سلاح الطفولة

سلاح الطفولة

17 مايو 2015
شدة لا تخفي نظرة الحزن (فرانس برس)
+ الخط -
حروب العالم لا تترك الأطفال بحالهم. فعدا عن كونهم ضحايا مؤكدين في كلّ معركة وقصف وغارة ومجزرة، تجندهم أطراف النزاع في أعمال عسكرية حربية أو متصلة. وهو ما يترك تأثيراً فيه الكثير من السلبية على الأطفال، حتى لو حافظوا على حياتهم، بحسب ما تحذر المنظمات الدولية والحقوقية عادة.

تجهد منظمة اليونيسف من أجل إنقاذ هؤلاء الأطفال من ثقافة السلاح تلك. وبالفعل تنجح في مرات عديدة في ذلك، كما حصل أخيراً في أفريقيا الوسطى، مع الإعلان عن إطلاق سراح 357 طفلاً مقاتلاً كانت تجندهم المليشيات المقاتلة في نزاعها. كما أعلنت يونيسف أنّها تمكنت العام الماضي من تحرير 2800 طفل مقاتل في أفريقيا الوسطى.

ليس الأمر مقتصراً على أفريقيا أو أميركا الجنوبية أو جنوب آسيا وجنوب شرقها، فهو ممتد كذلك إلى عالمنا العربي. إلى العراق وسورية والسودان والصومال وغيرها.

وفي اليمن، حيث يرفع هذا الطفل سلاحه بشدة لا تخفي نظرة الحزن والريبة له ولصديقه، أشار تقرير أخير من "ديلي تلغراف" إلى أنّ الأطفال يشكلون نحو ثلث المقاتلين في البلاد.

لا مبالغة في القول إنّ مثل هذه القضية أخطر بدرجات من الحروب القائمة. فهي قبل كلّ شيء تسلب الأطفال طفولتهم، وتعليمهم، ونموهم النفسي والذهني- وأحياناً البدني- الطبيعي. كما أنّها، وبصورة منطقية، ترسّخ ثقافة السلاح بين الأجيال، وتؤسس لحروب مستقبلية تكرر مجدداً تسليح الأطفال، في سلسلة لا تظهر نهاية لحلقاتها.

إقرأ أيضاً: أطفال كولومبيا يكبرون مع السلاح والحرب