خريطة مواقف العراقيين من التدخل الأميركي البري

14 أكتوبر 2014
لم يستطع الجيش العراقي صد هجمات داعش (فرانس برس)
+ الخط -

يتقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بسرعة في العراق، ويقضم المزيد من الأراضي، وينكفئ الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي" أمام ضراوة المعارك. ومع ذلك يتمسك السياسيون العراقيون الموالون لإيران برفض دخول أية قوات أجنبية الى البلاد، بحجة أنهم "يرفضون الاحتلال"، وأنها "انتهاك للسيادة". كل ذلك على الرغم من أن عدداً ممن يرفضون التواجد الأميركي اليوم في العراق، سبق لهم أن تعاونوا معه وطالبوا به لإسقاط حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

وتشير مجريات الأحداث الميدانية في العراق إلى عجز كبير لقوات الجيش العراقي والفصائل المنضوية معه في مواجهة "داعش"، ووضع بغداد في دائرة الخطر. يتبين ذلك منذ انسحاب الجيش العراقي وتسليم مواقعه لـ "داعش" في يونيو/حزيران الماضي في الموصل، مروراً بتكريت والضلوعية، وما يجري من أحداث عنف يومية في كل المحافظات، وانتهاءً بالتقدم الخطير لـ "داعش" في محافظة الأنبار، وسيطرته على أكثر من 80 في المائة من أراضي المحافظة.

يرى الخبير الأمني أحمد السعيدي، أنّ "تقدم تنظيم داعش في محافظة الأنبار ينذر بسقوط المحافظة في غضون أيام قليلة، ما سيجعل بغداد على كف عفريت ليأتي دورها بالانهيار أمام تقدم التنظيم". 

ويضيف السعيدي، في حديثه لـ "العربي الجديد"، أن "الأمر يجب أن يؤخذ على محمل الجد، فالوضع العراقي لا يتحمل المناكفات السياسية ومغامرات السياسيين المسيّرين بأجندات خارجية".

ويؤكد أنه "لا حل أمام العراق سوى طلب دخول قوات أجنبية، وإلا فإنه سيواجه انهياراً أمنياً في غالبية المحافظات السنية ولا سيما بغداد، وقد يؤدي إلى انهيار العملية السياسية". 

من جهته يقول سياسي عراقي، رفض الكشف عن اسمه، إن "إيران ما زالت تمتلك نفوذاً كبيراً في الساحة السياسية العراقية، وأنها صاحبة القرار الذي يصدر عن لسان كبار قادة العراق، لذا فإن تمسك السياسيين برفض دخول القوات الأجنبية هو قرار إيراني بلسان عراقي". 

ويوضح، لـ "العربي الجديد"، أنّ "إيران التي أبعدت من التحالف الدولي، تصب الآن جهدها لإعادة نفوذها في العراق، والذي من خلاله تحكم سيطرتها على امتداد نفوذها في الدول العربية، وتنفيذ أجندتها السياسية فيها". 

ويؤكد أن "الخطر محدق في بغداد، وأنّ العملية السياسية برمتها تواجه الانهيار، ما يستدعي تداركاً سريعا للأمر، والتغلب على الأجندات الإقليمية العابثة في مصير البلاد".

من جهته، يطالب النائب عن حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، عبد الباري زيباري، القوى السياسية بـ "إبعاد الدعوة لاستقدام قوات برية عن المزايدات السياسية".

ويقول زيباري، لـ "العربي الجديد"، إن "الأكراد مع أية خطوة لإيقاف نزيف الدم العراقي وطرد تنظيم (داعش)، وعودة المهجرين". ويدعو إلى "تخويل الحكومة النظر في هذه الدعوات لأنها الجهة الوحيدة التي لها الحق بالبت في الموضوع".

ويرفض قادة "التحالف الوطني" وفي مقدمتهم، زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، ورئيس "المجلس الإسلامي الأعلى" عمار الحكيم، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، دخول قوات أجنبية للعراق، ويضعون ذلك في خانة "المساس بالسيادة العراقية".

ويغض من يرفض التدخل البري الأميركي، الطرف عن التقدم الكبير لتنظيم "داعش" في غالبية المحافظات العراقية، وسط صخب إعلامي حكومي يتحدث عن "انتصارات" للجيش العراقي و"الحشد الشعبي" و"هزيمة" لتنظيم "داعش" في مختلف المناطق، الأمر الذي قد يدفع بالبلاد إلى مصير مجهول.

ويواجه الجيش العراقي على مختلف الجبهات، وخصوصاً في الأنبار غربي العراق، هجمة شرسة من قبل تنظيم "داعش"، والذي حقق تقدماً خطيراً في المحافظة، ممّا أثبت عدم قدرة الجيش على تحقيق أي تقدم، الأمر الذي دفع مجلس محافظة الأنبار إلى تقديم طلب لدخول قوات برية أميركية لإنقاذ المحافظة.

المساهمون