سفينة الأسلحة: نشوة انتصار إسرائيلية وأسئلة حول التوقيت

سفينة الأسلحة: نشوة انتصار إسرائيلية وأسئلة حول التوقيت

06 مارس 2014
جزء من حمولة السفينة الايرانية التي احتجزها الاسرائيليون
+ الخط -

خرجت الصحف الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، عن طورها للتهليل لقوات الكوماندوس البحرية التي اعترضت السفينة "كلوس سي"، في عرض البحر الأحمر فجر الأربعاء ومنعتها من وصولها إلى هدفها النهائي المفترض، وهو السودان، قبل أن تفرغ لتنقل إلى غزة.
التهليل الإسرائيلي ترافق مع نشر المعلومات الترويجية حول قدرات الاستخبارات الإسرائيلية والموساد والأجهزة السرية الأخرى في تعقب "شحنة الأسلحة" منذ مغادرتها سوريا إلى إيران فالعراق فالسودان.
على الرغم من ذلك، فإن المحللين العسكريين في الصحف الإسرائيلية، وإن أقروا بأهمية النقاط التي سجلها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في حربه الدعائية ضد إيران، من جهة، ومنع "وصول صواريخ استراتيجية إلى حماس، أو الجهاد الإسلامي"، إلا أن بعضهم شكك في قدرة هذه العملية على تغيير موقف الإدارة الأميركية أو الدول الغربية من المحادثات مع إيران بشأن ملفها الذري.
وأجمع المحللون الإسرائيليون في كل من "يديعوت أحرونوت"، "معاريف" و"هآرتس" على أهمية التوقيت للعملية، التي تمت بمظلة ومصادقة أميركية. كما أشاروا إلى تناغم التوقيت مع الحملة التي شنها نتنياهو في البيت الأبيض وأمام "أيباك" ضد إيران تحت اسم الوجه الحقيقي لإيران برئاسة حسن روحاني.

على الرغم من ذلك، طرح بعضهم تساؤلات حول ما إذا كان نتنياهو ضبط توقيت العملية ليضمن لنفسه "دليلاً" على تورط إيران، أو وفق المصطلح الإسرائيلي المأخوذ من عالم المسرح "المسدس الذي ينبعث منه الدخان". تشكيك أتى في ظل ما وصفه الكاتب في "معاريف"، عمير راببورط، بالإحباط الشديد الذي اجتاح القيادة الإسرائيلية، وتحديداً وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون، خلال مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ الشهر الماضي. يومها تلقى يعلون الترحاب الذي تلقاه القيادات الإيرانية في أروقة الدبلوماسية الأوروبية والمحافل الدولية المختلفة.

ولعل أكثر ما يلفت النظر في هذا السياق هو ما يكتبه المحلل أليكس فيشمان، في "يديعوت أحرونوت". كتب يقول: "يأملون في إسرائيل أن تلقي العملية ظلاً، أياً كان، على "هجمة الابتسامات" التي يوزعها روحاني، وأن تؤثر إلى حد ما في الهرولة غير المفهومة للغرب إلى أحضان النفط الإيراني الدافئة". وأضاف "ولربما تنجح هذه العملية أيضاً، في تكرار النجاح الذي حققته السيطرة على السفينة كارين أيه قبل 12 عاماً، ودفعت الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى تبني موقف إسرائيل بالكامل، من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات". لكنه استدرك بالقول "احتمالات تحقق ذلك ليست عالية على نحو خاص. فهناك شك في أن يغير هذا الأمر أو يزحزح موقف الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا في المسألة الإيرانية".

من جهةٍ ثانية، أظهرت تقارير الصحف الإسرائيلية نوعاً من البلبلة في التقديرات الإسرائيلية حول المحطة الأخيرة للصواريخ التي قالت إسرائيل إنها كانت على متن السفينة.

وفيما قالت الصحف بداية إنها موجّهة إلى حركة "حماس" وأن إيران استأنفت تعاونها مع الحركة الإسلامية، إلا أن الصحافي عاموس هرئيل، يقول في "هآرتس" إنه "ضمن خطة إيران لإشعال الجبهة الجنوبية الغربية لإسرائيل، تسعى إيران على ما يبدو إلى فرض وقائع على الأرض، خصوصاً في ظل الأوضاع القائمة في سوريا". وأضاف "كما حدث مع شحنة الأسلحة لحزب الله، فإن الرئيس السوري بشار الأسد يشعر بأنه لا يستطيع رفض طلب من يبذل كماً هائلاً من المال والسلاح في حماية نظامه". وينضم هرئيل إلى آخرين ممن يقولون إنه من المنطقي الافتراض أن المحطة الأخيرة لهذه الشحنة هي على ما يبدو الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

أما فيشمان، فأشار إلى أن مصادر إسرائيلية مطلعة، لم تسقط من اعتباراتها أن تكون شحنة الأسلحة هذه تمت من دون علم القيادة السياسية والمدنية الحالية لطهران التي تحاول فرض سياستها التصالحية مع الغرب على قوات الحرس الثوري. ولم يستبعد أن تكون هذه العملية حصلت على الرغم من أنف روحاني، واعتراضاً على سيادته. الأمر الذي من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تفجير علني في العلاقات بين الطرفين الإيرانيين.
في غضون ذلك، نفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الخميس، أي علاقة للمقاومة الفلسطينية بقطاع غزة بسفينة الأسلحة التي أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن ضبطها في البحر الأحمر.

وقالت في بيان إن "ادعاءات الاحتلال حول سفينة الأسلحة لا أساس لها من الصحة، ولا علاقة للمقاومة الفلسطينية بها من قريب أو بعيد".

 

المساهمون