سوريا: "الآسايش" تُصادر ممتلكات الناشطين الإعلاميين

سوريا: "الآسايش" تُصادر ممتلكات الناشطين الإعلاميين

28 اغسطس 2014
صحافيون يُصورون آثار تفجير في دمشق (Getty)
+ الخط -

في سابقة خطيرة من نوعها، دهمت قوات من "وحدات حماية الشعب" "YPG" الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" في سوريا، منزل أحد الناشطين الإعلاميين الكرد، يدعى سوار حتو في مدينة عامودا بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا في 25 من شهر  أغسطس/آب الجاري، وأقدمت على اعتقال شقيقيه تيسير وياسر حتو، وأفرج فيما بعد عن الأخير.

سوار حتو كان ناشطاً في الحراك الشبابي في المدينة وعضو تنسيقية عامودا، التي كان لها حضورها المميز في بداية اندلاع الثورة السورية، وقد غادر عامودا بعد إصابته بطلقٍ ناري في الحوض إثر إطلاق (الوحدات) النار على المتظاهرين المدنيين في عامودا صيف العام الماضي.

وكما أكد نشطاء من عامودا، فضّلوا عدم ذكر أسمائهم خشية الملاحقة الأمنية، في اتصال بـ "العربي الجديد"، أنّ الوحدات أقدمت أيضاً على تحطيم أثاث المنزل وتخريبه، وصادرت بعضه الآخر، مضيفين أن الآسايش (الذراع الأمني للحزب) أبلغت ذوي المعتقلين بضرورة مغادرة المدينة باتجاه الحدود التركية خلال أربعة أيام، مع التهديد بمصادرة كل الأملاك والعقارات التي يملكونها.

إلى ذلك بيّن الناشطون لـ"العربي الجديد" أن الوحدات تلك دهمت في الوقت ذاته منزل ممدوح تخوبي عضو في (الحزب الديمقراطي الكردستاني- سورية) في قرية سنجق خليل بريف عامودا، موضحين أنه لم يكن متواجداً في المنزل حينها.

هذا التصرف الذي سبقه العديد من حالات الاعتقال والنفي خارج الحدود، سواء من قبل الوحدات أو من ذراعها الأمني "الآسايش" ، لقي ردود أفعال وأثار حفيظة العديد من النشطاء والجهات السياسية والمدنية، فقد دان الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان صحافي يوم أمس الأربعاء، الممارسات التي يقوم بها الـ PYD ضد النشطاء الكرد وقيادات وقواعد الأحزاب المنضوية ضمن المجلس الوطني الكردي ووصفها بـ "الخطيرة"، معلناً بذلك "وقوفه إلى جانب القوى والشخصيات الثورية والوطنية من العرب والكرد"، محذراً PYD من أية تصرفات "قد تثير الفتنة".

بدورها دانت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا أيضاً تلك التصرفات في بيان لها صدر أمس الأربعاء، واستنكرت بشدة هذه الأعمال والممارسات التي وصفتها باللامسؤولة"، معتبرة أنها لا تزعزع وحدة الصف والموقف الكردي فحسب بل تهدف إلى نسف أسس التفاهم والتعاون المشترك، وتعرض السلم الأهلي والمجتمعي للخطر الحقيقي، ولا تخدم مستقبل الشعب الكردي، وتسيء للعلاقات الكردية-الكردية".

ووجهت الأمانة في بيانها دعوة إلى قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، بالكفّ عن مواقفها وممارساتها، التي وصفتها بـ"المسيئة" تجاه الحركة السياسية الكردية، وقالت عنها إنها "تصب في مصلحة النظام القمعي السوري، والقوى التي تتربص بالمنطقة شراً".

وفي اتصال لـ "العربي الجديد" بسوار حتو للوقوف على تداعيات الحادثة، قال "للمرة الرابعة تقتحم وحدات حماية الشعب "YPG" منزلنا منذ مجزرة عامودا، وفي كل مرة يردد هؤلاء الذين ليس لهم من اسمهم نصيب (الحماية)، إننا صادرنا وأخذنا ولدينا إثباتات ووثائق، لكن لا ينشر أي شيء (صورة، فيديو، وثيقة) تثبت صحة ما يقولونه".

حتو الذي كان يدعى "قاشوش عامودا" كونه كان منشداً في المظاهرات، أكد لـ"العربي الجديد" أن اللاب توب والكاميرا والكمبيوتر الثابت التي يمتلكها تمت مصادرتها من منزله ولم يرجعوها، كما صادروا كتباً ثقافية وأوراقاً ومستندات عائلية، اضافة إلى موبايلات تخص أفراد العائلة". وأضاف: ثم أمهلت "YPG" عائلتي أربعة أيام حتى يغادروا المدينة وكامل المنطقة الكردية، كما طلبوا ذلك من ممدوح تخوبي"، متابعاً "انهم يطالبون أهلي بإخلاء المنزل كما يطالبون أخي أيضاً بإخلاء منزله ضمن ممارسات تشبه نهج النظام عندما كانوا يصورون مقاطع مفبركة ويعرضونها على قناة الدنيا مثل الفلم الذي فبركته مراسلتهم برفين".

يُذكر أنه سبق لهاتين القوتين (الوحدات والآسايش) أن أخلت 25 منزلاً في مدينة رأس العين/ سري كانيه مهجرة 25 أسرة من المدينة من نشطاء كرد وعرب، بعد أن صادرت بيوتهم وممتلكاتهم، على خلفية اتهامات لهم بــ "معاداة الثورة"، أو "الوقوف ضد مكتسبات الشعب الكردي في روج افا" أي المناطق ذات الأغلبية الكرديّة في سوريا.

دلالات

المساهمون