سيكوباتي وسرنجاتي وحرامي

سيكوباتي وسرنجاتي وحرامي

02 سبتمبر 2014
+ الخط -
"هو جرى إيه للدنيا؟ الناس كلها بقت فتوّات؟ أُمال مين اللي ح ينضرب؟!" قالها توفيق الدقن ساخراً في فيلم "الشيطان يعظ". وليس في فيلم "ثورة الثلاثين من يونيو أو الثلاثين مليون متظاهر"!
يمكن تقسيم الطغاة، وكلهم قتلة محترفون "بمرتبة القرف"، إلى نوعين: ظرفاء وعلوج. وذلك بعد الاعتذار من الضحايا. أعتقد أنّ القذافي كان مسليّاً، بأزيائه وخطبه و"أفيهاته" وخيامه ونوقه العصافير التي كان يصحبها معه دليلاً على الأعرابية، وحسناواته العمالقة الحارسات. وأنّ صدام حسين كان مسلّياً، بعد الاعتذار من الضحايا و...المعجبين باعتباره "أسد السنّة"، لكنّ الأسد لم يكن كذلك أبداً، وأعرف صديقاً كانت أمه يغشى عليها عندما تسمع صوته المخرش للحديد. وربما يكون رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، المعروف بكابوريا، ظريفاً، ولعل أحد الأسباب هو المذهب، فالظرفاء العرب سنّة، بعد استثناء وزير خارجية إيران، فليس له من الظرف سوى الاسم، يحبون الحضور البصري الدائم، بما فيهم كابوريا الشيوعي، لكن يبقى أبو عيون جريئة السيسي حالة خاصة (جداً جداً جداً) فهو أظرفهم على الإطلاق، مع الاعتذار من الضحايا وذويهم من دون الاعتذار من عبيده، ومع أنّ كثيرين يشككون في مذهبه، ويعتبرونه ابن يهودية من المغرب، فالزعماء المذكورون تطوروا سياسياً وإعلامياً من مرحلة الكومبارس إلى مرحلة النجومية، والبطل المطلق، لكن السيسي أسرعهم نجوميةً، فقد استغرق توفيق الدقن عمراً كاملاً حتى باتت له أقوال مأثورة تميز شخصيته الفنية، وتوقيعات صوتية  مثل: "يا إكسلانس" و"صلاة النبي أحسن". ومثله فريد شوقي وهو يتحضر للضرب "يا قوة الله"، وجملة مظهر أبو النجا الشهيرة عند رؤية كل لحم أبيض متوسط: "ياحلاااااوة"، وعادل إمام و"أنا بعيّط"، ونجمة ابراهيم: "قطيعه محدش بياكلها بالساهل"، يعني تقصد لا بد من مذبحةٍ مثل رابعة.
 مصر يحكمها بعد ثورة الثلاثين من يوينو، أو الأربعين مليونا، مجموعة من المساطيل يقودونها بالإعلام "الماشي على حل شعره"، بعد الاعتذار من النسر الأصلع عمرو أديب. أما السيسي، قدّس الله سره وتسريباته. مع ملاحظة أنّ التسريبات تشويق و"سوسبنز" ليس له مثيل، فقد جاء إلى الوسط الفني، أقصد الوسط السياسي، وسيّان، ومعه جمل جاهزة، فقد أتاه الله الحكمة، وأرجو من هيئة تحرير الويكيبيديا تثبيتها له، خوفاً على بكارة الإيزو "اللي زي عود الكبريت": "أنتو مش نور عينينا وإلا إيه"، "الحفر ع الناشف"، "خلّي بالك"، "بجد بجد بجد"، "أنا عاوز مية مليار تحت إيدي كده"، وجملة "كده" مستقلة، تعبر عن فلسفة أبو الدنيا السياسية جملة وتفصيلاً. وقالها يومئذ وهو على أعتاب معركة رابعة التي اختال بها على خالد بن الوليد والظاهر بيبرس، فأنعم به وأكرم.
هذه أهم جمل "السم فوكية" الصوتية لأدولف السيسي، أما "سمّ فوكية"، الحركات، فهي؛ بعد أن نقول: يا أرض احرسي ما عليك، فهو قائد أوركسترا ليس له نظير، لا يتكلم إلا وهو "يشاور" على البضاعة، فهو يذكّرني بالآلهة الهندية كالي "ذات الأيدي المتعددة، الآلهة الأخطبوط، يعني الحركة تحمي ظهر الكلمة، "خلي بالك"، خوفاً من ضلال المعنى .. و"كده".
 لا يعرف مؤرخو سيرة مصر الذاتية والعامة، فترة مضحكة من تاريخها، أكثر من هذه، باستثناء فترة الحاكم بأمر الله الفاطمي، فالسيسي خرم الأرض، جدّد قناة السويس بين بحر الاستبداد الطويل وثورة يناير! ولا أعرف متى سيحرّم الملوخية مثل "أبو علي" الحاكم بأمر الله، فالرغيف، تقريباً، بات حراماً أو كاد، فلا يحلّ أكله إلا بعد تقسيمه إلى أربعة أقسام. وبعد ساعات من الذل والانتظار. السيسي، الذي وصف بالمسيح المخلص، أعلن إعجابه، ليس نبياً من الأنبياء، أو مفكراً مثل مونتيسكيو، أو منوّر مثل لامارتين، إنما يا سادتي وسيداتي (ضرب طبول كما في السيرك)، في الفيلم: "ردّ قلبي".
 كان أبو علي الفاطمي متقشفاً، ويركب الحمار في الأسواق، والسيسي يشبهه، فقد بلغ من زهده، أنه حوّل مصر من أم الدنيا إلى "صندوق الدنيا".
"مش عيب ابن الحج عبد التواب ما يعرفش أصول التخزين؟" قالها المعلم فسواني تاجر المخدرات في المشهد الأخير من فيلم "العار".
مش عيب أن "أبو الدنيا"، ابن المؤسسة العسكرية، قائد خير مخابرات الأرض، ما يعرفش أصول فتح معبر رفح، طيب أصول فتح علبة سلمون!
ح تدفع يعني ح تدفع.
 كده....
ملعون أبو الدنيا.
683A43FF-D735-4EBA-B187-3AC9E42FAE32
أحمد عمر

كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."