خبراء الصحة يشككون في قدرة بلازما الدم على علاج مرضى كورونا

خبراء الصحة يشككون في قدرة بلازما الدم على علاج مرضى كورونا

26 اغسطس 2020
انتقادات لإمكانية استخدام بلازما الدم لعلاج مرضى كورونا (Getty)
+ الخط -

أثار تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، في البيت الأبيض، بشأن إمكانية استخدام صفائح الدم البلازما لعلاج مرضى كورونا، انتقادات واسعة من قبل العديد من خبراء الصحة، الذين اعتبروا أن الفرضيات التي بنيت على أساسها نتائج تجارب بلازما الدم لم تكن موفقة، بل مشكوك في أمرها.

وجاءت انتقادات خبراء الصحة، بعد إعلان مفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان، أن التجارب السريرية، أثبتت أنه من بين 100 شخص عانوا من فيروس كورونا، تم إنقاذ 35 عن طريق حقن بلازما غنية بالأجسام المضادة من الأشخاص الذين نجوا من المرض.

وتحتوي بلازما الدم على مستويات عالية من الأجسام المضادة المقاومة للفيروسات، وتحاول الشركات التسويق لهذا العلاج لمكافحة الفيروس.

وبحسب تقرير صادر عن صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فإن إدارة الغذاء والدواء، بنت أرقامها وفق تحليل لمجموعات فرعية من عدة دراسات تتعلق ببلازما الدم، وأظهرت أن واحدة من تلك المجموعات الفرعية من المرضى كان لديها انخفاض كبير في الوفيات نتيجة علاجها بصفائح الدم.

وصرح ستيف هان مدير إدارة الغذاء والدواء في البيت الأبيض بأن "نجاح أي علاج بنسبة 35 في المائة، يعد ذا فائدة سريرية كبيرة جداً، وبالتالي يمكن استخدام بلازما الدم لإنقاذ الملايين من فيروس كورونا".

ولكن هذه النتيجة، بحسب بيتر لوري، رئيس مركز العلوم في المصلحة العامة، غير كافية، لا بل مشكوك أصلاً في صحتها، لافتاً إلى أن مفوض إدارة الغذاء والدواء قد خلط بين الخطر المطلق والمخاطر النسبية، وهما مفهومان أساسيان في عرض البيانات من التجارب السريرية.

كما اعتبر ديفيد ستينسما، اختصاصي الأورام في معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن وعضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة هارفارد، بحسب تقرير واشنطن بوست، أن "رئيس إدارة الغذاء والدواء الأميركية لا يفهم الفرق بين الحد من المخاطر  في علم الطب والإحصاء وتفسير التجارب السريرية".

هذه الانتقادات دفعت هان إلى توضيح حديثه مساء أمس، والقول إن "البيانات أظهرت انخفاضا نسبيا في المخاطر وليس انخفاضا مطلقا للمخاطر". ودعا روبرت كاليف، الذي كان مفوض إدارة الغذاء والدواء الأميركية خلال إدارة باراك أوباما، هان على تويتر لتصحيح بيانه. قائلا: "سيكون من الجيد لستيف هان أن ينشر تصحيحًا، فأنا متأكد من أنه خلط بين التأثير النسبي والتأثير المطلق".

أما إريك توبول، مدير معهد Scripps Research Translational Institute، فاعتبر أن البيانات التي تم جمعها حول استخدام البلازما في مرضى كوفيد -19 تشير إلى أنه سيتم إنقاذ 3 أشخاص من أصل 100 في سبعة أيام من العلاج و5 في 30 يوماً، وليس 35 في المائة كنسبة مئوية.

ورفضت إدارة الأغذية والعقاقير الرد على الأسئلة حول بيان هان. لكن الجدل يأتي في الوقت الذي تزيد فيه الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، ولذا حاول هان، إقناع الجمهور بأن إدارة الغذاء والدواء ستتخذ قرارات هامة تتعلق بلقاح فيروس كورونا بناءً على البيانات والعلوم فقط.

أرقام غير دقيقة

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن التجارب التي بنيت على أساسها لم تلحظ كبار السن، أو الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، وبالتالي فإن الدراسة كانت ناقصة من الناحية العلمية.

وقال الدكتور وليد جلاد  الذي يقود مركز السياسات الصيدلانية والوصفات الطبية في جامعة بيتسبرغ: "لقد أخطأت إدارة الصحة والغذاء بشكل صارخ بشأن البيانات المتعلقة بالعلاج". مضيفاً: "إن هذا مثير للقلق، لأن الرئيس ترامب يحاول تسييس عملية الموافقة على العلاجات واللقاحات لفيروس كورونا".

وعندما سُئلت متحدثة باسم الوكالة عن مصدر النسبة البالغة 35  في المائة لم تستطع الإجابة، وأوضحت بحسب دراسة بيانية، أن احتمال البقاء على قيد الحياة لمدة 30 يومًا باستخدام بلازما الدم، يقدر بحوالي 63 في المائة.

وكانت بلازما النقاهة، السائل الأصفر الباهت المتبقي بعد تجريد الدم من خلايا الدم الحمراء والبيضاء، موضوعاً هاماً بين العلماء وخبراء الصحة، والرئيس الأميركي دونالد ترامب. 

المساهمون