خذلان هادي اليمنيين

خذلان هادي اليمنيين

12 مارس 2015
+ الخط -
كنا، نحن اليمنيين، نحفظ حقاً للرئيس عبدربه منصور هادي، ونعول عليه في إدارة البلاد، بالشكل الذي تصب فيه المصلحة الوطنية العليا، والمرحلة الحرجة التي نمر بها، وتجنبه بؤرة العنف وإغلاق جبهة الصراع والاقتتال. ولم نكتف عند ذلك القدر من التعاطف، بل كرسنا كل آمالنا ومستقبلنا، واتجهنا صوب نافذة الطموح للوقوف بجانبه، لما يقوم به من خطوات دحرجتنا وهرولت بنا في نهاية المطاف إلى هذا الوضع المشؤوم.
حتى الآن، لا تزال روح المواطن وثياب الوطن يرتديان جسد الشرعية التي يتشبث بها الرئيس هادي، لكنه ليس بتلك الغريزة الكبيرة، كما كانت في السابق، فالدعم والتأييد والالتفاف الشعبي الملحوظ ليس لأجل زعامته وسيادته، كما الحال لدى علي عبدالله صالح، وعبدالملك الحوثي، بما يصنعونه من تلك المبادئ المزعومة، والتي جلبت خراب البلد. بل من أجل الشرعية وسيادة الدولة، الدولة التي تتربص بمستنقع الفوضى العارمة التي عصفت برياحها غطرسة الحوثي، وهبت حتى روت من بارقها عطش الفقر، وسوء الأحداث، ومرارة الوضع، وتصلب الصراع والتقزم، والتظلم بحق الشعب، وتكبيل المواطنين بمختلف الطبقات بسلاسل وقيود العبودية.
كان الرئيس هادي متخاذلاً، ومسؤولاً في جزء ليس قليلاً عن الوضع الذي نحن فيه. نتيجة تخاذله وحسن نيته المفرطة في تجريد الجماعة إلى الحوار عبر مختلف الوسائل، مع إيماننا بالمبدأ الذي كان يتخذه لنزع فتيل الجماعة من العنف، وعدم الدخول في حرب وصراع، لكنه لم يكن يعي جيداً مع وعن أي جماعة يتحدث ويتحاور.
كان على الرئيس هادي، بعد خروجه من صنعاء إلى عدن، أن يستغل الفرصة السانحة التي تقمصها بدور الرجل البطولي، ويحاول جاهداً إعادة لوحة التحكم الرئاسي، وإدارة الأمور، بصرف النظر عن الزمان والمكان اللذين لا يتعارضان مع مواصلة السير نحو خطى ثابتة ومحسومة للواقع المرير، على الرغم من وجود دعم والتفاف ملحوظ شعبي وخليجي ودولي أيضاً.
لست، هنا، بصدد الدفاع عن الرئيس هادي، أو تبرير مواقفه السلبية، وترقيع أخطائه وثقابه الجسيمة، بقدر إيماني الوحيد بقوة الشعب والشعبية التي خذلهما. والذي سيدحر هذا الشعب بعزيمته ونضاله، جماعة الحوثي. ونبقى نأمل ألا نقع في مأزق التخاذل، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس هادي..!
CB59BB83-CDAC-4C33-81B8-A68DBAFDF14C
CB59BB83-CDAC-4C33-81B8-A68DBAFDF14C
راكان عبد الباسط الجُــبيحي (اليمن)
راكان عبد الباسط الجُــبيحي (اليمن)