زجاجات المقدسيين الحارقة... الأرخص ثمناً لمواجهة جيش الاحتلال ومستوطنيه

زجاجات المقدسيين الحارقة... الأرخص ثمناً لمواجهة جيش الاحتلال ومستوطنيه

20 سبتمبر 2015
اتساع نطاق استخدام الزجاجات الحارقة ضدّ الاحتلال(عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
يبرّر الشباب الفلسطيني الغاضب في القدس المحتلة، اتساع نطاق استخدام الزجاجات الحارقة ضدّ جنود الاحتلال والمستوطنين في الأيام الأخيرة، بارتفاع أسعار المفرقعات والألعاب النارية، التي كانوا يطلقونها باتجاه أهدافهم، في حين أنّ الوقود المستخدم في إعداد تلك "الحارقات" أرخص ثمناً وفي متناول اليد.

يقول أحد الأشبال الملثمين، خلال مواجهة عنيفة في بلدة العيسوية، أن 20 لتراً من البنزين توفر له ولمجموعته المنتفضة عشرات الزجاجات الحارقة، في حين أنه ليس بمقدورهم شراء كميات كافية من المفرقعات لارتفاع أثمانها.

وكان لافتاً في غضون الأيام القليلة الماضية الاستخدام الواسع من قبل هؤلاء الأشبال للزجاجات الحارقة؛ إذ سجلت الساعات الثماني والأربعين الماضية عشرات الهجمات بـ"الحارقات" على أبراج عسكرية، كما هو الحال في مخيم شعفاط، وكذلك استهداف حافلات ومركبات للمستوطنين ووحدات المستعربين كما حدث في حزما، ورأس العامود، وجبل المكبر، وهي هجمات أوقعت إصابات كان أشدّها خطورة إصابة أربعة من أفراد وحدة مستعربة في جبل المكبر، وُصفت إحداها بالخطيرة، فيما اشتعلت النيران في أحد الجنود بمخيم شعفاط بعد استهدافه بزجاجة حارقة.

ويتعرض أشبال انتفاضة القدس المحتلة للقمع الشديد من قبل قوات الاحتلال، وسط وعيد حكومة الاحتلال لهم بالعقاب الصارم، بما في ذلك استهداف حياتهم بالقنص، وتهديد عوائلهم بالغرامات العالية.

اقرأ أيضاً: أهداف خطة نتنياهو: القدس المحتلة "مسألة أمنية داخلية"

يقول مدير نادي الأسير في القدس المحتلة، ناصر قوس، إنه منذ الأحد الماضي، وهو بداية الموجة الأخيرة من المواجهات، جرى اعتقال نحو ثمانين من هؤلاء الأشبال، في حين كان من أفرج عنه من السجن في غضون الأسابيع الأخيرة، وهم بالعشرات، قد تعرضوا لتحقيق وتعذيب قاسيين، لكنهم خرجوا أكثر نقمة على الاحتلال وممارساته، فيما دفعت استفزازات المستوطنين واقتحاماتهم اليومية للأقصى هذا الجيل من الشبان إلى واجهة الانتفاضة الجديدة ومقاومة المحتلين.

من جهته، يرى مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، علاء الريماوي، "نحن أمام جملة من سيناريوهات التصعيد على الأرض خلال المرحلة المقبلة". واعتبر أن هناك تصعيداً شعبياً في الضفة الغربية، التي باتت مهيأة لتصعيد أمني، تختلف "معالمه عن الانتفاضتين الأولى والثانية"، لذلك رجح أن تندمج في الحالة الجديدة "الحركة الحزبية المكبلة والحالة الشعبية الغاضبة، مما يخلق واقعاً ثورياً تجري خلاله عمليات فردية غالبة وتنظيمية متقطعة بالإضافة إلى مواجهات شعبية متسعة، وهذا النوع من التصعيد، يصعب على حكومة الاحتلال مواجهته إلا عبر اجراءات أمنية مشددة، الأمر الذي تعتبره إسرائيل استنزافاً لقواتها على الأرض"، على حدّ تعبيره.

ويرجّح الريماوي "استمرار الموجات الثورية في القدس"، مشيراً إلى أن "الجديد الذي أحدثته موجات التصعيد الأخيرة في القدس، هو دخول الحالة الشعبية، على مسار شعبي عنيف، عبر تحويل الحجارة والزجاجة الحارقة إلى أداة لإحداث أضرار كبيرة. هذا الشكل من التصعيد، ترى إسرائيل بأنه متسع وخطير، لتحويل كل (متحرك) إسرائيلي لهدف على الأرض". 

بدوره، يحذّر مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، عضو مجلسها الثوري، حاتم عبدالقادر، من تصعيد الأوضاع، في حال طبقت المستويات الأمنية الإسرائيلية قرارات حكومة بنيامين نتنياهو بقنص الأطفال، ما يعني ارتقاء شهداء جدد، وبالتالي ارتفاع منسوب المقاومة واشتداد عودها واتساع نطاقها، وهو ما أثبتته أحداث اليومين الماضيين، حين بدأ جنود الاحتلال باستخدام الرصاص الحي. وينتظر أن تدخل التعليمات الجديدة موضع التنفيذ منتصف هذا الأسبوع، بعدما تصادق الحكومة الإسرائيلية رسمياً عليها غداً في جلستها الأسبوعية.

وكان رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، قد حذر بدوره من تصعيد كبير خلال الأيام القليلة المقبلة مع إعلان جماعات صهيونية عزمها إدخال مجسم الهيكل إلى الأقصى يوم الأربعاء، إضافة إلى تزامن احتفالات اليهود بـ"عيد الغفران" مع عيد الأضحى، وما يتخلل ذلك من إغلاق تام للطرق الرئيسية، وتقييد حركة انتقال وتحرك المقدسيين في مناطق سكنهم، بما في ذلك صعوبة وصولهم إلى المسجد الأقصى فجر العيد بسبب الإغلاق المتوقع للطرق.

المساهمون