رد: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

31 ديسمبر 2014
+ الخط -
منذ انطلاقة جيش الإسلام، آلينا على أنفسنا، في القيادة، ألا نقمع رأياً، ولا نسكت صوتاً منتقداً، بل ألزمنا أنفسنا بضرورة الاستماع إلى إخوتنا في الأطياف الأخرى، مؤمنين بأن النصيحة أهم ركن من أركان النجاح، بل هي واجب على الجميع، وحق لنا عليهم. لكن، ما أثار استغرابنا وأحزننا كمّ الافتراءات التي يتعرض لها جيش الإسلام، من دون أي دليل أو إثبات، متمثلين في ردودنا القاعدة القائلة "والدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء"، وكأنها حملة مدبرة تهدف فقط إلى إزاحته من المشهد، وتشويه صورته لدى الحاضنة الاجتماعية التي يستمد منها قوته واستمراريته، وذلك لمعرفتهم المسبقة بخطر الجيش على مشاريعهم، المراد فرضها على الثورة من أعداء الشعب السوري.
وضمن سياق الحملة المضادة لجيش الإسلام، ورد مقال في صحيفتكم الموقرة "العربي الجديد"، لأحد الصحافيين السوريين، ونحن إذ نترك للصحافي حرية ما يعتقده، نستغرب، أشد الاستغراب، أن يُنشر هكذا مقال في صحيفة أخذت على عاتقها نصرة الشعب السوري المستضعف، ونادت بأنها صوت المقهورين وسند الثائرين، لما احتواه من مزاجية عالية وأحكام مسبقة، تقوم على الانطباعية، وتستند في دعواها على إشاعات تتداولها صفحات لم تقدم أي إثبات أو دليل في كل ما زعمته.
يقول الكاتب، إن جيش الإسلام ممثلاً بالأخ زهران علوش هو الوجه الآخر لجبهة ثوار سورية، بقيادة جمال معروف. وهذا الافتراء، لو تم التوقف عنده، كفيل وحده بإسقاط ما ذهب إليه الكاتب. إذ لا يخفى على أحد أن جيش الإسلام المنضوي في الجبهة الإسلامية يختلف، في منظومته الفكرية، عن جبهة ثوار سورية، بل إن جبهة ثوار سورية كيان متباين عن الجبهة الإسلامية التي تعمل على تحرير نفسها من قيود الداعمين، أو القبول بالإغراءات الدولية أو الإقليمية، من خلال غرف الدعم التي مهمتها تقديم الدعم للكتائب الموصوفة إعلاميّاً "بالمعتدلة". ولا ينطبق هذا التعريف على جيش الإسلام، وفق معاييرهم، إذ لم يحصل الجيش على أي قطعة سلاح من الدول الداعمة، ولم يُقدم له أي تمويل، كما قُدم للفصائل المعتدلة، حسب وجهة نظرهم، وكل مطّلع على مجريات الأرض يعرف أن تسليحه عائد للغنائم التي أخذها من مستودعات النظام وثكناته العسكرية.
ثم يزعم كاتب المقال أن جيش الإسلام أعاق تقدم الثوار في حي جوبر الدمشقي، وهذا خلاف الحقيقة. فلو أن الكاتب أتعب نفسه ببحث بسيط على موقع "يوتيوب" لكفانا مؤونة الرد عليه، ولو راجع سجل العمليات العسكرية وقائمة الشهداء، لعرف خطأ زعمه، أم أنه لم يسمع بالقيادة الموحدة للغوطة، والتي مهمتها قيادة العمليات على جميع المحاور، بما فيها حي جوبر؟
ثم يختم الكاتب مقاله بحجته العظمى، وهي الغمز من جانب سجن صيدنايا، وهو ديدن كل الكارهين لجيش الإسلام. وهنا، يقع الكاتب في تناقض عجيب، إذ إن محرري وادي الضيف والحامدية "المشار إليهما بإعجاب من الكاتب" هما فصيلا النصرة والأحرار، وأغلب قادتهما من نزلاء سجن صيدنايا، بل إن بعضهم كان مشاركاً لزهران علوش في زنزانته، أم أن القياس هنا ممنوع؟!
__________________________________

*المتحدث الرسمي باسم الجبهة الإسلامية

avata
avata
إسلام علوش
إسلام علوش