روسيا تدعو أوكرانيا لاجراء اصلاحات والأخيرة تردّ: سنستعيد القرم

04 ابريل 2014
لافروف يدعو إلى اصلاحات دستورية حقيقة (ألكسندر نيمانوف،فرانس برس،Getty)
+ الخط -
رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن تجاوز الأزمة الأوكرانية مرهون بحل الخلافات الداخلية في هذا البلد، فيما يعقد وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي اجتماعاً غير رسمي في العاصمة اليونانية أثينا، تتركز المحادثات في يومه الأول على الوضع في أوكرانيا فضلاً عن الأزمة السورية.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن لافروف دعوته سلطات كييف الى احترام حقوق جميع المواطنين، والدول الغربية الى الكف عن التدخل في الشؤون الأوكرانية الداخلية.
من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن لافروف دعوته أوكرانيا إلى اجراء إصلاح دستوري "حقيقي لا صوريّ لإثبات استقلاليتها عن الغرب".

وأوضح، في مؤتمر صحافي مشترك مع أعضاء آخرين في كومنولث الدول المستقلة الذي يضم دولاً سوفياتية سابقة، أنه "يجب أن يتعامل المرء مع إصلاح دستوري حقيقي وليس شكلياً فحسب". وأضاف: "(لتحقيق هذا) يجب التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا".

بدوره، رأى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بحسب ما نقلت عنه وكالة "روسيا اليوم"  اليوم الجمعة، أن "الوضع السياسي الداخلي في أوكرانيا تدهور في الأشهر الأخيرة ودخل مرحلة الكارثة في أوائل شهر مارس/آذار". وأضاف "ظهر خطر على حياة سكان القرم وخطر الاستيلاء على البنية التحتية العسكرية الروسية من قبل المنظمات المتطرفة".
وأكد أن "وحدات أسطول البحر الأسود الروسي، انطلاقاً من الوضع القائم، عززت حراسة المنشآت العسكرية الروسية في القرم". وأشار إلى أن "روسيا لم تنتهك أياً من معاهداتها الثنائية مع أوكرانيا ولم تخلّ بالتزاماتها الدولية".
من جهةٍ ثانية، أِشار شويغو، في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشييتد برس"، إلى أن  جميع الجنود الأوكرانيين المتمركزين في القرم سمح لهم بالمغادرة إلى البر الرئيسي الأوكراني، لكن ثمة 8 آلاف رجل عسكري بقوا وطلبوا السماح لهم بالانضمام إلى الجيش الروسي.

كذلك نفى شويغو ما تردد عن أن الجيش الروسي أساء معاملة الجنود الأوكرانيين، بعدما اعتقلت القوات الروسية عدداً من كبار الضباط الأوكرانيين، بينهم قائد قاعدة عسكرية، وأبقتهم رهن الاحتجاز لعدة أيام.

من جهته، أكد رئيس وزراء أوكرانيا، أرسيني ياتسينيوك، في حديث لوكالة "رويترز"، أن "حكومته ستتمسك بإجراءات تقشف، لا تحظى بشعبية، كثمن للاستقلال، في الوقت الذي تُصعّد فيه روسيا ضغوطها على أوكرانيا، لزعزعة استقرارها بما في ذلك زيادة أسعار الغاز".

وتحدث ياتسينيوك بغضب وتحدّ عن العلاقات مع روسيا، وصوّر ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، باعتباره "جزءاً من خطة أوسع نطاقا ينفذها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإعادة فرض السيطرة على الجمهوريات، التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي".

وجزم عدم ارتباط بلاده بأي علاقات مع روسيا "الوقت الحالي". وأضاف "وهذه هي المشكلة الأساسية. أشرنا عدة مرات إلى أن أوكرانيا مستعدة للتفاوض مع روسيا، وعندما مددنا يدنا لروسيا للمصافحة مدت يدها بالبندقية".

وقال "أريد ان أكون واضحاً تماماً في اننا لن نعترف قط، وكذلك المجتمع الدولي بأسره بضم القرم. وسيأتي الوقت الذي ستستعيد فيه أوكرانيا سيطرتها على القرم. هذا الوقت سيأتي بالتأكيد".

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الجمعة، الى أنه "يتعيّن على طرفي الصراع، بين روسيا وأوكرانيا، إيجاد حلّ سياسي والدخول في حوار بناء". 

ونقلتوكالة  "رويترز عن بان، بعد لقائه رئيس وزراء تشيكيا، بوسلاف سوبوتكا، الى إنه "تحدث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عبر الهاتف وأبدى مخاوفه في شأن ضمّ القرم". 

وأضاف "طالبت بقوة كلا الطرفين بالدخول في حوار مباشر وبناء، وفي الوقت ذاته عبّرت عن رغبتي القوية في نزع فتيل التوتر". وقال سوبوتكا إن "بلاده تؤيد بالإجماع نزع فتيل التوتر. نعتقد أنه يتعين على روسيا أن تحد من وجودها العسكري على الحدود مع اوكرانيا ونرحب أيضا بدور الوساطة الذي تلعبه الأمم المتحدة في هذا الصراع".

في غضون ذلك، من المقرر، بحسب وكالة "أسوشييتد برس"، أن يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم وغداً السبت في أثينا، لمناقشة الملف الأوكراني والسوري، في أثينا، نظراً لأن اليونان تشغل حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

ووفقاً للوكالة، كان مسؤولون ماليون في الاتحاد الأوروبي، قد صرحوا في وقت سابق من الأسبوع بأنهم يعملون "عن كثب" على خطط للمشاركة في حزمة القروض التي يعتزم صندوق النقد الدولي تقديمها إلى أوكرانيا.

ويتوقع أن يبتّ المجلس التنفيذي للصندوق هذا الشهر تقديم مساعدات إلى أوكرانيا بقيمة 18 مليار دولار، بينما يدرس الاتحاد الأوروبي تقديم عشرة مليارات دولار إضافية.

المساهمون