روبوتات يابانية... تملك قلوباً

روبوتات يابانية... تملك قلوباً

17 يونيو 2015
روبوت يملك ذكاءً عاطفياً
+ الخط -
طبعاً سيكون من الأفضل أن تعيش ضمن عائلة وأصدقاء بشريين، لكن في حال لم يتوفر ذلك، ما هو الحلّ. الحل في اليابان بسيط إذ يمكن للروبوت أن يكون البديل المناسب.
فعلى مدى سنوات عمل باحثون يابانيون على تطوير روبوتات تفهم أحاسيس البشر لتكون أكثر قبولاً اجتماعياً. في هذا الإطار، برز روبوت "بيبر" (أو "بهارات" بالترجمة العربية). وهو صناعة يابانية، ويتمتع بالقدرة على قراءة الإيماءات والتعرّف إلى تعابير الوجه المختلفة ونبرات الصوت المتعدّدة، ثم يمكنه أن يحلّلها من خلال برنامج الذكاء الاصطناعي، أو "محرّك العواطف"، ليقوم بتحديد الردّ أو التصرّف المناسب.
تؤكّد الشركة المصنّعة، "سوفت بانك" اليابانية، أنّه يمكن لأيّ شخص التواصل مع "بيبر" تماماً كما يفعل مع الأصدقاء والعائلة من البشر الحقيقيين. فهو "يكاد يملك قلباً"، ويمكنه قراءة الأحاسيس. ورغم أنه لا يتمتّع بمظهر بشريّ حتّى الآن، إلا أنّ الشركة بدأت بالعمل على نماذج جديدة لحلّ هذه المشكلة، وجعل "بيبر" أشبه بالبشر في الشكل وفي المضمون. ويبدو أنّ الأمر لن يشكّل عقبة، إذ سبق أن ظهر في اليابان العديد من الروبوتات المصنوعة من مطّاط السيليكون، وكانت تتمتّع بهيئة إنسان.

إقرأ أيضاً: أطراف صناعية تتحرك بأوامر من المخ


إذا في تجربة رائدة قامت شركة "توشيبا" اليابانية بابتكار روبوتات تشبه البشر، من أجل استقبال الضيوف والزبائن والترحيب بهم، سواء كانوا في صالات المطارات أو الفنادق الكبرى أو المحال التجارية أو حتّى المنازل. وتعدّ هذه الروبوتات بديلاً عن الموظفين في خدمة العملاء، وموظفي الاستقبال. الروبوتات الحديثة، التي تحمل اسم "آيكو تيهيرا"، تأتي على شكل شابة أنيقة، ترتدي الزيّ الياباني التقليدي، وتقوم بالابتسام والتعريف عن نفسها كلّما مرّ ضيف من أمامها.
ورغم أنّ مهمتها الأساسية تتعلّق بتقديم المعلومات وتهيئة الجو المناسب للعملاء للاستعلام عن أيّ شيء يريدونه في مكان تواجدها، إلا أنّها تستطيع الغناء إذا شعرت بأنّ المستخدم يعاني من الملل، أو يمكن أن تلقي بعض النكات لإضفاء جوّ من المرح. لذلك يتمّ الاستعانة بها في المنازل أيضاً. وتتمتّع السيّدة الآلية بجلد أبيض مصنوع من مادة السيليكون، ووجه متحرّك، وعينين ترمشان وشفتان تنفتحان عندما تتحدّث، حتّى يخال للناظر إليها أنّه أمام آلة، لكن من لحم ودم.
في السياق عينه ابتكر البروفسور هيروشي ايشوغورو، من جامعة أوساكا، روبوتاً يشبهه تماماً، بحيث تكاد لا تفرّق بينهما. وهو يستعين به في الكثير من الأحيان، بحيث يجلسه في قاعة المحاضرات أمام الطلاب، بينما يذهب هو إلى منزله لإعطاء المحاضرة من هناك عبر الإنترنت. والسبب أنّه يريد التدخين، وهو أمر ممنوع في الصفّ.
يتحكّم إيشوغورو بالروبوت عن بعد، من خلال حاسوبه الشخصي، مستخدماً الميكروفون لالتقاط صوته، والكاميرا لالتقاط حركات رأسه ويديه. وبالتالي فإنّ الروبوت يتحدّث بنبرة الصوت نفسها، ويقوم بحركات الرأس واليدين عينها، حتّى أنّه يملك شعراً من كسوة شعر البروفسور نفسه.

المساهمون