زيدان يريد لاعب وسط.. هل الريال بحاجة إلى بوغبا؟

30 يوليو 2016
زيدان يسعى لتحقيق مجد مع ريال (العربي الجديد)
+ الخط -
موسم جديد في انتظار الملكي تحت قيادة زين الدين زيدان، المدرب الذي انتقل من الكاستيا إلى الفريق الأول، ليحقق لقب دوري أبطال أوروبا بعد مرور أقل من ستة أشهر على توليه المهمة، وتتضاعف آمال مشجعي وعشاق الفريق المدريدي خلال الموسم المنتظر، من خلال المنافسة على كل البطولات محليا وقاريا وعالميا.

أفكار زيزو
من الصعب الحكم على كامل أفكار زيزو بعد الفترة الزمنية القصيرة التي قضاها مع الريال، لكن المؤكد أنه يثق تماما في قدرات وخصائص لاعبيه، لذلك لم يدخل الريال بقوة في الميركاتو الصيفي، وبدت تحركات الرئيس بيريز هادئة على عكس عادته، خصوصا مع الرضا الكبير من جانب المدير الفني تجاه ما يملكه من أسماء.

أعاد الميرنغي طيريه المهاجرين، موراتا من يوفنتوس، ثم كوينتراو الذي لعب إعارة في موناكو. ويعتبر هذا الثنائي داعم بقوة لعمق التشكيلة، فالريال عانى بعض الشيء من غيابات بنزيما المتكررة لداعي الإصابة بالموسم الماضي، وتواجد مهاجم دولي شاب بقيمة ألفارو، سيجعل الأمر أسهل أمام زيدان وطاقمه، مع قوة اللاعب الشاب في التحرك بدون كرة، ونجاحه في خلق الفراغات أمام القادمين من الخلف، كما كان يفعل في تورينو.

كوينتراو ليس أفضل من مارسيلو في المجمل، لكنه أكمل دفاعيا من البرازيلي، لذلك يستطيع اللعب أساسيا في بعض المباريات خارج الديار، وتزيد أهميته كثيرا في لعبة التحولات، أثناء المرتدات من الدفاع إلى الهجوم، وبالتالي فإن مركزي المهاجم والظهير في أمان تام بعد التعديلات الإدارية الأخيرة.

خطة جديدة
لا يعود زيزو إلى الدفاع كسلفه بنيتيز، كذلك لا يهاجم بضراوة مثل غيره، هو مدرب مؤمن بالفكر الهجومي والاستحواذ، لكن مع الاعتماد على الضربات الثابتة والركنيات. حتى أمام أتليتكو سيميوني في نهائي ميلانو، لم يسيطر الريال بشكل كلي أمام منافسه، بل جاءت المباراة سجالا متبادلا حتى ركلات الجزاء، لكن مع التأكيد على قوة الملكي في ألعاب الهواء، واستخدام سلاح التسديد من مسافات بعيدة.

أعطى المدرب الفرنسي الثقة إلى نجوم الريال، لذلك عادت النتائج المميزة واستعاد الفريق رونقه في المسافات الأخيرة من الموسم. الرهان على خطة قريبة من 4-3-3، كاسيميرو لاعب وسط دفاعي لا يهاجم كثيرا، يعطي الأريحية الكاملة للثنائي كروس ومودريتش في وسط الأمام، بينما يعتمد الهجوم على ثلاثي الـBBC، برفقة صعود الأظهرة إلى المنتصف.

هذه هي خطة الريال الأساسية مع زيدان، لكن بتواجد موراتا، من الوارد التحول إلى خطط جديدة، في حالة غياب بيل أو رونالدو وليس بنزيمة، فالبرتغالي زادت مشاكله البدنية كما حدث في اليورو، والويلزي يعاني من الاستمرارية طوال موسم كامل، لذلك ما المانع من التحول إلى 4-4-2 في معظم مباريات لاليغا!؟

موراتا وبنزيمة
يضم الريال لاعبا شموليا مثل مودريتش، الكرواتي يستطيع الجمع بين الدفاع والهجوم في آن واحد، ولعب هذا الدور مع كروس بالتبادل خلال حقبة أنشيلوتي، أي يستطيع زيزو تكرارها قريبا، بوضع كروس ومودريتش معا أو كاسيميرو برفقة لوكا في المنتصف، مع الضرب على الأطراف بثنائي متحرك ومتنوع.

بكل تأكيد رونالدو وبيل هما الأجدر بالمشاركة على الأطراف، لكن هناك خيارات أخرى متنوعة وجديرة بالدراسة، فإيسكو بالأخص لاعب جناح من الأساس، يدخل كثيرا إلى العمق، "إنتريور على الطريقة الإسبانية" أو كما يعرف بالجناح الداخلي، وبالتالي يصبح مميزا جدا في طريقة لعب 4-4-2، لأنه يهرب من الرقابة أثناء الحيازة، ويتحول إلى لاعب وسط ثالث برفقة ثنائي الارتكاز.

إيسكو لاعب جناح مائل للوسط، بينما رونالدو أو بيل على الطرف الآخر، برفقة بنزيمة وموراتا في قلب الهجوم. يصنع الثنائي المتقدم الزيادة العددية، ويضغط بقوة على دفاعات الخصوم، مع إعطاء لاعب مثل رونالدو أو بيل قدرة أكبر على تسجيل مزيد من الأهداف عن طريق مهارة التسديدات الصاروخية.

لماذا بوغبا؟
يمتاز الملكي بوجود ثنائي في كل مركز تقريبا، نحن نتحدث عن الفريق الأكثر عمقا من بين كافة أباطرة القارة، لكن إذا تحدثنا عن كل لاعب في الوسط، سنجد أن إيسكو لاعب استعراضي إلى حد كبير، يحتفظ كثيرا بالكرة، وتقل خطورته في الثلث الهجومي الأخير، بينما جيمس رودريغز غزير الأهداف كونه لاعبا مهاجما متأخرا أكثر منه لاعب ارتكاز متقدم، بينما كوفاسيتش لم يشارك وبعيد تماما عن نسق المباريات.

بينما يتألق الثنائي كروس ومودريتش في مختلف المباريات سواء بالليغا أو في الشامبيونزليغ دون نقاش، وإن كان هذا الثنائي تكمن أهميته بشكل كبير في وحول دائرة المنتصف، مع ترك مهام القطع من الخلف إلى قلب منطقة الجزاء لثلاثي الهجوم، وبالتالي أمام الفرق التي تجيد إغلاق مناطقها بخطيّن من الدفاع يعاني ريال مدريد الأمرين، ولا يصل إلى المرمى إلا عن طريق كرة ثابتة أو ركلة جزاء.

ونتيجة لكل هذه الأسباب، فإن زيدان يبدو محقا في طلبه المستمر للاعب وسط إضافي، بالأخص بول بوغبا، الفرنسي الشاب الذي يجيد اللعب في مختلف مراكز الوسط، مع تميزه في الواجبات الدفاعية، وبراعته في الأرقام الهجومية من خلال الهدف والأسيست، بالإضافة إلى خاصية القطع المفاجئ من العمق إلى الأطراف، ليكون هو اللاعب الناقص الوحيد داخل كوكبة البلانكو، في الوقت الحالي وبالمستقبل القريب.
المساهمون