ساندرز... أقوى مرشح يهودي غير صهيوني بتاريخ رئاسيات أميركا

ساندرز... أقوى مرشح يهودي غير صهيوني بتاريخ رئاسيات أميركا

10 فبراير 2016
ساندرز يبدي حرصاً شديداً على مشاعر الأقليات الدينية(الأناضول)
+ الخط -
نادراً ما يتحدث المرشح الديمقراطي الأميركي الفائز في الانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامبشاير، بيرني ساندرز عن ديانته اليهودية، لكنه كثيراً ما يردد أنه ابن مهاجر يهودي بولندي أبيدت أسرته في المحرقة النازية. 

وأثناء إحدى جولات ساندرز الانتخابية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في ولاية فرجينيا، أحيا فعالية في جامعة جورج مايسون التي يقصدها العديد من الطلبة العرب والمسلمين، وصعدت إلى المنصة فتاة محجبة سمراء اسمها ريماز عبد القادر تتحدث عن استيائها من موجة العداء التي يجاهر بها بعض المرشحين للمسلمين، وعن تأثرها الشخصي من التصريحات المحبطة لطموحها في إحداث تغيير في هذا المجتمع.

وسألت ساندرز عن رأيه في تصريحات دونالد ترامب وبن كارسون، فما كان من ساندرز إلا أن تقدّم إليها واحتضنها ثم سحبها من يديها إلى وسط المنصة المحاطة بحشود الطلبة الشباب وقال: "أنا يهودي، وأسرة والدي أبيدت في محارق النازية، ولهذا سأعمل كل ما بوسعي عمله لإنقاذ هذا البلد من بشاعة العنصرية التي حاربتها لسنوات".

ومن مفارقات السياسة الأميركية أن المرشح الرئاسي الذي قد يصبح أول رئيس يهودي للولايات المتحدة في تاريخها، بيرني ساندرز، مؤهل أيضاً لأن يصبح أشد الرؤساء الأميركيين تقريعاً لحكومة إسرائيل وساستها. فمن المؤشرات الدالة على ذلك على سبيل المثال أنه في شهر مارس/آذار الماضي، رفض السيناتور ساندرز حضور خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، مفضّلاً البقاء في مكتبه ومقاطعة الزائر.

وهاجم ساندرز رئيس الحكومة الإسرائيلية بشدة متهماً إياه بالتدخّل في الشؤون الأميركية وتحويل الكونغرس إلى لعبة في يديه. ولولا الانتماء اليهودي الذي يجمع بين نتنياهو وساندرز، لما سَلِم ساندرز من تهمة معاداة السامية التي تُلصق بكل من يجرؤ على معارضة الحكومة الإسرائيلية.

وفي الوقت الذي يبدي فيه ساندرز منذ بداية حملته الانتخابية حرصاً شديداً على مشاعر الأقليات الدينية والعرقية الأخرى، وكان حريصاً كذلك على عدم مناصبة الأغلبية البروتستانتية العداء، وابتعد عن التهجّم الشخصي على منافسيه، فقد أفصح عن جرأة غير مسبوقة في الاختلاف مع من يجمعهم به الانتماء الديني.

فخلافاً لما يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من رأي سلبي تجاه الاتفاق النووي الدولي مع إيران، فقد أعلن ساندرز تأييده القوي للاتفاق في أول مؤشر على تغليبه للمصلحة الأميركية العليا وفقاً لرؤيته على مصلحة إسرائيل وفقا لرؤية ساستها.

وقاطع ساندرز خطاب نتيناهو في الكونغرس الأميركي تعبيراً منه عن الانحياز إلى رئيس الولايات المتحدة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال ساندرز في تصريحات تلفزيونية إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يقررها الرئيس الأميركي وليس رئيس الحكومة الإسرائيلي.

وكان ساندرز قد عاش لبعض الوقت في إحدى المستوطنات في فلسطين المحتلة، لكنه عاد للاستقرار في ولاية فيرمونت.

لكن تمثيل مرشح يهودي للحزب الديمقراطي في انتخابات 2016، بقدر ما يعني تأجيل حلم المرأة الأميركية في الوصول للرئاسة والقضاء نهائياً على طموح هيلاري كلينتون الرئاسي، فإنه لا يضمن بالضرورة إيصال مرشح من الأقلية اليهودية لرئاسة الولايات المتحدة، كما لا يضمن دعم يهود أميركا لهذا المرشح، إذ إن البعض منهم ينظر إليه كيساري ليبرالي من فيرمونت أكثر مما يعتبرونه يهودياً.


اقرأ أيضاً: متصدر السباق الديمقراطي الأميركي يرفع شعار "كفاية"