سورية: الحرائق تهدّد أعلى موسم قمح منذ 9 سنوات

سورية: الحرائق تهدّد أعلى موسم قمح منذ 9 سنوات

15 مايو 2020
مخاوف من تكرار سيناريو حرائق العام الماضي (Getty)
+ الخط -

يتخوف المزارعون السوريون من تكرار سيناريو الخسائر الباهظة لمحاصيلهم هذا الموسم، بعد أن التهمت الحرائق الموسم الماضي مساحات شاسعة في العديد من المناطق.

واندلعت، مؤخرا، حرائق في مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في العديد من القرى بريف الرقة، شمالي سورية، متسببة بخسائر مادية للمزارعين، وذلك لأسباب مجهولة، في ظل اتهامات متبادلة بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) و"الجيش الوطني السوري" المعارض.

ويؤكد محمود عليان، المزارع في ريف دير الزور، لـ"العربي الجديد" أن الموسم هذا العام "وفير جداً"، لكن الخوف من الحرائق، بواقع القصف المتقطع بين التنظيمات الكردية والقوات التركية، وخاصة بمحافظة الحسكة التي تعتبر أكبر منتج للقمح في سورية.

ويكشف المزارع السوري أن بعض الحرائق شبت خلال الأيام الماضية في محافظات الحسكة ودير الزور، "لكنها قليلة ولا تزيد عن مئات الدونمات وكان أكبرها في منطقة القحطانية بريف القامشلي".

كما اندلعت حرائق بمواسم القمح والشعير في مناطق "مهباش وجبلة وقمر الدين" في منطقة أبو خشب شمال غربي محافظة دير الزور، لتلتهم بحسب صفحة "نهر ميديا" المحلية، نحو 100 دونم من الأراضي الزراعية.

ويقول مدير مؤسسة الحبوب التابعة للمعارضة السورية، حسان محمد، لـ"العربي الجديد" أخذنا كل ما بوسعنا من الاحتياطات هذا العام لتلافي أية حرائق قد تحدث، إذ أقامت المجالس المحلية والدفاع المدني حملات توعية وهيأت مناوبات دورية على الأراضي المزرعة، بعد أن جهزت ضمن المتاح، صهاريج الإطفاء وجرارات متصلة بسكة بهدف تحويط أية حرائق قد تحدث.

ويضيف محمد أن المساحات التي التهمتها النيران هذا الموسم والتي تركزت بمدن شمال شرق سورية، لا تتجاوز مئات الدونمات، أهمها بقرية المهرة وعين عيسى بمحافظة الرقة، مشيراً إلى أن المحصول لم ينضج بشكل كامل، محدداً أن موسم حصاد الشعير يبدأ من 20 مايو/أيار الجاري.

ويقدر المسؤول السوري كمية القمح بمناطق المعارضة لهذا العام بأكثر من 400 ألف طن، ولكن "للأسف، لا يوجد لدينا أموال كافية لاستلام كافة المحصول، ما سيؤدي لذهاب بعضه للدول المجاورة ومناطق سيطرة النظام" حسب قوله.

وحول السعر الذي أعلنته المعارضة، يختم مدير مؤسسة الحبوب: لدينا الآن لجان تابعة لوزارة الزراعة، لتحديد التكاليف بدقة، وبناء عليها سيخرج السعر، وهو بالتأكيد أعلى من السعر الذي حدده النظام "بين 190 -210 دولارات للطن".

وكان أحمد القادري، وزير الزراعة بحكومة بشار الأسد، قد كشف الثلاثاء الماضي أنه تم رصد 450 مليار ليرة لعملية تسويق القمح باعتبار أن الحكومة تسعى لتسويق كامل المحصول.

من جهته، قال يوسف قاسم، مدير المؤسسة السورية للحبوب التابعة للنظام، إن موسم القمح يقدر بنحو 2.9 مليون طن، وتقدر المساحة 1.355 مليون هكتار، وهي تعادل 75% من المساحة المطلوبة للموسم الحالي.

يذكر أن سورية التي كانت تنتج نحو 4 ملايين طن قمح قبل عام 2011، تشهد هذا الموسم، إنتاجاً هو الأعلى منذ تسع سنوات.