سورية: النظام يمنع إطلاق سراح رهينة حامل من عدرا

14 اغسطس 2014
ميليشيات موالية للنظام في ريف دمشق (لؤي بشارة/فرانس برس/getty)
+ الخط -

كشف مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" بأن النظام السوري أحبط، في اللحظة الأخيرة أمس الأربعاء، ترتيبات كان قد تم الاتفاق عليها، بين مفوضية الأمم المتحدة في سورية وشخصيات أهلية من جهة، وأحد فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية من جهة أخرى، لإطلاق سراح رهينة (سيدة حامل في شهرها التاسع) من رهائن عدرا العمالية.

وأوضح الناطق باسم "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وائل علوان، لـ"العربي الجديد"، أنه وبعد ضغوط كبيرة وتجاوب مفوضية الأمم المتحدة لتوفير ممر إنساني للمحتجزة ماجدة الحرفوش، منع النظام في اللحظة الأخيرة دخول وفد مؤلف من شيخ عقل الطائفة الدرزية (كون الرهينة من طائفة الموحدين الدروز) وكل من المستشارين العسكريين في بعثة مفوضية الامم المتحدة، العقيد أمير ندا (مصري الجنسية) والعقيد الرايس شكيب الذان (مغربي الجنسية)، وشقيقها بسام الحرفوش وآخرين، إلى الغوطة الشرقية لاستلامها، دون أي مقابل.

وعن احتمال وجود مخاوف أمنية من الدخول إلى منطقة تخضع لسيطرة المعارضة، علّق علوان بالقول "الوفد لا يضم ممثلين عن النظام، ونحن أرسلنا لأعضاء الوفد ورقة رسمية بالسماح لهم بدخول الغوطة، وقمنا بكل الترتيبات اللازمة لتوفير الحماية لهم وبتجهيز كل شيء لاستقبالهم، وبقينا على التواصل معهم للتنسيق طيلة يوم الثلاثاء، ليأتي الرد في آخر لحظة بعدم السماح لهم بالدخول من قبل النظام، محطماً آمال ماجدة وأهلها".

وأوضح أن "ماجدة حرفوش، كانت حاملاً بشهرها الثاني حين سيطرنا على عدرا العمالية، والآن هي على وشك الولادة، سعينا ليكون حملها بين أهلها وبرعاية غذائية ودوائية أفضل من ظروف الحصار والحرمان، لكن عراقيل النظام وكذبه ومراوغاته حالت دون ذلك".

وحول ما رشح عن جهود الوساطة من أجل إبرام صفقة مع النظام لإطلاق سراح كل الرهائن، خاصة أن الغوطة الشرقية تخضع للحصار وتُعتبر منطقة اشتباكات، لفت علوان إلى أن "النظام عرقل كل الجهود وأحبط كل المحاولات"، مضيفاً "قمت، بالتواصل مع مكتب المصالحة الوطنية ووزارتها، فما وجدت إلا حفنة من الكاذبين المخادعين، والذين لا يملكون أي قرار أو صلاحيات".

وأشار إلى أن "جيش الإسلام"، أحد الفصائل المسلحة الذي يحتجز ما نسبته 55 في المائة من الرهائن، أطلق قبل أيام، الرهينة سميرة محمود رحمة من مصياف، من دون مقابل، وتمّ تسليمها إلى الهلال الأحمر في مخيم الوافدين، لدواعٍ وصفها الناطق باسم "جيش الإسلام" عبد الرحمن الشامي، بـ"الإنسانية"، تتعلّق بتقدمها في السن وحاجتها الماسّة إلى العلاج، وعدم توفر الإمكانيات في الغوطة الشرقية.

وكان الشامي قد أوضح، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، أن "هناك العديد من المسنين والمرضى بين الرهائن"، من دون أن يؤكد أو ينفي النية في إطلاق سراح المزيد من الحالات المشابهة.

وقُتل خمسة من الرهائن في القصف الذي تعرضت له مدينة دوما أخيراً، في ثالث أيام عيد الفطر، حيث كانوا موزعين على شقق سكنية في مدينة دوما.

يُذكر أن فصائل المعارضة المسلحة والمؤلفة من "جبهة النصرة" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"جيش الإسلام"، سيطرت على مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، نهاية السنة الماضية، واعتقلت عدداً (غير معروف) من "الشبيحة" والضباط، واحتجزت عائلاتهم من النساء والأطفال (تقدر مصادر صحافية العدد الكلي بخمسة آلاف) بهدف مبادلتهم مع معتقلين من الغوطة الشرقية لدى النظام، غير أن كل المحاولات انتهت إلى الفشل.