رفع مستوى التعاون العسكري السعودي ـ الباكستاني

رفع مستوى التعاون العسكري السعودي ـ الباكستاني

12 فبراير 2014
سعود الفيصل خلال زيارة الى باكستان
+ الخط -

يبدو أن التوجه السعودي، خصوصاً بعد الاتفاق النووي المبدئي بين إيران والغرب، يقوم على تعزيز العلاقات الخليجية ـ الخليجية على المستوى الأمني، وأيضاً تعزيزها مع الحليف النووي التقليدي باكستان، ورفعها الى مستوى التعاون الاستراتيجي، لا سيما في المجال الأمني والعسكري. على الأقل، هذا ما تؤكده زيارات المسؤولين السعوديين السابقة واللاحقة الى إسلام آباد، وزيارة نظرائهم الباكستانيين الى المملكة، والاتفاقيات والتفاهمات المتوقع أن يتم إبرامها قريباً.

وبحسب الصحيفة الباكستانية اليومية "روزنامة نايا أخبار"، الناطقة باللغة الأوردية، فإن المملكة السعودية طلبت من باكستان إرسال فرقتين من جيشها، قوامهما 30 ألف جندي، الى المملكة، كجزء من الاتفاقية الدفاعية الثنائية التي يجري العمل على توقيعها خلال الزيارة الحالية لقائد الجيش الباكستاني راحيل شريف الى السعودية.

وقالت الصحيفة إن شريف في المملكة حالياً بغرض تعزيز التوقيع على الاتفاقية، إضافة الى إتمام صفقة بيع أسلحة الى السعودية تتضمن طائرات مقاتلة من نوع "جي أف ـ 17"، إضافة الى دبابات الخالد.

وعن مهمة الفرقتين العسكريتين المذكورتين، قالت الصحيفة إنها تقوم على تدريب القوات السعودية، موضحة أن القوات الباكستانية سبق أن أُرسلت في مهمات الى السعودية، غير أنه في الآونة الأخيرة تتولى القوات الأميركية مهمة التدريب بدلاً من نظيرتها الباكستانية.

وبحسب الصحيفة نفسها، فإن اهتمام السعودية لا يتعلق فقط بالتدريبات العسكرية لقواتها، وانما تطمح للعب دور أساسي في المحادثات الجارية حالياً بين حكومة نواز شريف الباكستانية وحركة "طالبان". وبدأت الحكومة الباكستانية محادثات مع "طالبان" في تشرين الأول من العام الماضي، لكنها توقفت بعد اغتيال زعيم "طالبان" حكيم الله محسود، في هجوم نفذته طائرات استطلاع أميركية. غير أن المحادثات عادت واستؤنفت قبل نحو أسبوع.

وجرت في الآونة الأخيرة زيارات رفيعة المستوى لمسؤولين سعوديين الى باكستان، حيث أجرى وزير الخارجية سعود الفيصل زيارة رسمية الى إسلام آباد في بداية الشهر الماضي بغرض "تعزيز العلاقات الثنائية"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وكان لافتاً خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده خلال زيارته، هجومه على "هؤلاء الذين يحاولون تعكير صفو العلاقة بين السعودية وباكستان"، في إشارة الى إيران. ودعا الى محاربة أي محاولات من قبل "العناصر الخارجية" لتعكير الأمن في أفغانستان، وبث الفرقة الطائفية داخل المجتمع الأفغاني.

وبعد أسبوعين من زيارة الفيصل، أجرى نائب وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، بدوره، زيارة الى باكستان، حيث التقى قائد الجيش الباكستاني. وبحسب التقارير الصحافية، فإن اللقاء بحث في العلاقات الثنائية وفي تعزيز التعاون العسكري بين جيشي البلدين. ويرتقب أن يجري ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز، زيارة الى باكستان خلال الأيام القليلة المقبلة، وتحديداً ما بين 15 و17 الجاري، يلتقي خلالها الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الحكومة، على أن يوقع على اتفاقية دفاعية وتفاهمات أمنية.

بدورها، نقلت الصحيفة السعودية "عكاظ" عن وزير الداخلية الباكستاني، تشودري نيصار علي خان، قوله إن رئيس الحكومة الباكستانية مهتم بتعزيز العلاقات مع السعودية، ورفعها الى مستوى العلاقات الاستراتيجية على مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية والعسكرية، وذلك بعد تراجع العلاقات خلال السنوات الخمس الماضية. وشدد على أن أمن واستقرار السعودية هو من أمن واستقرار باكستان.

المساهمون