأمطار دون انقطاع.

كذلك حصلت فيضانات بمنطقة دوار مستور في مدينة بوسالم والصوالحية بغار الدماء والتميري في مدينة جندوبة، وفاض وادي خلان ووادي كسّاب المتفرعين عن وادي مجردة، وغمرت المياه الأراضي الزراعية وشلّت المرافق تماماً، مما أجبر المدارس على غلق أبوابها، وسط تعزيزات كبيرة من الحماية المدنية التي وضعت كافة المعدات والتجهيزات تحسباً للطوارئ.

الخطر لا يزال قائماً

وأوضح نجيب خربوش محافظ جندوبة لـ"العربي الجديد"، أنّ الخطر لا يزال قائماً، وأن الوضع صعب للغاية، خصوصاً أنّ المياه متراكمة في العديد من المحافظات، وأنّ قدرة قنوات صرف المياه شبه معطلة.

ويخيم على سكان المنطقة الخوف من موجة ثانية من المياه خلال الساعات القليلة المقبلة، (مساء السبت)، وقال المحافظ "نأمل أن تمر بأقل الأضرار وأن نتمكن من تجاوز الخطر الذي قد ينجم عن فيضان الأودية، فالمياه توغلت داخل العديد من الأحياء والمنازل مثل العزيمة والخضراء..."، فيما تم إجلاء قرابة 20 عائلة من مساكنها بمنطقتي سيدي إسماعيل والسهيلى بباجة الجنوبية.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أنه تم التنبيه على الفلاحين والسكان في جميع المناطق المهددة بالفيضانات، لإبعاد الآلات الزراعية ومستلزمات ضخ المياه من محيط الوادي تجنباً لغرقها ولإتلافها.

واجتمعت اللجنة الطارئة بوزارة الفلاحة (الزراعة) أمس الجمعة، لمتابعة وضعية السدود، وأوصى سعد الصديق وزير الفلاحة بمراقبة تطور تدفق وارتفاع منسوب المياه بالسدود،

والتنسيق الآني بين الجهات المعنية من أجل تنبيه السكان وأخذ الاحتياطات اللازمة.

من جهته، أكد منير الريابي مدير الحماية المدنية بجندوبة لـ"العربي الجديد" أن الوضع لا يزال دقيقاً، وأن الساعات المقبلة ستكون عصيبة، معبراً عن أمله في أن تمر هذه  الأزمة، وأن يتم تجاوز الخطر الذي قد تشكله الفيضانات على الأهالي والأراضي، مضيفاً أنه تم إجلاء حوالي 220 عائلة في مراكز الإيواء.

وأضاف أن أحياء بوسالم وجندوبة هي الأكثر تهديداً في الوقت الراهن، وأن الاستعدادات كثيفة باعتبار أن فيضان وادي مجردة سيطال مدينة بوسالم بسبب الارتفاع غير المسبوق في منسوب مياه سد بوهرتمة.

ونفى الريابي حصول أي أضرار بشرية في فيضانات محافظة جندوبة حتى الآن.

أمطار غزيرة

وحول آخر تطورات الأوضاع الجوية، قالت نادية مديوني من المعهد الوطني للرصد الجوي لـ"العربي الجديد" إن الأوضاع الجوية ليوم السبت لا تزال ملائمة لنزول الأمطار، ولكنها لن تكون ذات فاعلية قصوى، مبينة أنها ستتقلص تدريجيا.

وذكرت أن أقصى كمية تم تسجيلها كانت في بني مطير من محافظة جندوبة، إذ وصلت إلى 70 ملم، وتراوحت بين 15 و70 ملم في باقي المحافظات.

وأفادت مديوني أنّ هذه الكميات من الأمطار لا تعتبر قياسية، وإنما قد تحصل كل سنتين أو ثلاث في تونس، وتشبه تقريباً الأمطار التي تساقطت في 2012. مرجحة أن تتساقط كميات من الأمطار في الوسط والجنوب التونسي خلال اليومين المقبلين.

وأكدّ عبد الله الشريد المدير العام للسدود والأشغال المائية أنّ مخزون السدود ارتفع إلى 1652 مليون متر مكعب، وذلك حتى يوم 27 فبراير 2015.

وقدّر المخزون الحالي بسد سيدي سالم بــ 582 مليون متر مكعب، و31 مليون متر مكعب بسد ملاق، و120مليون متر مكعب بسد بوهرتمة.

وأوضح الشريد أن نسبة امتلاء سدود الشمال الغربي بلغت 85 بالمائة، ملاحظاً أنها قابلة لمزيد الارتفاع، وبين أن من بين أبرز الحلول التي تم اللجوء إليها تنفيس بعض السدود تجنبا للفيضانات، كسد بوهرتمة وملاق وسيدي سالم ونبهانة.

الفيضانات أعادت إلى التونسيين مشاهد الدمار التي سببتها فيضانات فبراير 2012، عندما تساقطت كميات كبيرة من الأمطار وغمرت الأراضي والمنازل وجرفت الآلات الزراعية وعطلت المرافق الحياتية. وأودت بحياة شخصين (شقيقين) وفُقد آخرون، بعد غرق سيارة كانوا يستقلونها في فيضان وادي الرمل جنوب مدينة الكاف.