شباب غزة في ميدان الانتفاضة

شباب غزة في ميدان الانتفاضة

23 أكتوبر 2015
شبان غزة: موعد أسبوعي ضد الاحتلال(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
بصعوبة بالغة، يحاول الفتى الفلسطيني، عبد الله جمال (16 عاماً)، استنشاق الهواء واستعادة أنفاسه، بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي دفعات من قنابل الغاز المسيلة للدموع على مئات الفتية والشباب، الذين تجمعوا بالقرب من معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، لرشق الحجارة على الجنود.


ومنذ قرابة الشهر، لم يعد يوم الجمعة إجازة أسبوعية يقضيها جمال في ظل أجواء عائلية تجمعه بأسرته، بعد أسبوع كامل من الجهد الذي يبذل في دراسته بالمرحلة الثانوية، فالأحداث الميدانية، التي تشهدها قرى ومدن الضفة الغربية كافة، جعلت من الحدود الشرقية والشمالية في غزة مقصد جمال، نهاية كل أسبوع.

وفي اللحظة التي تمدد فيها الفتى عبد الله على الأرض، بعدما أثمرت جهود الإسعافات الأولية بإعادة أنفاسه لوضعها الطبيعي، قال لـ "العربي الجديد": "هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها بمواجهات مباشرة مع جنود الاحتلال، فصغر عمري منعني من المشاركة في انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000".

ويثبت هؤلاء المتظاهرون في كل مواجهة جديدة مع جنود الاحتلال أحقية الفلسطيني بالأرض، فتراهم يتسابقون في رفع العلم الفلسطيني على الأسلاك الفاصلة، في خطوة غالباً ما تعرض صاحبها لخطر الاستهداف الإسرائيلي المباشر، والقاتل أيضاً.

فعلى مقربة من الفتى عبد الله، تحلقت مجموعة من الشباب الموشحين بالكوفية الفلسطينية الشهيرة حول بعضهم بعضاً، محاولين وضع خطة سريعة لكيفية رفع العلم الفلسطيني على السياج الحدودي الفاصل بين غزة وأراضي عام 1948.

ولكن الشبان المنتفضين لم يستطيعوا إكمال اجتماعهم بعدما باغتتهم رشقات نارية متتالية من الرصاص الإسرائيلي، ليسقط على الفور أحد الشباب مضرجا بالدماء على الأرض بعدما أصابته رصاصة في منطقة الحوض وأخرى في قدمه اليسرى.

أما الشاب أيمن فايز، (23 عاما)، فقال مخاطبا شباب الضفة ومدينة القدس تحديداً: "في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وقفتم معنا وفق إمكانياتكم المحدودة، واليوم يأتي أهالي غزة من مختلف الفئات العمرية لنصرتكم والتخفيف عنكم بالقدر المستطاع".

وأضاف لـ"العربي الجديد": "يحاول الاحتلال الإسرائيلي الاستفراد بمدينة فلسطينية دون الأخرى، من أجل وضع كل جبروته فيها والتنكيل بأهلها، ولكنه لن ينجح بذلك فكل البلدات الفلسطينية ستبقى تطارد جنود الاحتلال وتشتبك معهم دون كلل أو ملل".

ومنذ اندلاع الهبّة الشعبية في مدن الضفة الغربية، بدأ المئات من شباب غزة التوجه نحو الحدود الشرقية لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على جنود الاحتلال المتمركزين خلف السواتر الرملية، وداخل الغرفة المحصنة، والذين يردون على الشبان المنتفضين باستخدام سلاح القنص والرصاص المطاطي والأعيرة النارية بجانب الغاز المسيل للدموع.

ويعتبر شباب غزة المواجهات، التي تجري على الحدود الشرقية للقطاع، بمثابة رسالة وطنية تؤكد تلاحم الشعب الفلسطيني أينما وجد، بمختلف توجهاته السياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أيضا وحدة المصير والأرض بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.

اقرأ أيضاً: الحمد الله يطالب الأسرة الدولية بإنشاء نظام حماية للفلسطينيين