شباب المغرب... موسم الهجرة إلى "يوتيوب"

19 مارس 2015
برامج كوميديو واجتماعية على "يوتيوب"
+ الخط -
يعيش المغرب طفرةً في لجوء الشباب إلى تناول قضايا البلاد السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة عبر برامج كوميديّة على "يوتيوب".
خالد شريف، واحد من الشباب المغاربة الذين اختاروا موقع "يوتيوب" كمنبر للتعبير عن آرائهم وتفاعلاتها اليومية المختلفة، عبر برنامج كوميدي قصير لا تزيد مدته عن أربع دقائق منحه اسم "شريف كوميدي".
عن هذه التجربة، يقول شريف لـ "العربي الجديد" إنها تتماشى مع روح العصر الحالي، الذي يبحث فيه الشباب "عمّن يُعبّر عن قضايا تهمه لكن في قالب كوميدي". وانطلاقاً من ذلك يناقش شريف مواضيع قد تتباين من الفالنتياين والتقاط الصور حتى السياسة التعليمية والخدمات الصحية في المغرب.

[إقرأ أيضاً: تقرير وزارة الاتصال عن وضع الصحافة بالمغرب: لا انتهاكات]

ويبدو شريف متأثراً ببرامج أجنبية تابعها لسنوات، قبل أن يقرر سنة 2009 الانطلاق في تجربته الخاصة، لكنّه يرى أنّ انطلاقته الفعليّة كانت مع اتساع نطاق استعمال الانترنت في المغرب خلال الربيع العربي. ويحرص شريف من خلال برنامجه، على تقديم محتوى نقدي كوميدي للجمهور المغربي "بعيداً عن نمطية التلفزيون" حسب قوله.
قد تكون مشاركة الفتيات في عالم "الستاند أب كوميدي" غير مألوفة في العالم العربي. لكنّ وسيمة الدبيري، اقتحمت هذا العالم من زاوية اجتماعيّة عبر برنامج يجيب على استفسارات المغاربة المتعلقة بالوثائق والمعاملات والمساطر الإدارية في المملكة.
على خلفية بيضاء في المطبخ وأمام كاميرا صديق استمرت وسيمة لعام كامل في تقديم خدمات برنامجها للمتابعين، قبل أن تثير انتباه شركة للإنتاج قررت دعم برنامجها وإنتاجه. وتقول إنّ "ما شجّعها على هذه الخطوة هو أنّ "يوتيوب" لا يطلب كشف حساب بنكي لإنشاء قناة، ولا يفرض عليك إملاءات". وانطلاقاً من أن الانترنت "أكثر حرية" وأن المواد على "يوتيوب"، "أبعد عن مقص الرقيب وأكثر مشاهدة" أنتج الشاب المغربي صلاح الدين بوينة، برنامجه "فق".


[إقرأ أيضاً: 56 في المئة من المغاربة يفضلون القنوات الأجنبية]

يقول صلاح لـ"العربي الجديد" إنه عكس قنوات القطب العمومي المغربي، يوجه للجمهور رسائل "أكثر جرأة وتجاوباً مع تطلعاته في الحياة في طابع كوميدي"، يُقبِل عليها الشباب على وجه الخصوص بـ "وعي أكبر لأنها من شاب في مثل أعمارهم".
وعن إمكانية نقل هذه البرامج إلى التلفزيون، تباينت الآراء. فبينما يقبل خالد بالأمر طالما أنه سيستمر بعرض برنامجه على "يوتيوب"، يرى كل من وسيمة وصلاح أن المستقبل للانترنت، وأن الوصول إلى "أكبر عدد من المشاهدات وقدر أكبر من الفائدة" تضمنه الشبكة العنكبوتية.
إلى ذلك، وسيمة وصلاح لا يبدوان متحمّسيْن للتخلي عن حرية التعبير التي تضمنها الشبكة لبرنامجيهما. وبينما خالد، تبنت مؤسسة صحافية مغربية إنتاج برنامجه، وتقدم له حالياً قناة مصرية فرصة تقديم "ستاند أب كوميدي" على الصعيد العربي، ووسيمة تعمل شركة إنتاج محلية على إخراج برنامجها إلى شريحة أكبر من المشاهدين، يعاني صلاح من تحمل تكلفة برنامجه على نحو شخصي، حيث يضطر إلى شراء معدات التصوير وتقنيات الصوت بمبلغ 400 دولار لليوم الواحد، وهو الأمر الذي يجعله أحياناً يستغرق في البحث عن موارد للتمويل وتوضيب الحلقات أكثر ممّا يستغرق في كتابتها والإعداد لها.