سدريك شوفيا.. جورج فلويد فرنسي جديد

سدريك شوفيا.. جورج فلويد فرنسي جديد

23 يونيو 2020
سدريك توفي مخنوقاً أثناء اعتقاله من قبل الشرطة (Getty)
+ الخط -

تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي في فرنسا إلى حالة غضب شديدة ضد الشرطة، مساء اليوم الإثنين، مع كشف صحيفة "لوموند" وموقع "ميديا بارت"، في تحقيق مشترك، عن تسجيلات لحادثة مقتل رجل على يد الشرطة الفرنسية في الشارع، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

وبينما كانت صور أول يوم مشمس من فصل الصيف في فرنسا تتصدر موقع "تويتر"، انقلب المشهد ليتصدر وسم سدريك شوفيا، مع إعادة نشر التسجيلات وحتى مشهد اعتقاله من الشرطة قبل نحو 6 أشهر في العاصمة باريس.

سدريك شوفيا، وهو رجل توصيل طلبات في الثانية والأربعين من عمره، كان يصرخ "أنا أختنق" تحت أجساد 4 عناصر شرطة، وفق ما يظهره التسجيل. كرر الرجل "أنا أختنق" سبع مرات، قبل أن يتوقف عن الحركة، ليتبين لاحقاً أنه أصيب بكسر في الحنجرة، وبعد يومين فارق الحياة في المستشفى.

الكشف عن هذه التسجيلات دفع القضاء إلى استدعاء عناصر الدورية مجدداً لسماع أقوالهم، حيث قدمت عائلة الضحية تسجلاً من 12 دقيقة يوثق الحوار الذي دار بين شوفيا وعناصر الشرطة، وقد تم تسجيله من خلال المايكروفون المثبت على خوذته. كما أن الضحية كان قد قام بتصوير الأحداث بواسطة هاتفه المحمول قبل أن يلقيه عناصر الشرطة أرضاً ويختنق.

وفقاً لأقوال الشرطة في التحقيق المفتوح بتهمة "القتل غير العمد"، فإن سدريك شوفيا "لم يحترم دورية الشرطة، وقام بسلوك عدواني، وأطلق تهديدات". لكن تحقيق "لوموند" و"ميديا بارت" المشترك، الذي حلل التسجيلات وتضمن مخططاً زمنياً للحادثة، يشير إلى أن "الحقائق الأكثر دقة أن هذه ليست إهانات، بل العديد من طلبات المساعدة التي أطلقها سدريك شوفيا سبع مرات"، كما ينتقد التحقيق عبارة "اعتقال شوفيا بعد مقاومته لرجال الشرطة"، ويقول "هذا ليس حقيقة ما حصل".

وتقول "لوموند" و"ميديا بارت" في تحقيقهما المشترك: "يبدو أن الشرطة تبحث عن أدنى زلة" للتنصل من مسؤولية مقتل شوفيا. يقول أحد متدربي الشرطة الذي كان مع الدورية "الرجل قال أنتم مهرجون، أنتم مضحكون، هيا اذهبوا إلى الضواحي واجمعوا الغرامات التي تريدونها، أنتم تحبون فعل ذلك"، في إشارة إلى الاتهام السائد بحق الشرطة الفرنسية بأنها تعامل سكان الضواحي بطريقة عنصرية.

وتظهر التسجيلات عودة عناصر الشرطة بعد انتهائهم من فحص شوفيا إلى سيارتهم، لكن التحقيق يقول "يبدو أن قائد الدورية اعتقد أنه سمع إهانة أخرى، وهنا كانت نهاية رجل التوصيلات". يضيف التحقيق "ترجّل عناصر الدورية في العاشرة و6 دقائق من سيارتهم، وفي تمام العاشرة وتسع دقائق كان شوفيا على الأرض يطلب المساعدة ويصرخ أنا أختنق، وهاتفه المحمول لا يزال يسجل كل شيء".

يتابع التحقيق في تحليل التسجيلات "في العاشرة و13 دقيقة كان شوفيا جسداً هامداً لا يتحرك. يحاول عناصر الشرطة تدليك قلبه". ووفقاً لتقرير المستشفى، عندما حاول الأطباء إنعاش شوفيا، ظهرت علامات تلف شديد في الدماغ بسبب نقص الأكسجين، وبقي في وحدة العناية المركزة في مستشفى جورج بومبيدو ليومين، قبل أن يفارق الحياة.

كريستيان شويا، والد سدريك، قال "ابني نبههم عدة مرات لكنهم واصلوا قتله. كان يوم أمس عيد الأب، ولم يكن سدريك هناك مع أطفاله وعائلته. سأبقى أعاني حتى آخر يوم في حياتي". ويتابع "لقد حرموني من ابني. استقبلنا الوزير (الداخلية) كريستوف كاستانير (بعد الحادثة). وعدنا بأشياء لكنه لم ينفّذ أي شيء. عليه أن يتوقف عن التواصل والسخرية منا. يجب عليه حظر هذه الممارسات.. يجب تحقيق العدالة لابني ولكل الضحايا الآخرين".

المساهمون