رعب الشرطة يشل القاهرة في ذكرى مذبحة "الدفاع الجوي"

رعب الشرطة يشل القاهرة في ذكرى مذبحة "الدفاع الجوي"

08 فبراير 2017
لافتات ذكرى مذبحة ملعب الدفاع الجوي (فيسبوك)
+ الخط -
على الرغم من إعلان رابطة مشجعي نادي الزمالك الواضح أنهم لن ينظموا أية فعاليات أو تظاهرات في ذكرى مذبحة ملعب الدفاع الجوي التي أودت بحياة 20 مشجعًا خارج أسوار الملعب الذي شهد مباراة بين فريقي الزمالك وإنبي في الدوري المصري في 8 فبراير/ شباط 2015، إلا أن الشرطة في مصر عاشت اليوم حالة من الرعب بالمعنى الحرفي للكلمة.

وأغلقت قوات الأمن جميع الشوارع المؤدية إلى نادي الزمالك بمنطقة "ميت عقبة" في محافظة الجيزة، ما أدى إلى شلل شبه تام في معظم شوارع منطقة المهندسين، امتد حتى كوبري 6 أكتوبر ووسط المدينة.

وكانت رابطة "ألتراس الزمالك" قد أصدرت بياناً أمس بعنوان "والذي قتلني ليس رباً ليقتلني بمشيئته". قالت فيه إنه "في العام الماضي وفي أيام كتلك التي نعيشها، أقامت المجموعة أول إحياء لذكرى شهداء (ممر الموت) في الثامن من فبراير. أعلنَّا حينها أن حرمة السماء انتهكت، ودماء الأبرياء من شبابنا سالت وهم في طريقهم إلى ملعب كرة قدم. ذاهبون لتشجيع فريقهم، وسط الأغاني والأهازيج والضحكات والاحتفالات، وأبى الشيطان أن نعود للمنزل مرة أخرى. انهالت رصاصات الغدر من كل حدب وصوب مدعمة بقفص حديدي حتى لا ينجو أحد من الأوفياء".

وأضاف "تنبأنا أن هناك من لا يريد الجمهور في المدرجات، لا يريد السكينة والطمأنينة في قلوب الأمهات، لا يريد الفرحة في الشوارع. بل يريد للحزن أن يخيم، وللكراهية أن تحل مكان الحب، وللغضب مكان الرضا. وأعلنَّاها صريحة بمن نراهم ويراهم الجميع، المتسببين والمدبرين لتلك المذبحة الغادرة، والتي لم تطاول عشرين منزلا فقط، بل طاولت كل بيوت شعب (التالتة يمين) والمصريين جميعا".


وأضاف البيان: "لجأنا إلى الله نرجوه بالعدل والحق والقصاص للأبرياء، وقفنا هنا وهناك نرفع راية العشرين خفاقة فوق كل شيء. أقسمنا أن الحقيقة لن تموت، وأن الذكرى ما هي إلا تذكرة ونذير ليوم الحساب المشؤوم. وبعد أن طالبنا في الذكرى الأولى بتقديم الجناة للمحاكمة، تحول مسار القضية ليطال المجني عليهم، وإلى الآن ما زال شبابنا يقبعون خلف الجدران الآثمة ليحاكموا بقتل إخوتهم، والقاتل حر طليق ينعم بكل الحقوق المشروعة وغير المشروعة، يفعل كل ما يحلو له من تخريب وإفساد وشرور في هذا المجتمع".

وتابع البيان: "كان من المفترض أن تقام مراسم إحياء ذكرى الشهداء داخل جدران نادي الزمالك، في ستاد حلمي زامورا الذي يعرفنا ونعرفه تمام المعرفة. لولا أن نادينا ما زال محتلًا تحت إمرة القاتل"، في إشارة إلى رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور.


وختم البيان بأنه "نظرًا لكل ما سردناه مسبقاً، وحرصًا منا على سلامة الجميع من أبنائنا وشبابنا وأهلنا، نعلن نحن مجموعة أولتراس وايت نايتس، أننا لن نقوم بالتجمع لإحياء ذكرى العشرين هذا العام. ولكنها ليست النهاية، إنها مجرد البداية، وأعمارنا أطول من أعمار سجانينا. مرتضى قاتل. محمد إبراهيم قاتل. الأولتراس سيف على رقاب الجميع".



وألقت الشرطة القبض على خمسة نشطاء أثناء جلوسهم بمقهى في وسط المدينة وهم: نور خليل، وزيزو عبده، وعمر حازق، ومحمود محمد، وأحمد شاهين، ثم أفرجت عنهم في وقت لاحق مساء اليوم الأربعاء.


وكتب نور خليل عبر صفحته على "فيسبوك" في الساعة الرابعة عصر اليوم: "اتقبض عليا أنا وزيزو وعمر حازق وأحمد شاهين ومحمود محمد". ثم هرع المحامون بعدها إلى قسم شرطة عابدين للسؤال عنهم، إلا أن القسم نفى وجودهم.

وكتب إسلام خليل، شقيق نور، أن صاحب المقهى الذى تم القبض على الشباب منه، أكد له أن مباحث قسم عابدين هي من ألقت القبض عليهم، ورغم ذلك نفى قسم الشرطة وجودهم، مضيفًا أنه حاول الاتصال بأعضاء في المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي) ولكن لم يتلق ردًا من أحد.

وقال المحامي مختار منير، لوسائل إعلام محلية، إن الناشط زيزو عبده لديه تدابير احترازية أيام السبت والإثنين والأربعاء، ويجب عليه الوجود في قسم بولاق من الساعة الرابعة إلى السادسة مساء، وأنه في حالة تغيبه سيقيد على أنه هارب، وسيصدر له أمر ضبط وإحضار، وسيحال إلى المحكمة.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد أخلت سبيل عبده، بإحدى التدابير الاحترازية، بعد أن ألقت القبض عليه في منطقة المعادي فجر 22 إبريل/ نيسان، بتهمة الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام الدستور والقانون، والتحريض على التظاهر.

من جانبه قال طارق حسين، شقيق محمود محمد الشهير بـ"معتقل التيشيرت": "أنا لسه ما أعرفش أخويا فين، الزملاء المحامين بيحاولوا يشوفوهم فين". وتابع في تدوينه على "فيسبوك": "أخويا مركب مفصل في فخذ رجله الأيمن، وأي حد هيقرب لرجله فيها مضاعفات".

دلالات