رسالة مبايعة لـ"داعش" بسيارة منفذ عملية الدهس في باريس

فتح مكتب الادعاء العام لمكافحة الإرهاب في فرنسا، اليوم الثلاثاء، تحقيقاً في عملية دهس ارتكبها، أمس، شابّ يقود سيارة ضدّ قوّة للشرطة في ضاحية كولومب، شمال غرب باريس.

ويأتي قرار المكتب بعد ساعات من التريّث في انتظار نتائج التحقيقات الأولية حول دوافع العملية وظروف حدوثها، والتي جاءت لترجّح قيام الشاب، البالغ من العمر 29 عاماً، بفعلته عمداً. وهو ما دعا المكتب إلى فتح تحقيق على أساس تهم تشمل "محاولة اغتيال أشخاص يمثّلون السلطة العامة بما له علاقة بمسعى إرهابي وتجمّع إجرامي وإرهابي".

وأكّدت مصادر قضائية لوكالة الصحافة الفرنسية عثور المحققين على "رسالة مبايعة" لتنظيم "داعش" داخل سيارة المتّهم، بعد أن كانوا قد عثروا على سكين فيها، بحسب ما نقلت صحف فرنسية. ونقلت الوكالة عن المحققين أن المتهم أعلن، خلال التحقيق معه، رغبته في أن "يموت وهو يقتل رجال شرطة".

وكان الشاب، الذي تقول وسائل إعلام فرنسية إنه يحمل اسم يوسف ت.، قد دهس، عصر أمس، وحدةً من الشرطة البلدية، مؤلفة من دراجتين ناريتين وسيارة شرطة، ما أدى إلى إصابة شرطي بجروج بالغة في الجمجمة استدعت وضعه في حالة من الغيبوبة الاصطناعية، وإصابة آخر بشكل أقل خطورة، قبل أن يلقي عناصر من الشرطة نفسها القبض عليه.

وذكرت مصادر قضائية لإذاعة "فرانس إنفو" أن المتهم "غير معروف من قبل أجهزة المخابرات" المختصة بمراقبة المشتبه بميولهم الإرهابية، لكنه يملك ملفاً قضائياً متعلقاً بأعمال عنف تعود إلى عام 2010.

وإضافة إلى البحث في دوافع المتّهم، حاول المحققون، اليوم الثلاثاء، الوقوف على وضع "ملفّه النفسي". وقال مكتب الادعاء العام لمكافحة الإرهاب في بيان له، إن الفحص النفسي الذي تم إجراؤه للمتّهم لم يُظهر أي اختلال أو ضعف في قدراته العقلية.

لكن وسائل إعلام فرنسية، من بينها صحيفتا "لوباريزيان" و"ويست فرانس"، نقلت عن مصادر "قريبة من الملف" حديثها عن "سوابق نفسية" للمتهم وعن خضوعه، عام 2012، إلى علاج في مستشفى بعد "أزمة" نفسية.

وبحسب "لوباريزيان"، فإن المتهم أعلن، خلال التحقيق معه، أنه كان "يسمع أصواتاً"، لكنه قال أيضاً إنه "دهس عمداً" عناصر الشرطة وإنه قام بفعلته "باسم تنظيم داعش".

ونقلت الصحيفة عن بيان مكتب الادعاء ذكره أن المتهم يعلن في رسالته المكتوبة بخط اليد "انخراطه في المعركة الهادفة إلى فرض الشريعة على كل الأرض".