سورية: "داعش" على مداخل عين العرب... وتفجيرات بالحسكة

دمشق
avata
أنس الكردي
صحافي سوري مقيم في تركيا. من فريق موقع العربي الجديد قسم السياسة.
06 أكتوبر 2014
+ الخط -

قتل وجرح العشرات من عناصر وحدات "حماية الشعب الكردية"، الجناح المسلح لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي"، جراء تفجير ثلاث سيارات مفخخة في مدينة الحسكة، شمال شرق سورية، في وقت سيطر فيه مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية"، على حي مقتلة، في الجهة الشرقية لمدينة عين العرب، الواقعة في أقصى الشمال الشرقي لمحافظة حلب، وسط أنباء عن تفجير سيارتين مفخختين هناك.

تقدم "داعش" في عين العرب

وواصل مقاتلو تنظيم "داعش" مساعيهم للسيطرة على مدينة عين العرب، بعد ضمانهم معظم ريف المدينة. وسيطر التنظيم، اليوم الإثنين، على جزء من حي مقتلة القريب في الطرف الشرقي للمدينة، وفقاً لمراسل "العربي الجديد"، الذي أكد أيضاً أن عناصر داعش "فجروا نقطة عسكرية في الناحية الشرقية التابعة لوحدات الحماية الشعبية الكردية".

وتواردت أنباء عن رفع مقاتلي التنظيم راياتهم على مبنىً يقع شرقي مدينة عين العرب، إلا أن رئيس الإدارة الذاتية أنور مسلم، نفى سيطرة "داعش" على أحياء في المدينة، وأكد أن الاشتباكات تتواصل على أطراف الأحياء الجنوبية والشرقية.

وأشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود اشتباكات بين قوات الحماية ومقاتلي "داعش"، في منطقتي ترميك وماميد، جنوب المدينة".

كما لفتت المصادر، إلى أن "مجموعة مؤلفة من عشرين عنصراً من التنظيم تسللوا ووصلوا إلى مفرق الشارع 48 في المدينة من الجهة الجنوبية، إلا أنهم وقعوا في كمين لوحدات حماية الشعب وتم قتل جميع العناصر".

وأضافت المصادر بأن "التنظيم لجأ إلى قصف المدينة من مقراته في قرية ميناس، والتي تبعد ثلاثة كيلومترات جنوب غربي المدينة، إضافة إلى قصف من الدبابات المتمركزة في الأجزاء الجنوبية والشرقية لتلة مشتانور المطلة على المدينة".

وفي السياق، استهدف مقاتلو وحدات الحماية ولواء "ثوار الرقة" التابع لـ"الجيش الحر"، مواقع للتنظيم عند أطراف المدينة الجنوبية والشرقية، بينما تواردت أنباء عن انفجار سيارتين مفخختين في المدينة، وسقوط ضحايا من الوحدات الكردية، لكن لم يتم التأكد من مصدر آخر.

وكانت قيادية من وحدات الحماية الشعبية، تدعى آرين ميركان، قد فجّرت نفسها بقنبلة يدوية في تجمع لعناصر"داعش" في قمة تلة مشتانور، أثناء اشتباكات بين الطرفين، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من مقاتلي التنظيم.

وكان تنظيم "الدولة" قد سيطر، أمس الأحد، على مساحات واسعة من جبل مشته نور، المطّل على مدينة عين العرب، بعد اشتباكات عنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردية، وفصائل معارضة مساندة لها.

ويأتي ذلك في ظل حديث لوسائل الإعلام التركية عن مبادلة أنقرة الرهائن الأتراك الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" مقابل الإفراج عن نحو 180 جهادياً كانوا محتجزين لديها، في إطار صفقة تبادل، بما قد يشير إلى نوع من التفاهم بين "داعش" وتركيا، تنأى، بموجبه، الأخيرة بنفسها عن دخول التنظيم إلى مدينة عين العرب.

يُذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" بدأ معركته للاستيلاء على عين العرب في منتصف الشهر الماضي، إذ سيطر في الأيام الأولى على ستين قرية كردية في ريف المدينة، حتى وصل منذ يومين إلى مشارفها، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة نحو الأراضي التركية، قُدّرت حصيلتها الأولية بمئتي ألف مدنيّ.
وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن أحد العناصر في وحدات حماية الشعب، قوله إنه يجري إجلاء أكثر من ألفي شخص من كوباني السورية، بينما يتقدم مقاتلو "الدولة الإسلامية".

تفجيرات الحسكة

في هذه الأثناء، أفاد الصحافي الكردي، مجيد محمد لـ"العربي الجديد"، أن "ثلاثة انفجارات استهدفت مقرات عدة لوحدات الحماية الشعبية في مدينة الحسكة، بواسطة السيارات المفخخة".

وأوضح، أن "التفجير الأول ضرب حاجز قرية المشيرفة الملاصق للمدينة، مقابل باب محلج القطن، بينما استهدفت السيارة الثانية محلج القطن، والذي يُعتبر مركزاً لتدريب وحدات الحماية، ويفصل بينه وبين حاجز المشيرفة طريق أوتستراد فقط".

وأضاف الناشط الإعلامي أن "التفجير الأخير استهدف تل تمر، الواقعة في محيط المحلج بمركز الطرق المركزية على طريق الحسكة، وتتخذه وحدات الحماية كإدارة لها"، مشيراً إلى أن "المنطقة المستهدفة تمثل دائرة قطرها نحو 200 متر".

ولفت إلى أن "التفجيرات حسب الحصيلة الرسمية للوحدات الحماية الشعبية أدت إلى مقتل 17 عنصراً، وإصابة عدد آخر"، لكنه أشار إلى أن "هناك أنباء تتحدث عن وصول الحصيلة إلى 54 مقاتلاً وإصابة العشرات، فضلاً عن الذين أُسعفوا إلى مشافٍ ميدانية في مدينة الحسكة".

ولم تتبن أي جهة التفجيرات التي حصلت، لكن محمد رجّح أن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤول الأول عنها.

وكانت عبوة ناسفة وضعت في حاوية قد انفجرت، صباح اليوم، قرب مركز الأسايش في حي تل حجر في المدينة، من دون وقوع خسائر.

وشهدت مدينة الحسكة على مدار الأسبوعين الماضيين هدوءاً ملموساً منذ تسليم مقاتلي حي غويران أنفسهم إلى مليشيات وحدات "حماية الشعب الكردي" بعد الاتفاق على الاستسلام، قبل أن تشهد المدينة اليوم سلسلة من الانفجارات في ظل مخاوف من عودة التوتر إليها.

ذات صلة

الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
تشييع رائد الفضاء السوري محمد فارس في أعزاز، 22 إبريل 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شيّع آلاف السوريين، اليوم الاثنين، جثمان رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس إلى مثواه الأخير في مدينة أعزاز، الواقعة ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.
الصورة
حال صالات السينما في مدينة القامشلي

منوعات

مقاعد فارغة، وشاشة كبيرة نسيت الألوان والحركة، وأبواب مغلقة إلا من عشاق الحنين إلى الماضي؛ هو الحال بالنسبة لصالات السينما في مدينة القامشلي.
الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة