روس إسرائيل يتفقون على قتل الفلسطينيين ويختلفون على الوسائل

روس إسرائيل يتفقون على قتل الفلسطينيين ويختلفون على الوسائل

26 اغسطس 2014
يستخف روس إسرائيل بحياة الفلسطينيين (الأناضول/Getty)
+ الخط -

تفيد مراجعة تفاعل روس إسرائيل مع العدوان الأخير على قطاع غزّة، بوجود اختلاف طفيف في وجهات النظر بينهم، وميل واضح لتأييد الحرب الإسرائيلية على القطاع، والدعوة إلى قتل المزيد من الفلسطينيين بحجة مكافحة الإرهاب.
وقد لا يكون ذلك مفاجئاً، قياساً بتأييد الصحافيين الموالين لإسرائيل في روسيا أكثر من ولائهم لبلدهم، أعمال إسرائيل الوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين، والقضاء على أسباب عيش الشعب الفلسطيني؛ هؤلاء يتجاهلون أنّ إسرائيل دولة احتلال، ويسخرون من فكرة حماية المدنيين الفلسطينيين.

هل كانت حرباً؟

الاعتراض على قتل المدنيين الفلسطينيين، يأتي من قبل رئيس قسم منتدى إسرائيل الحقوقي، والسفير الإسرائيلي السابق لدى كندا، آلان بيكير، من زاوية أن "إسرائيل لا تقاتل الفلسطينيين البسطاء، إنما تقاتل "حماس" والمنظمات الإرهابية الأخرى. لذلك يجب توجيه الضربات إلى المواقع العسكرية وليس ضد السكان المدنيين". وأشار لـ موقع "9tv.co.il" إلى أن "إيصال الماء والكهرباء والمواد الطبية والأغذية، أول ما يجب القيام به".

استدعى كلام بيكير مواقف أكثر تشدّداً؛ فقد اعتبر أحد الأشخاص ويدعى ميخائيل موروز، أن "الفلسطينيين، هم ناخبو "حماس"، ولذلك أنا مع العقاب الجماعي بكل الوسائل، أي مع القضاء عليهم جميعاً".

وهو ما دفع الروسي الإسرائيلي أوبلاكو أوبلاكوفو إلى القول إن "غزة أرضنا، يعني أننا نقاتل أنفسنا؟ أم نقاتل الفلسطيني؟ أم أننا فعلاً نريد القضاء على الإرهابيين؟". وأضاف "من وجهة نظر قانونية، من غير المربح لنا أن نسميها حرباً".

هذا الكلام، استدعى رداً من روما بيثوفين، الذي شدّد على أن "غزة ليست أرضاً إسرائيلية، ومن غير المهم أن تكون منطقة حكم ذاتي أو دولة، في العادة تسمى جيباً سكانياً. والمهم أنّ هذا الجيب يستخدم من قبل الإرهابيين، كقاعدة للقضاء على سكان إسرائيل. ومن واجب الجيش الإسرائيلي القضاء على العمليات الإرهابية بجميع الوسائل المتاحة". ثم يأتي اعتراض جوهري من شخص آخر يدعى إيتسكوفيتش زينوفي، فيقول "هل يمكنني أن أدين إسرائيل على عدوانها؟ غزة تقع منذ سنوات كثيرة تحت الحصار، وبعد ذلك قاموا بالهجوم عليها، ثم بعد هذه المقتلة الجماعية تعلن إسرائيل إنها لم تكن حرباً. هل كانت إسرائيل تلعب لعبة أطفال اسمها الحرب؟".

دولة فلسطينية للتخلص من الفلسطينيين

يعود ليونيد ناتكوفيتش، في تعليق على الموقع نفسه، إلى ما يسمّيها "إشكالات حقوقية كثيرة في تجاهل سببَي الصراع المتمثلين، أولاً بغياب التهديد الإسرائيلي الحقيقي لقادة "حماس"، الذين يتمسكون بموقفهم غير المهادن نتيجة شعورهم بالأمان. وثانياً، امتناع إسرائيلي فعلي عن إقامة دولة فلسطينية، الأمر الذي يدفع سياسة "حماس" نحو الاستمرار بالمواجهة المسلحة الشرعية. فلو كانت هناك دولة فلسطينية معترف بها من قبل إسرائيل، لأعطى استمرار "حماس" في هجماتها على إسرائيل كامل الحق القانوني للقيام بردّ عسكري شامل، وقطع جميع الإمدادات عن الدولة المعادية".

وفي السياق، يستغرب المدعو يوري بودولسكي كلام ليونيد حول قبول فكرة قيام دولة فلسطينية، فيرد ليونيد: "لقد أسست ضرورة قيام هذه الدولة على حاجة إسرائيل إلى التخلص من أربعة ملايين عربي، أكثر ما يريدون الاتحاد مع إسرائيل، الأمر الذي لا أريده على الإطلاق".

من يدفع تكاليف العدوان؟

الإعلان أن العملية الإسرائيلية في غزّة كلفت إسرائيل نحو مليارين ونصف مليار دولار أشعلت ردود الأفعال في صفحات المواقع الإلكترونية، التي ينشط عليها الإسرائيليون الروس. وكتب المدعو أندريو رومين، على موقع 9tv.co.il، أن"8.5 مليارات (شيكل) صرفت ولن تعوض. و67 حياة أزهقت. "حماس" تعيش بصحة جيدة وتزدهر. من الإيجابيات! حماية مؤقتة. إنها حماقة إجرامية!"

من جهته، لفت المدعو ساشا إيفانوف، إلى أنه "خلال العام المقبل سيرتفع سعر الكهرباء في إسرائيل، على الأقل بمعدل 6.7 في المئة، نتيجة رفع الحكومة لسعر الفحم أربعة أضعاف. وهذا هو أول أصداء الحرب! لماذا كان يجب البدء بشيء من دون إيصاله إلى النهاية؟ لماذا تمت هذه العملية ضدّ شعب إسرائيل وليس ضدّ العدو!".

وبرزت ردود أفعال متباينة على اقتراح وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الذي طرحه أثناء اجتماع المجلس الوزاري المصغّر. فقد تناقلت وسائل الإعلام عنه اقتراح التخلي عن الاتفاق مع "حماس" القاضي بوقف إطلاق النار وتخفيف الحصار، وترك الحرية الكاملة للجيش الإسرائيلي يفعل ما يريد في غزة.

وكتبت المدعوة، نتالي كيليمنيك على موقع "cursorinfo.co.il"، معبرة عن تأييدها لاقتراح وزيرها الإسرائيلي بالقول "بينيت على حق. فلن يسمح لنا بدخول غزة مرة ثانية. ولن يسمحوا لنا بكسرها كما يجب. المطلوب الخروج من المفاوضات، والقيام بحركة حسن نية في غير مصلحة "حماس". وإذا بنا مطلقي اليدين. بل الأدق، الاستئصال آت. صاروخ واحد من هناك، يقابل بردّ قاس، ولا مكان لاتفاق سلام".

وفي السياق، كتب المدعو إيليا فوكسمان، على موقع "9tv.co.il"، "لم يكن ضرورياً من حيث المبدأ إجراء أي مفاوضات. كان يجب متابعة الضرب بأقصى قوة حتى تتسول "حماس" الرحمة". ليوافقه صاحب الاسم كاوفمان كلان بالقول إنه "قرار حكيم من حيث المبدأ. لا يجوز عقد أي اتفاق كتابي مع حماس، لأن ذلك يقيّد يدي إسرائيل".

هكذا، يتفق روس إسرائيل على قتل الفلسطينيين، ويختلفون على وسائل هذا القتل والفئة العمرية المستهدفة. هم يستخفون بحياة الفلسطينيين، معلنين عن ذلك بكل وضوح، ويؤسسون لكراهية الروس جميعاً، وليس فقط الإسرائيليين منهم، فهل تفعل روسيا شيئاً يضعها على مسافة من قبح إسرائيل؟

المساهمون