رفض إيراني لزيارة ترامب إلى العراق: سرية ولصوصية

28 ديسمبر 2018
+ الخط -


عبّرت وزارة الخارجية الإيرانية عن رفضها زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الأربعاء الماضي، إلى قاعدة عين الأسد العسكرية بمحافظة الأنبار (غرب العراق).

وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، الزيارة التي اعتبرها خارجة عن الأعراف الدبلوماسية، موضحاً أن ما حدث يمثل عدم احترام للسيادة العراقية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قاسمي قوله إن ترامب اضطر إلى دخول العراق بصورة سرية، أو بالأحرى "لصوصية"، في ظل إجراءات استخباراتية وأمنية، مؤكداً أن حكومات وشعوب المنطقة لا تسمح أبداً للأجانب المعتدين والمنبوذين باستغلال الأمور لإثارة التفرقة بين دول المنطقة، بحسب قوله.

وتابع "ليس أميركا الطامعة والداعمة للإرهاب بكل معنى الكلمة، بل إن شعوب المنطقة الواعية هي التي تمكّنت بإدراكها الصائب للظروف من دحر وهزيمة الإرهابيين الذين تم إعدادهم وتسليحهم وتمويلهم من قبل أميركا والصهيونية"، مبيناً أن القوات الأجنبية ستضطر إلى مغادرة المنطقة كلها، عاجلاً أم آجلاً.

إلى ذلك، قال مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون العسكرية، اللواء يحيى رحيم صفوي، إن رفض الرئيس العراقي، برهم صالح، الذهاب إلى قاعدة عين الأسد للقاء ترامب يحمل رسائل عدة ذات مغزى، موضحاً، خلال حفل أقيم في مدينة تبريز الإيرانية، أن أميركا والكيان الصهيوني ليسا كما كانا في السابق.

وأشار إلى أن القوة الأميركية بدأت بالأفول، مبيناً أن هذا الأمر تسبب بالاستقالات المتكررة في إدارة ترامب، ولفت إلى أن استراتيجيين أميركيين يعتقدون أن الوجود الأميركي في العراق كان خطأ.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حسان العيداني، الرفض الإيراني لزيارة ترامب تدخلاً واضحاً في الشأن العراقي، مؤكداً في حديث لـ"العربي الجديد" أن هذا الأمر شأن داخلي لا يحق للإيرانيين الحديث عنه.

وعبّر عن استغرابه من صمت وزارة الخارجية العراقية عما يجري من جدل بشأن الزيارة، وما تلا ذلك من مواقف، وأبرزها الموقف الإيراني.

وتأتي المواقف الإيرانية بعد يوم واحد من وعيد أطلقته فصائل عراقية مسلحة مقربة من طهران ضد القوات الأميركية في العراق.

وتوعد زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" (وهو فصيل مسلح منضوٍ ضمن الحشد الشعبي) قيس الخزعلي بإخراج القوات الأميركية من العراق، مخاطباً ترامب في تغريدة على "تويتر" بأن "رد العراقيين على ذلك سيكون بقرار البرلمان بإخراج قواتك العسكرية رغماً عن أنفك، وإذا لم تخرج فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك التي أجبرت على الخروج ذليلة عام 2011".

وأضاف أن "زيارة ترامب لقاعدة عسكرية دون مراعاة الأعراف الدبلوماسية يكشف حقيقة المشروع الأميركي في العراق".

وبدأ نواب عراقيون من "تحالف البناء" الذي يضم (ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وفصائل مسلحة مقربة من إيران ضمن ما يعرف بالحشد الشعبي) أمس الخميس حراكاً واسعاً من أجل اتخاذ موقف برلماني من الزيارة المفاجئة لترامب إلى قاعدة عسكرية توجد فيها قوات أميركية بمحافظة الأنبار، من دون أن يلتقي المسؤولين العراقيين.