سورية: "دير العدس" جبهة جديدة لقوات المعارضة نحو دمشق

سورية: "دير العدس" جبهة جديدة لقوات المعارضة نحو دمشق

01 أكتوبر 2014
جبهات كثيرة للمعارضة والهدف دمشق (أحمد عبود/فرانس برس)
+ الخط -
تحاول قوات النظام السوري استعادة بلدة دير العدس الواقعة في ريف درعا الشمالي، والملاصقة لريف دمشق، إذ شنّت، اليوم الأربعاء، هجوماً عنيفاً على البلدة، مستخدمة كافة أنواع الأسلحة، بما فيها غاز الكلور السام، لكنّ قوات المعارضة المتواجدة في البلدة تمكّنت من صدّ الهجوم وتدمير دبابة بصاروخ "تاو".

وشنّ الطيران الحربي والمروحي غارات جويّة على البلدة بالبراميل والحاويات المتفجرة، احتوى بعضها على غاز الكلور السام، ما أدى إلى وقوع إصابات وحالات اختناق، ترافق ذلك مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف، وتمّ نقل بعض المصابين إلى بلدة كفر شمس المجاورة.

وقالت مصادر ميدانية، إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت على عدة محاور في بلدة دير العدس، وسط قصف كثيف على بلدات كفر شمس وسهول دير البخت في ريف درعا.

وكانت حركة "مجاهدي الشام" وكتائب الثوار تمكّنتا، قبل أيام، من السيطرة على ﺑﻠﺪﺓ وحاجز ﺩﻳﺮ ﺍﻟﻌﺪﺱ، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام أوقعتا خلالها قتلى وجرحى في صفوف الأخيرة.

وتقع قرية دير العدس في القسم الشمالي من منطقة حوران، جنوبي دمشق بحوالى 40 كيلومتراً وشمال غربي مدينة درعا بحوالى 70 كيلومتراً، وتعتبر أول قرية في سهل حوران من جهة جبل الشيخ وملاصقة لبلدة كناكر في ريف دمشق، ويحدّها من الغرب بلدة كفرناسج والهباريّة، ومن الشرق بلدة غباغب وديرالبخت، ومن الجنوب كفر شمس.

ويقول قيادي عسكري في إحدى الكتائب المشاركة في القتال، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه المعركة تأتي استكمالاً لمعركة "المغيرات صبحا"، التي أطلقها الثوار في وقت سابق بالقنيطرة، للسيطرة على تلّ الحارة والوصول إلى طريق دمشق - درعا الغربي ومدينة الكسوة، حيث مقر الفرقة الأولى دبابات، التابعة للجيش النظامي، في ريف دمشق الجنوبي. وأوضح أن قسماً كبيراً من هذه الفرقة كان قد توجه في مراحل سابقة إلى مدينة إدلب من "دون عودة".

وأوضح القيادي العسكري أنّ الوصول إلى تلّ الحارة، يعني الوصول إلى غباغب، التي لا تبعد عن دير العدس أكثر من ستة كيلومترات، وستتم في هذه الحالة محاصرة الفرقة التاسعة ومقرها في مدينة الصنمين.

وتسعى كتائب المعارضة، بعد الانتهاء من غباغب، للوصول إلى لواء زريقية (اللواء 78) ومقره شمال غباغب، وفق المصدر ذاته، لتنطلق بعدها إلى بلدة كناكر وأوتوستراد السلام في القنيطرة، كون أغلب المنطقة الغربية تقع تحت سيطرة قوات المعارضة، إذ يلتقي حينذاك ثوار درعا مع ثوار خان الشيح.

وقال القيادي العسكري إنّ الثوار بدأوا، اليوم الأربعاء، هجوماً على تل الحارة، وهم يحاصرون رتلاً لقوات النظام في وادي دير العدس، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وقد لوحظت حركة نشطة لسيارات الإسعاف في منطقة الصنمين الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

في غضون ذلك، تواصل قوات المعارضة مساعيها للوصول إلى قلب محافظة القنيطرة، أي مدينتي البعث وخان أرنبة، حيث تتمركز معظم المؤسسات التابعة للنظام، وذلك بعد أن وصلت إلى بلدة الحميدية، وهي أقرب نقطة لمدينة البعث، إضافة إلى السيطرة على منطقة نبع الصخر، التي تفصل بين دمشق ومنطقة الحارة، ما يقطع طريق الإمداد عن الأخيرة.

وألقى الطيران المروحي ستة براميل متفجرة على بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، في إطار سعي قوات النظام لصدّ تقدم الثوار في تلك المنطقة.

وتقول قوات المعارضة السورية، إنّ الهدف من تحرّكها هو فتح طريق إمدادات إلى المحاصرين في ريف دمشق الغربي، حيث باتت الآن على مسافة ما بين 20 – 30 كلم فقط من تلك المنطقة، التي تضمّ بلدات مثل داريا والمعضمية وجديدة عرطوز، لكنّ قوات النظام ما تزال تتحصّن في مواقع هامة، تفصل القنيطرة ودرعا عن الريف الغربي لدمشق، ما يعني أن المعركة المقبلة لن تكون سهلة أمام قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، وفي إطار ما يمكن اعتباره معركة الوصول إلى دمشق من محاور متعددة، تمكّن مقاتلو المعارضة من صدّ هجمات قوات النظام على منطقة الدخانية، الملاصقة لمدينة جرمانا عند المدخل الشرقي لدمشق، وسيطروا اليوم الأربعاء، على عدة نقاط جديدة في منطقة الدخانية، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة في المنطقة.

والجبهة الساخنة الأخرى التي تجري فيها معارك بهدف الوصول إلى دمشق هي الغوطة الغربية، حيث تدور لليوم الثاني معارك عنيفة في محيط مبنى الاستخبارات الجويّة بمنطقة حرستا، بعدما تمكن الثوار من تفجير المبنى والسيطرة على العديد من المباني الهامة في محيطه، حيث كان يتحصّن جنود النظام لحماية المبنى الرئيسي، إضافة إلى تدمير الحواجز الموجودة في المنطقة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من جنود النظام، وتدمير دبابة وناقلة جند.

يترافق ذلك مع تصعيد عسكري على المتحلّق الجنوبي في العاصمة دمشق، وحملة شرسة على حي جوبر ومدينة عين ترما. وليس بعيداً عن ذلك، تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات النظام عند نقطة المرصد ومحيطها بالقرب من بلدة عسال الورد، غربي القلمون بريف دمشق، حيث تكبّدت قوات النظام خسائر فادحة في الأيام الأخيرة.

المساهمون