رياض عرفات يُدخل زراعة "الأناناس" إلى طولكرم

رياض عرفات يُدخل زراعة "الأناناس" إلى طولكرم

28 ديسمبر 2015
رياض عرفات في مزرعته (العربي الجديد)
+ الخط -
فقد سمعه حين كان في السابعة من عمره، وأصبحت حركته أقل من ذي قبل إثر إصابته بالتهاب السحايا. لكن المزارع الخمسيني من قرية "فرعون" جنوب مدينة طولكرم شمال الضفة الفلسطينية رياض عرفات، لم يسمح لفقدانه هذه الحاسة أن يشكل عائقًا أمام طموحاته. درس العلوم الطبيعية في الأردن، وعاد إلى فلسطين.
يقول المزارع الخمسيني رياض عرفات "الإعاقة كذبة، فرضها علينا المجتمع حتى نبقى رهينة عادات وتقاليد رثّة، فأنا أملك إرادة جعلتني أنجح في عملي، فبعد تخرجي، لم أحصل على وظيفة مناسبة، ولذا قررت الاعتماد على نفسي لتأمين لقمة العيش، وبدأت أبتكر في زراعة العديد من أصناف الفاكهة الاستوائية في بلدتي، فقمت بزراعة أشجار "الأفوكادو"، ومن ثم فكرت في زراعة أشجار الأناناس، خاصة وأن المناخ في قرية "فرعون" مناسب جداً لهذه المزروعات، مشيراً إلى أنه في فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة، ما يسمح بنمو هذه الأصناف، وفي فصل الشتاء، يكون الطقس دافئاً نسبياً". ويضيف:" بدأت فكرة زراعة أشجار الأناناس، بعدما نجحت في زراعة ثمار"الأفوكادو"، وفكرت بأنه يمكنني زراعة أنواع أخرى من الأشجار الاستوائية كالأناناس، ولكن المشكلة كانت في إيجاد البذور، فطلبت من شقيقي الذي يعمل داخل الخط الأخضر إحضار الشتول من هناك، وأنشأت بيتاً بلاستيكياً في الحقول المجاورة لمنزلي".

زراعة مثمرة

ويتابع: "تمكنت خلال السنوات الماضية من زراعة حقول كبيرة بأشجار الأناناس، فقد قمت بزراعة نحو 4000 شجرة صغيرة في بيوت بلاستيكية، على مساحة دونم من الأرضي الزراعية، وبدأت تنمو هذه الأشجار، وتمكنت خلال عام من تسويق منتجاتي في الأسواق بسرعة، وزاد الطلب، الأمر الذي دفعني إلى زيادة المساحة المزروعة".

وعن كيفية زراعتها والاهتمام بها، يقول عرفات: "تحتاج شتلة الأناناس من أجل نموها إلى سنتين، ولا تحتاج إلى مجهود عمليّ كبير، فالبداية تكون مع تخطيط الأرض، وريّها بطريقة صحيحة عن طريق الرشاشات، وأنابيب التنقيط، فكلّ شتلة بحاجة إلى قطّارة".
يعتبر عرفات أن زراعة الأشجار الموسمية، وبيعها في الأسواق الفلسطينية من النشاطات الاقتصادية المربحة، إذ إن استيراد هذه الفاكهة من الخارج، وبيعها يتطلب رؤوس أموال ضخمة، ولذا فإن زراعتها في الأراضي الفلسطينية توفر الكثير من الأموال".
"أبو النور" كما يحب أن نناديه، يقول: "لدي أربعة أبناء كبيرهم يدرس الطب في السنة الخامسة، والثاني طب سنة ثالثة، واثنان في المدرسة وبفضل هذا المشروع الزراعي، تمكنت من تعليم أبنائي، خاصة وأنني لا أملك دخلاً ثابتاً".
لا يقف طموح أبو النور عند هذا الحد، فهو يحاول توسيع مشروعه، عن طريق استئجار محل صغير في مدينة رام الله، أو بيت لحم، من أجل عرض منتجاته، وبيعها بطريقة سريعة وبسعر مناسب".
يقول أبو النور لـ "العربي الجديد": لفاكهة الأناناس فوائد عديدة، فهي تساعد في تنظيف الجسم من السموم، كما تعتبر دواء لأمراض عديدة، بالإضافة إلى ذلك، فإن للأناناس فوائد تساعد للحفاظ على الرشاقة وخسارة الوزن، ولذا من الضروري جداً تناولها".
أما بالنسبة إلى المشاكل التي تعترضه في عمله، فيقول: "رغم أن زراعة هذه الثمرة لا تحتاج إلى مجهود كبير، لكنها تحتاج إلى عناية كبيرة، فهي تحتاج إلى رش بالمبيدات بين فترة وأخرى، وفي الأسواق الفلسطينية، لا أجد دائماً المبيدات التي تناسب هذه الأشجار، وهو ما يعتبر من أبرز المصاعب في عملي، من جهة أخرى، فإن المياه، تعتبر أيضاً مشكلة، إذ إن انقطاع المياه يتسبب في جفاف هذه الثمرة، ولذا من الضروري جداً وجود المياه بشكل دائم".
يطمح أبو النور في أن تتوسع زراعته أكثر فأكثر، وأن يبدأ بتسويق منتجاته خارج الأراضي الفلسطينية، خاصة وأن أسعار الأناناس تعتبر مرتفعة، بسبب استيرادها من الخارج، ولكن وفي حال توفرت جميع الإمكانات المادية والفنية، فإن زراعتها في الأراضي الفلسطينية، ستساهم في خفض أسعارها قليلاً، ولذا يطمح أن يحصل على دعم مادي من أجل تطوير هذه الزراعة، وتصدير المنتجات إلى خارج الأراضي الفلسطينية.

اقرأ أيضاً:موسم القطاف في فلسطين... خير ينتظر التصريف

المساهمون