خلافات حول رئاسة تحالف الجبهة الثورية السودانية

خلافات حول رئاسة تحالف الجبهة الثورية السودانية

20 أكتوبر 2015
منصب الرئاسة يؤجج الخلافات (فرانس برس)
+ الخط -
ضربت خلافات قوية، حول منصب الرئاسة، تحالف الجبهة الثورية السودانية الذي يقاتل الحكومة السودانية في جبهات مختلفة بإقليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، الأمر الذي يهدد بتماسك التحالف. وتمثل الخلاف في تمسك الحركات الدارفورية في الجبهة بانتقال منصب الرئاسة إليها، بينما ترفض الحركة الخطوة في الوقت الحالي وتتشبث بالمنصب.


وأقر رئيس الجبهة الثورية، مالك عقار، بإسهام الخلاف في شطر الجبهة إلى كتلتين، وتشكلت "الجبهة الثورية" في نوفمبر من العام 2011 بتحالف بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات الدارفورية، أهمها حركة العدل والمساواة، بزعامة جبريل إبراهيم، وحركتا تحرير السودان بقيادتي عبد الواحد محمد نور ومني أركو مناوي بهدف إسقاط نظام الخرطوم. وعمدت طيلة السنوات الأربع الماضية إلى شن عمليات عسكرية موحدة ضد الحكومة في الخرطوم نجحت خلالها في السيطرة على مناطق استراتيجية مثلت ضربة للحكومة .

وتتهم الحركات الدارفورية الرئيسية في التحالف العسكري الحركة الشعبية بالتشبث برئاسة الحركة، وإغلاق الطريق أمام تبادل رئاسة الجبهة مع بقية أعضاء التحالف، لا سيما وأن المنصب احتفظت به الحركة منذ التأسيس، وفشل اجتماع للجبهة الثورية في حسم الخلاف بشأن الرئاسة، وغادر رئيس الجبهة ورئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، الاجتماع غاضباً، بعد أن تمسكت الحركات الدارفورية الرئاسية بضرورة انتقال الرئاسة إلى رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم.

وبادر الناطق الرسمي باسم الجبهة، التوم هجو، إلى إصدار بيان يعلن فيه انتقال الرئاسة لجبريل، الأمر الذي سارعت الحركة لنفيه بشدة وكيل الاتهامات لحلفائها، مما قاد محللين للتنبؤ  بانشقاق التحالف، وهو أمر إن تم سيكون خصما على تلك الحركات في موائد التفاوض المرتقبة في نوفمبر المقبل مع الحكومة، وسيغلق الباب أمامهم لتحقيق أية مكاسب في مواجهة الحكومة، كما سيقوّي موقف الأخيرة.

وقال رئيس حركة تحرير السودان، مني مناوي، إن قضية انتقال رئاسة الجبهة الثورية ظلت معلقة منذ العام 2013 ورهنت باتفاق الحركات الدارفورية في اختيار مرشح واحد للمنصب، وأضاف: "وهو ما تم أخيرا حيث تنازلت أنا لجبريل إبراهيم "، وأردف: "لكن الواضح أن الحركة ممثلة في رئيسها عقار، وأمينها العام، ياسر عرمان، تريد التمسك برئاسة الجبهة إلى الأبد"، ونصح الحركة بالجنوح نحو الديمقراطية  للحفاظ على تماسك الجبهة الثورية ووحدتها، مردفاً:"علينا أن نبرهن أن الجبهة تنظيم ديمقراطي قادم لحكم السودان، بدلا عن التنظيم الدكتاتوري والشمولي الجاثم على صدر البلاد الآن".

في المقابل، أكد رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، بقاءه في رئاسة الجبهة الثورية نافيا تماما صحة البيان الذي صدر، وقطع بأن الخلاف بشأن الرئاسة ما زال ماثلا، ودعا حلفاء الجبهة من القوى المعارضة وأصدقائها من المجتمع الدولي والإقليمي للتدخل ونزع فتيل الأزمة لضمان وحدة الجبهة.

وأقر في البيان بأمر انتقال الرئاسة ولكنه أكد أن الخلاف في التوقيت، وفي كيفية اختيار الرئيس الجديد. وأشار إلى أن مقترحاته التي قدمها في هذا الخصوص رفضت تماما، وحذّر من زيادة حدة الاحتقان والاستقطاب داخل الجبهة وانتقاله من القيادة إلى القواعد والكوادر، مطالبا بتجنب ما أسماه بالوضع المضر وشدد على أن "الجبهة الآن بها كتلتان، وهو أمر يجب ألا نقبل به وأن نعمل لتجاوزه لتفويت الفرصة على النظام من الاصطياد في الماء العكر".

اقرأ أيضاً: الرئيس السوداني يعلن عن تأييده لـ"انتفاضة السكاكين"

المساهمون