رياضة كويديتش... رواية هاري بوتر أصبحت حقيقة

رياضة كويديتش... رواية هاري بوتر أصبحت حقيقة

29 ابريل 2015
رياضة كويديتش أصبحت عالمية وتملك اتحادات عالمية (العربي الجديد)
+ الخط -
يتابع "العربي الجديد" الكشف عن أغرب الرياضات التي يمكن رؤيتها في العالم وتُنظم على أشكال بطولات عالمية، ونلقي الضوء عليها لمعرفتها، واليوم رياضة غريبة عمرها عشر سنوات وهي "كويديتش" المستوحاة من سلسلة "هاري بوتر" الخيالية التي عُرضت في جميع دور السينما وحققت شهرة عالمية.

يعرف الجميع سلسلة روايات هاري بوتر التي غزت الأسواق العالمية بعدد كبير من الكتب التي عرفها العالم بأسره، حتى إنها تحولت إلى أفلام عُرضت في دور السينما على أكثر من ثمانية أجزاء، والتي بدأت بالجزء الأول في عام 2001، لتحصد جوائز الأوسكار، كذلك حققت نسبة مشاهدة عالية، لكن المفارقة الغريبة أن تلك الرياضة التي ظهرت في الجزء الأول من السلسلة التي اعتبرت خيالية، تحولت في عام 2005 رياضة شهيرة في الولايات المتحدة الأميركية، حتى إنها أصبحت رياضة تُلعب مثل كرة القدم.

وتُعتبر رياضة كويديتش المقتبسة من سلسلة أفلام "هاري بوتر"، تجسيداً للنسج الخيالي الذي كان موجوداً في الجزء الأول من الفيلم الشهير، حيثُ دخل هاري بطل الفيلم الجامعة التي تبني جيلاً مُتميزاً من السحرة الذين يقومون بأعمال شعوذة متنوعة ولكل طالب ميزة خاصة يكتسبها خلال الدراسة، لكن الجزء الرياضي الموجود في الفيلم لا يمكن إغفاله، خصوصاً أنه تحول إلى واقع وحقيقة في هذه الأيام بعد أن أصبحت الرياضة الخيالية في "هاري بوتر" إلى حقيقة في عالم الرياضة.

في سلسلة أفلام "هاري بوتر" يقوم اللاعبون بالمشاركة في هذه الرياضة التي تُعرف اليوم بكويديتش، تضم لاعبين يتنافسون على حمل الكرة وحمايتها من المنافس ويطيرون على مكنسة سحرية، ومن ثم تدور المنافسة في الهواء على كيفية تسجيل النقاط من خلال وضع الكرة داخل الأطواق (الحلقة) المعلقة في الهواء، والفريق الذي يُسجل أكبر عدد من النقاط يفوز في المباراة، لكن لم يتوقع أحد في العالم أن يتم تجسيد هذه الرياضة بكل تفاصيلها في العالم الواقعي.

بداية كويديتش الحقيقية
في عام 2005 لم يتم اكتشاف اللعبة كون مخرج وكاتب نصوص أفلام هاري بوتر جسداها هناك وتم خلقها في العالم الخيالي، لذلك يمكن القول إن فيرمونت كساندر مانشيل وأليكس بينيبي حولا الخيال إلى واقع من خلال نقل الرياضة إلى أرض الملعب، وتمكن هذان الشابان من رسم الخطوط الأولى لهذه الرياضة عندما كانا في جامعة ميدلبوري، وعندها بدأت حكاية رياضة جديدة انتقلت من عالم الخيال والأفلام إلى عالم الواقع والحقيقة، وبعد نشر سبعة كتب لقوانين الرياضة، أصبحت رياضة رسمية لها قوانينها الخاصة والمنفردة.

وكبُرت هذه الرياضة مع الوقت حتى أصحبت تُنظم كبطولات للعالم في عام 2007، عندما تم تنظيم أول بطولة كأس عالم للكويديتش، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2014 يتم تنظيم بطولة كأس العالم في أميركا وتتنافس فيها أندية من مختلف الولايات، حتى إن كندا شاركت وأرسلت أندية تُمثلها، وبعد ذلك شاركت أندية من فرنسا وأستراليا، وبدأت تنتشر الرياضة في العالم، خصوصاً في القارة الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا، بالإضافة إلى المكسيك والبرازيل والأرجنتين، وعلى الصعيد الآسيوي أيضاً مثل ماليزيا والصين والفيليبين وفيتنام، وجنوب أفريقيا وبلدان أخرى في العالم.

ما هي رياضة كويديتش؟
تعتبر لعبة كويديتش رياضة تجمع فريقين على أرض الملعب يتألفان من سبعة لاعبين لكل فريق، وكل لاعب يحمل مكنسة بين قدميه (تجسيداً للرياضة التي كانت في فيلم هاري بوتر، لكن المكنسة هنا ليست سحرية ولا تطير)، وتُلعب المباراة داخل ملعب مربع بحجم ملعب "الهوكي"، ويوجد في الملعب ثلاث حلقات دائرية لكل فريق، والتي تعتبر بمثابة المرمى، أي المكان الذي يتوجب على كل فريق التسجيل فيه بغية الفوز بالمباراة، خصوصاً أن الهدف الرئيسي لكل فريق هو إحراز النقاط، وقوانين الرياضة منصوص عليها من الاتحاد الدولي للكويديتش.

ويضم الفريق نوعين من اللاعبين "المطاردين" و"الحافظين" الذين يحمون الحلقات من الخصم مثل حارس المرمى في كرة القدم، ومهمة المطارد الأساسية هي تمرير الكرة بين عناصر الفريق، وصولاً إلى إحدى الحلقات من أجل تسجيل النقاط، وفي كل مرة تدخل الكرة يحصل الفريق على عشر نقاط، في وقت يُمكن للمدرب إشراك ثلاثة مطاردين في التشكيلة، في وقت يوجد لكل فريق لاعب يضرب الخصم بكرة، وهو يحمل مضرباً مثل البيسبول، وفي حال إصابة المطارد عليه أن يترك الكرة التي توجد في يده للمنافس والعودة إلى المنطقة الدفاعية سريعاً.

أما دور اللاعب الحافظ فهو حامي العرين مثل كرة القدم، والذي يجب أن يعترض كل محاولة من الخصم لتسجيل النقاط داخل إحدى الحلقات الثلاث، في وقت أن الحافظ لا يخضع لقانون ضارب الكرات كونه لا يهاجم بل يبقى في الخلف مدافعاً ويستطيع المحافظة على الكرة في يده لوقت غير محدد، قبل أن يسلمها للمطارد الذي يشن الهجوم على الفريق الخصم، ويمكن تمييز الحارس في الفريق بربطة خضراء على الرأس.

في المقابل هناك الضاربون الذين يقومون بضرب اللاعب المنافس بالكرة عبر استعمال مضرب البيسبول، ويمكن مشاركة لاعبين من فئة الضاربين لكل فريق، أما من ناحية الأدوات المستعملة على أرض الملعب، فيوجد ست حلقات دائرية، ثلاث لكل فريق من أجل التسجيل فيها، وعلى كل لاعب وضع مكنسة بين أقدامه كالتي استعملت في فيلم "هاري بوتر" الشهير، بالإضافة إلى وجود خمسة أنواع من الكرات، ثلاث منها لكي يحملها اللاعبون وتسجيل الأهداف، وكرتان صغيرتان يستعملهما الضاربون.

قوانين رياضة كويديتش
أصدر الاتحاد الدولي لرياضة كويديتش نسخة أخيرة من قوانين هذه اللعبة، وذلك لمعرفة كيفية خوض غمار هذه الرياضة، إذ يبدأ كل فريق بسبعة لاعبين يقفون في منطقة جزائهم مع حارس المرمى مع غمض العيون، وذلك منعاً لعدم معرفة مكان رمي الكرة الرئيسية على أرض الملعب، بالإضافة إلى صف الكرات الأربع على خط مستقيم في وسط الملعب، وبعد ذلك عندما تقع الكرة على الأرض يمنح الحكم شارة الانطلاق بقوله "فلتنطلق المكانس"، فيركض اللاعبون من أجل الاستحواذ على الكرات.

وتبدأ مرحلة تسجيل النقاط، ففي كل مرة يُسجل فريق هدفاً في الحلقة الدائرية يحصل على عشر نقاط، وعلى الفريق الذي سجل منح الكرة للخصم بسرعة والعودة إلى منطقة الدفاع، والمباراة عادةً تستمر لمدة تصل إلى 50 دقيقة وهذا يعتمد على قدرة الحافظين في التسجيل والحفاظ على الكرة في مواجهة الضاربين الذي يضربون الخصم بالكرات من أجل إخراجه من الملعب، والفريق الذي يحصد أكبر عدد من النقاط يفوز باللقاء.

في المقابل ومن ناحية الأخطاء في رياضة كويديتش فإن لمس اللاعب وإسقاطه على أرض الملعب خطأ واضح مثل كل رياضات العالم، خصوصاً كرة القدم وكرة السلة، في وقت عملية الدفع والمضايقة تعتبر قانونية في حال تساوت اليد على اليد، ولكن هناك قانون غريب، وهو أن اللاعب الذي يركض وراء لاعب يعرقله ثم يعود إلى منطقته الدفاعية من دون الحصول على الكرة لا يعتبر خطأً في رياضة كويديتش، وبالنسبة لملعب كويديتش فإن تصميمه على شكل مستطيل طوله 77 متراً وعرضه 44 متراً، وهناك خطوط تحدد الملعب، لكنها لا تحد من تحركات اللاعبين، فيمكن لأي لاعب أن يخرج عن حدود الملعب خلال لعبة مع الخصم، لكن عليه العودة ومتابعة المباراة من الداخل.

وعلى صعيد الطاقم التحكيمي فإن كل حكم في المباراة يكون معه عدد من الحكام المساعدين، ومن أبرز واجبات الحكام هو الحفاظ على النظام داخل الملعب واحتساب الأخطاء المرتكبة، واستعمال البطاقات الصفراء والحمراء لطرد اللاعبين المشاغبين والمخالفين للقوانين، في المقابل فإن رياضة كويديتش أصبحت تُنظم في كثير من الاتحادات المنتشرة في بلدان العالم (المكسيك، إيطاليا، النمسا، أستراليا، البرازيل، الأرجنتين، فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، هولندا، كندا، بريطانيا، تركيا، أميركا).

هذا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي للكويديتش، ويُذكر أن كل هذه الاتحادات تنظم بطولات محلية وعالمية، تتنافس فيها أندية مثل ما كان يحصل في فيلم "هاري بوتر" الشهير، لتتحول السلسلة الخرافية التي تجسدت في الأفلام السحرية، إلى واقع وحقيقة منتشرة في أبرز البلدان الأوروبية واللاتينية، الأمر الذي يجعلها من بين الرياضات الغريبة الشعبية في العالم، لكنها بحاجة إلى من يلقي الضوء عليها وتعريف الناس بها.

دلالات

المساهمون