سوريون يطحنون الخبز الجاف ويخبزونه

سوريون يطحنون الخبز الجاف ويخبزونه

26 فبراير 2014
+ الخط -

بجبر الحصار المستمر للغوطة الشرقية في دمشق سكانها على تدبير احتياجاتهم من الغذاء بأي وسيلة ممكنة، حتى أن مخبزاً في المنطقة بدأ ما يمكن وصفه بأنه عملية إعادة تدوير الخبز الجاف لإنتاج أرغفة طازجة لتلبية احتياجات السكان.

وذكر زاهر حسني، الذي يملك مطحنة قديمة في الغوطة الشرقية، أن الوضع الحالي اضطره للجوء إلى أي وسيلة لإنتاج الطحين.

وقال: "كنا نطحن قمحاً. كنا نطحن بالنهار 200 كيلو. نشتغل ساعتين ثلاثة ونتوقف. هلأ (حالياً) كل يوم نشتغل من الصبح للمساء. كنا نطحن قمحاً.. كنا نطحن سميداً.. هلأ ما تم (بقي) غير علف.. وخبز معفّن.. خبز يابس. العالم بدها تدبّر حالها. نشتري المازوت بألف وخسمئة ورقة" (ليرة).

وقال عامل في أحد المخابز، يدعى أبو سالم: "والله اليوم عم نخبز علف وشعير وخبز يابس مطحون. ما عاد عندنا شيء نخبز غيره. عالم عم تخبز أشكال ألوان لحتى تطعم أولادها".

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر قراراً في فبراير/ شباط الجاري يطالب برفع القيود التي تعترض العمليات الانسانية في سوريا، لكن موظفي المعونة يشكون من أن القرار له من القوة ما يحمل دمشق على فتح سبل الوصول والسماح للقوافل المتوقفة بتسليم الإمدادات الحيوية.

وتحقّق قدرٌ بسيط من التقدم منذ صدور قرار مجلس الأمن. فقد ذكر برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة قبل بضعة أيام، أنه نجح في توصيل معونات غذائية تكفي لتلبية احتياجات 33 ألف شخص لمدة شهر في مناطق حول دمشق لم يكن الوصول إليها ممكناً على مدى أكثر من ثمانية أشهر.

ولم يتضح ما إذا كان ذلك نتيجة مباشرة للقرار الدولي، لكن سلسلة من الأخبار التي أوردتها وسائل الإعلام الرسمية السورية خلال الأسبوع الجاري عن عمليات إغاثة ناجحة تبيّن أن الحكومة تحاول على الأقل إظهار التزامها.

وقالت وزارة الخارجية السورية، يوم الأحد الماضي، إنها مستعدة للتعاون لكن على أساس "احترام السيادة الوطنية"، وأن الحكومة عملت دائماً على أداء واجبها في توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

وكانت اتهامات وجّهت إلى حكومة الرئيس بشار الأسد، وعلى نطاق أضيق إلى المعارضة المسلحة التي تقاتل للإطاحة به، بمنع وصول الغذاء والرعاية الطبية إلى ربع مليون نسمة في المناطق المحاصرة.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) في وقت سابق لمنع صدور ثلاثة قرارات من مجلس الأمن تدين الأسد أو تهدد بفرض عقوبات على حكومته منذ بدأت القوات السورية قمع الانتفاضة السلمية المطالبة بالديموقراطية في عام 2011، والتي تحولت بعد ذلك إلى حرب أهلية قتل فيها ما يربو على 140 ألف شخص وهجر نصف السكان ديارهم.

المساهمون