روسيا تتجه لتوقيع أكبر صفقة للغاز مع الصين

23 ابريل 2014
احدى منشآت غاز بروم الضخمة في روسيا
+ الخط -

مع تزايد الدعوات المطالبة بخفض اعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، تسعى موسكو الى تقوية علاقات الطاقة بالصين في نطاق البحث عن أسواق جديدة.
وتستفيد الصين من الضغوط التي تواجهها موسكو بالحصول على مزيد من التنازلات على صعيد أسعار الغاز الطبيعي الروسي.
وفي هذا الاطار يسافر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الى بكين خلال شهر مايو/أيار المقبل الى بكين لتوقيع أكبر اتفاق لامدادات الغاز الطبيعي الروسي في التاريخ القريب.
وتتخوف روسيا في الوقت الراهن من تشديد العقوبات الغربية عليها خلال الشهر المقبل والتي ربما تتناول قطاع الطاقة الحيوي للاقتصاد الروسي.
وعلى الرغم من أن خبراء طاقة في لندن استبعدوا احتمال أن تشمل أية إجراءات عقابية على روسيا إمدادات الغاز الطبيعي الروسي الى أوروبا في الوقت الراهن، الا أن احتمال الخفض التدريجي من إمدادات الغاز الروسي في الطاقة الاوروبية بات أمراً وارداً.
ووفقاً لنشرة"بلاتز" البريطانية المتخصصة في الطاقة، فإن أوروبا استوردت حوالي 167.2 مليار متر مكعب من الغاز الروسي بلغت قيمتها 57 مليار دولار.
وكان، ريتشارد ان هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الاميركي والقريب من الادارة الاميركية، قد نصح أوروبا بداية الاسبوع الماضي بالبحث عن مصادر بديلة من الغاز الروسي حتى لا تخضع للابتزاز الروسي، فيما تضغط بريطانيا كذلك في هذا الاتجاه، وتقترح أن تنشط أوروبا في تطوير وإنتاج الغاز الصخري.
في مقابل هذه الدعوات، تتخوف روسيا على إيراداتها من الطاقة التي تشكل نسبة مهمة من دخل الخزانة الروسية.
وتشكل مبيعات النفط والغاز الطبيعي حوالي 25% من إجمالي الناتج المحلي الروسي وحوالي 50% من الدخل الحكومي.
كما تستخدم روسيا شبكة علاقات الطاقة الواسعة في بناء علاقات السياسة الخارجية، خاصة مع أوروبا التي تعتمد بنسبة 30% من إمدادات الغاز الطبيعي على روسيا.
من هذا المنطلق تسعى موسكو الى تقوية علاقاتها التجارية مع بكين وتحديداً في مجال الطاقة. ومعلوم أن الاقتصاد الصيني يتوسع ويستهلك كميات أكبر من الطاقة في المستقبل.
وكان وفد روسي رفيع المستوى الى جانب مديري الشركات الروسية وعلى رأسها شركة غاز بروم، قد زار بكين بداية الشهر الجاري للتمهيد لصفقة الغاز الضخمة المتوقع أن يوقع عليها الرئيس، فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني في شهر مايو/آيار المقبل.
وتتناول الصفقة تصدير روسيا الى الصين كميات من الغاز الطبيعي تتراوح بين 38 و68 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ولمدة 30 عاماً.
وهذه الامدادات ستضاف الى إمدادات الغاز الطبيعي الحالية التي تصدرها روسيا الى بكين والبالغة 152 مليار متر مكعب سنوياً.
ولكن ووفقاً لنشرة "ناتشرال غاز يوروب"، التي تراقب أسواق الغاز لمصلحة المجموعة الاوروبية، فإن هذه الصفقة تواجه بعض العقبات.
أحد أهم هذه العقبات الكلفة المرتفعة لخط الانابيب المقترح، والذي يمر عبر سيبيريا الى الصين. وهذا الخط طوله 2800 كيلومتر، ويمتد من حقول الغاز في غرب سيبيريا الى ساحل المحيط الباسيفيكي ثم ينحدر الى الصين.
وتقدر كلفة هذا الخط بحوالى 70 مليار دولار.
وربما تجد روسيا صعوبة مالية في تمويل هذا الخط في ظل الضغوط المالية ورفض البنوك الغربية منح قروض الى الشركات الروسية.
أما العقبة الثانية فهي السعر. وحسب نشرة " ناتشرال غاز يوروب"، فإن روسيا عرضت على الصين تصدير الغاز الطبيعي بسعر 350 دولاراً لكل ألف متر مكعب، فيما تطالب الصين بسعر منخفض يقدر بحوالي 300 دولار لكل ألف متر مكعب.
ويلاحظ أن سعر الغاز الروسي الذي تبيعه الى دول المجموعة الاوروبية يرتفع كثيراً عن العرض الصيني، حيث يبلغ في المتوسط حوالي 387 دولاراً لكل ألف متر مكعب.
يذكر أن الصين دفعت أسعار تقارب ضعف هذا الثمن للغاز الطبيعي المسيّل في شهر فبراير/شباط الماضي.

المساهمون