رمية تواجه الاستيطان بمهرجان فلكلوري

رمية تواجه الاستيطان بمهرجان فلكلوري

28 يونيو 2014
قرية محتلّة تقاوم الاحتلال بالرقص الفلكلوري
+ الخط -
"رمية" هي قرية عربية بدوية أصيلة، بيوتها من الصفيح، وتطوّقها مستوطنة "كرميئيل" الإسرائيلية، التي تسعى إلى ابتلاعها ومسحها من الشمال الفلسطيني المحتلّ. لكنّ رمية صامدة، تقاوم بالقانون والمحاكم والتظاهرات. وفي الآونة الأخيرة تمكّنت من إقناع فرق عالمية بمقاطعة مهرجان دولي للرقص تنظّمه جهات إسرائيلية، وبدلاً من حضوره دعتهم إلى المشاركة والاستمتاع بعروض من الفلكلور الفلسطيني في رمية.

وقد اعتادت كرميئيل استضافة "مهرجان الرقص الدولي" كلّ عام، احتفاءً بذكرى وضع حجر الأساس لقيامها على الأراضي العربية المسلوبة. وكان من المقرّر تنظيمه هذا العام من الثامن وحتّى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل.     

هنا وجدت "لجنة أصدقاء قرية رمية" فرصة لقلب السحر على الساحر، فنظّمت برنامجاً فلكلوريا وتقصّدت أن يتزامن مع أيّام المهرجان الإسرائيلي، للفت أنظار العالم. ليس هذا فحسب، فقد كشف أحد سكان رمية وعضو لجنتها، صلاح سواعد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "اللجنة تمكّنت من التواصل مع فرق مدرجة على قائمة مهرجان الرقص الإسرائيلي، منها فرقة ألمانية شاركت العام الماضي، وكانت تنوي المشاركة هذا العام أيضاً، وأقنعتها بمقاطعة المهرجان بعدما اكتشفت معاناة رمية التي يسبّبها الإسرائيليون".

وأضاف سواعد: "أطلعنا الألمان على وضعنا وأقنعناهم بحقيقة ما نتعرّض له بسبب السياسات الإسرائيلية، ووعدونا بالقيام بما هو أكبر من المقاطعة، من خلال دعوة فرق عالمية أخرى إلى عدم المشاركة بمهرجان كرميئيل والاستعاضة عنه بالمشاركة في برنامج رمية الفلكلوري الفلسطيني في التاريخ نفسه".

وأكمل سواعد حديثه لـ"العربي الجديد" قائلاً إنّ "لجنة رمية ستقوم أيضاً برفع لافتات وتوزيع بيانات عند مدخل كرميئيل في يوم المهرجان بهدف لفت الانتباه إلى قضيتنا العادلة وإلى المأساة التي نعيشها، كي نوضح للعالم أنّنا موجودون على أرضنا قبل الإسرائيليين. وهم من هاجمونا وأقاموا كرميئيل وجعلوا رمية حيّاً صغيراً فيها. ولن نخرج من أرضنا ولو كلّفنا ذلك دماءنا".

ولفت سواعد إلى أنّ التنبيه ليس موجّهاً إلى الأجانب فقط، بل هناك فرق عربية من الداخل الفلسطيني قد تشارك في المهرجان الإسرائيلي، أو بعض الجمهور، بسبب قلّة دراية أو نقص في وعي أبعاد المشاركة، وهؤلاء لا بدّ من شرح الأمور لهم وحثّهم على عدم المشاركة".

وستشهد خيمة التضامن المنصوبة على أراضي رمية، في الفترة القريبة، أمسيات فلكلورية ووطنية، تشمل  دبكات شعبية وعروضاً مسرحية هادفة وغناءً ملتزماً وبرامج فنية وسياسية أخرى، وإفطارات رمضانية.

وخلص صلاح سواعد إلى أنّ قرية رمية ستشهد في أغسطس/آب الآتي عدداً من الأفراح (الأعراس) لشباب وصبايا من القرية. وسيحييها الأهالي باحتفالات دبكة على أنغام الأغنيات الفلسطينية التراثية، عبر مكبّرات صوت ستزعج الإسرائيليين المقيمين  في عمارات حديثة على أرضنا، وعلى بعد أمتار من بيوتنا التي لا يسمحون لنا بتطويرها، والمهدّدة بالهدم، ولذلك سنصرّ على رفع الصوت لنقول لهم: نحن هنا، لنؤكّد على هوية المكان، وكي يعلم الإسرائيليون وزوّارهم من هم أصحاب الأرض الحقيقيون، حتى لو اشتكونا إلى الشرطة". 

دلالات

المساهمون