سيول في بلغاريا تقتل 12 شخصاً

20 يونيو 2014
الأهالي يقولون إن السيول ارتفعت أكثر من مترين (Getty)
+ الخط -

تضمد مدينة فارنا البلغارية المطلة على البحر الأسود جراحها، غداة عاصفة هوجاء أحدثت سيولاً جارفة، انهالت على إحدى ضواحيها مساء الخميس، وأمطاراً غزيرة أدت إلى وفاة 12 شخصاً في بلغاريا.

وأفادت المعلومات الأولية عن سقوط 10 قتلى في فارنا بينهم طفلان، في حين اعتبر أشخاص عدة في عداد المفقودين. كما أعلن عن غرق رجلين في منطقة دوبريتش شمال فارنا.

وكانت الأمطار تتساقط على المنطقة باستمرار منذ أسابيع، لكن العاصفة كانت مفاجئة، والسيول تشكلت بسرعة وكان وقعها قاسياً.

وقال أحد سكان المنطقة برانيمير (38 سنة) لفرانس برس "لم أر في حياتي شيئاً كهذا، ولا والدي ولا أجدادي". وأضاف: رأيت السيول تتدفق فهربت نحو مكان مرتفع، لولا ذلك لكنت في عداد الموتى، ارتعب الجميع، كلٌّ يحاول النجاة كيفما استطاع". وقال: دمّر منزل جيراننا ولا أدري ماذا حلّ بهم، يبدو أنهم قتلوا جميعا. كما أشار إلى أن رجال الإغاثة أنقذوا سائحة تشيكية من الغرق.

وتحدث ناجون آخرون كيف فاجأتهم الكارثة. وحكت امرأة في الخمسين عن "أنهار تغمر الشوارع" وقالت إنها احتمت منها على سطح موقف سيارتها. وروى رجل للتلفزيون البلغاري بصوت يرتعش أن السيول ارتفعت إلى أكثر من مترين في الشارع، وقال: رأيتها تجرف جثة رجل. وقال رجل آخر، إنه يخشى من الأوبئة لوجود كلاب نافقة وقطط غارقة في الشوارع.

ويبحث مستشفى "فارنا" عن أقارب طفل في السابعة نجا بعد أن صعد على سطح سيارة. واستمر هطول المطر صباح الجمعة، وغطت الشوارع طبقة سميكة من الأوحال وحطام السيارات والأشجار المقتلعة، بينما كان سكان ضاحية "اسباروهوفو" الجنوبية يعملون على إفراغ المياه من منازلهم، كما أفاد مراسل فرانس برس.

من آثار الدمار الذي خلفته السيول


وفي العاصمة "صوفيا" وقف البرلمان دقيقة صمت، وأعلن يوم حداد وطني الاثنين المقبل.
وأعلن رئيس الوزراء البلغاري بلامين اورتشارسكي، أن "الوضع تحت السيطرة، لكننا في حالة تأهب، وتوقعات الأرصاد الجوية مطمئنة"، معلناً عن فتح تحقيق.
وأغلق ميناء "فارنا" الجمعة، وكذلك المدارس التي كان يفترض أن تجري فيها امتحانات نهاية السنة، وانقطعت الكهرباء في "اسباروهوفو" وتعطلت الاتصالات.
وفي منطقة فيليكو تارنوفو (وسط بلغاريا) أغلق معبر الجمهورية، الذي يعبر جبال البلقان وتمر منه الطريق المؤدية إلى رومانيا وتركيا، وأجلي خمسون شخصاً من تلك المنطقة و150 من منطقة دوبرتش وفق وزارة الداخلية.

ومن دون انتظار نتيجة التحقيقات ألقى سكان ضاحية "فارنا" المنكوبة باللوم على عمليات قطع أشجار غير قانونية ساهمت في تدفق السيول من تلة تحيط بها.

وساهم وجود تلك الضاحية السياحية لفارنا على سفح التلة، في تعرضها لهذه الكارثة التي نسبها السكان إلى قطع الأشجار الذي قالوا إنه السبب في تدفق السيول.

وصرّح عضو في المجلس البلدي في فارنا للإذاعة البلغارية أنه أبلغ المجلس البلدي مراراً بقطع الحطب والبناء غير القانوني في حي للغجر الروما في أعلى التلة، مؤكدا بأن "عربات الغجر المحملة بالحطب، ظلت تمر حتى من أمام مركز الشرطة دون أن يعترضها أحد".

وانهالت على كل بلغاريا أمس الخميس، أمطارٌ غزيرةٌ وحبات البرد فأغرقت بلدات عدة ومواقع تخييم في منطقة البحر الأسود، حيث بدأ موسم العطل متأخراً بسبب ربيع ممطر أصلاً.