ربيع يتألم في الرازي

09 فبراير 2014
+ الخط -

بدأ الربيع التونسي بالحرق عندما أحرق محمد بوعزيزي نفسه فأشعل الثورة. ويكاد هذا الربيع أن يصل بعد اكثر من ثلاث سنوات الى الجنون، فالتونسيون يراقبون باهتمام وخوف تأثير النقلات السياسية التي تشهدها البلاد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطن التونسي.

وكان العديد من الخبراء قد رصدوا ارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية، وزيادة أعداد الوافدين على مراكز الصحة النفسية خلال العامين الأخيرين.

وحسب تصريح لمدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية والصحة النفسية، فإن عدد المرضى في المستشفى في ارتفاع متواصل منذ كانون الثاني/يناير  2011 حتى نهاية العام الماضي. الباحثة في علم النفس، ليلى عبد الجواد، أكدت أن "ما شهدته تونس من أحداث متتالية خلال السنوات الثلاث الماضية، وخصوصاً ما حملته من انشقاقات وانقسامات، بالإضافة إلي الأزمة المالية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، فضلاً عن الواقع السياسي المعقد والمفارقات الآيديولوجية التي طغت بقوة على المشهد العام في تونس والتي أثرت بشكل كبير على الوضع النفسي لأغلب التونسيين لتكون لها آثار سلبية على الاستقرار النفسي لأغلب التونسيين". واعتبرت أن "حدة الآثار تختلف من شخص إلى آخر حسب البنية النفسية لكل شخص".

وأوضحت عبد الجواد أن العديد من المختصين صنفوا حالات الاضطراب النفسي لدى التونسيين إلى ما قبل وما بعد انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011. وأشارت إلى أن الوضع النفسي قبل الانتخابات كان يتسم بشيء من الاستقرار والهدوء والترقب على جميع المستويات مقارنة بالفترة التي تلتها، حيث لم يتحسن الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني في تونس.

من جهته، رأى الدكتور وحيد المالكي أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض الاكتئاب، الذي تتراوح نسبة الإصابة به ما بين 5 في المائة و15 في المائة سنويا، وتتمثل أعراضه في اضطراب المزاج، والشعور بالحزن والألم النفسي، وفقدان شهية إلى الشعور بالفرح، والانغماس في نظرة تشاؤمية. وأشار إلى أن علاج هذه الظاهرة يحتاج إلى تضافر كل الأطراف لتوفير مناخ يخفف من حالة الاكتئاب، بتحسين ظروف عيش المواطنين وتحسين وضعهم الاجتماعي وتحقيق استقرار مهني للأفراد والعدالة في المجتمع.

وكانت تونس قد احتفلت يوم الجمعة 7 شباط/فبراير الجاري بإنجاز تاريخي بالتوافق على الدستور الجديد والحكومة، الأمر الذي حاز احتراماً وتقديراً عالميين، بعد فترة عصيبة خشي فيها العديد من التونسيين من أن تنزلق البلاد في دوامة الانقسام والصراع وتفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية جرّاء ذلك، وهم اليوم يعقدون الآمال على أن تبدأ البلاد مرحلة جديدة تخفف الأعباء عن كاهل المواطن التونسي وتحقق ما ثار من أجله.

المساهمون