داود أوغلو.. المعنى دون المجاز

07 نوفمبر 2015
+ الخط -
مع دخوله حزب العدالة والتنمية، تغيرت نظرة الداخل إلى الخارج، وازداد تقدّم الفكر على الرجاء والاجتهاد على الدعاء، وذلك في زمن التّحولات الكبرى في المنطقة.
رجل يستحق لقب سيد الانتقال من الثقافة الشّفوية البحتة إلى الإستراتيجية الإستشرافية الماورائية المتسلّحة بالنّصوص التّاريخية والتّفاعلات الحالية التي تلامس المستقبل الذي ينطلق إليه بثبات المؤمن المتمكّن العارف، متخطيا الرمزية الدلالية للحالة الأتاتوركية باحترام، ومستوعبا النّزعة الانفصالية للجماعة الكردية بدهاء.
أحمد داود أوغلو ظاهرة متقدّمة تعيش وسط وعي شعبي كبير وعظيم قلّ نظيره في هذه الجغرافيا من العالم، وعي فيه إدراك وإصرار وإقبال وإبداع وبحث عن كل ما يحافظ على استمرار الرغد الذي تحقق، والأمن الذي تأسّس وأرسى قواعده حزب العدالة والتّنمية في تركيا، وعي يمكن وصفه بأكثر صور القومية وضوحاً منذ ما بعد انهيار السلطنة العثمانية، وقد تكون أكثر قوميةً من تلك التي ادّعاها أتاتورك.
هي تجربة فريدة بحرارة الغرفة يمكن التّحكم بها هبوطاً أو صعوداً، وهي تجربة شكّلت و ستشكّل بالنسبة لكثير من الشّعوب المحيطة فرصة جديدة لإعادة إحياء فكرة البحث عن ثقب في جدار السّجن.
يمكن هنا المقارنة أو المقابلة أو المطابقة بين تجربتين حقيقيتين شغلتا حيّزاً مهمّاً في هذا الشّرق و أثّرت في شعوبه، أولهما الثّورة التي قادها الخمیني، أفضت إلى الجمهورية التي نعرفها الآن، والثانية تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا التي شكلت نموذجا فريدا ولا تزال.
avata
avata
كرم محمد السكافي (لبنان)
كرم محمد السكافي (لبنان)