حوض "المتوسط" يفقد 3 ملايين سائح سنويا بفعل الاضطرابات

24 فبراير 2014
+ الخط -

قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعي، اليوم الاثنين، إن أعداد السياح الوافدين إلى دول حوض البحر المتوسط، تراجعت بنحو 3 ملايين سائح سنويا، بفعل الاضطرابات السياسية خاصة في مصر وتونس وسوريا ولبنان.

وأضاف في تصريحات خاصة، للـ" العربي الجديد" على هامش مشاركته في مؤتمر "السياحة في عالم الغد"، والذي يعقد في العاصمة القطرية الدوحة، أن التحدي الأبرز الذي تواجهه المنطقة العربية لاستعادة العافية في القطاع السياحي يتمثل بتحقيق الاستقرار السياسي.
وتراجعت السياحة في مصر، التي تعدّ أحد أكبر مصادر دخل البلاد من العملة الأجنبية، بشدة جراء الاضطرابات السياسية والأمنية التي مرّت بالبلاد منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني عام 2011، ووصلت إيراداتها العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار بانخفاض 41%، مقابل إيرادات 2012 والتي حققت فيها مصر 10 مليارات دولار.
وتأثرا بالأزمة السورية والوضع الأمني الداخلي، فقدت لبنان نحو مليون سائح خلال العام الماضي 2013، بعد أن زارها 1.27 مليون سائح، مقابل 2.27 مليون سائح في عام 2010، فيما قدرت الخسائر المادية بنحو 6 مليارات دولار.

أما سوريا، والتي جذبت حسب بيانات حكومية، نحو 8.5 مليون سائح في عام 2010، فقد فقدت مواردها السياحية بشكل شبه كامل نتيجة الصراع الذي جلبه نظام الرئيس بشار الأسد على دولته، بعد أن رفض تفهم ثورة الشعب التي اندلعت ضده في مارس/ آذار 2011.

وأشار الرفاعي، في تصريحاته للـ "العربي الجديد"، إلى أن السياحة صناعة حساسة تتأثر بما يجري على الأرض لكنها تستعيد عافيتها بشكل سريع حينما تلوح بوادر الاستقرار.

وأضاف أنه مع كل التحديات القائمة فإن حدوث نوع من الهدوء والاستقرار حتى لفترة قصيرة كفيل بأن يعيد للقطاع السياحي زخمه.

وأوضح أن الصورة ليست متشابهة في العالم العربي فإن كانت ثمة دول تعد مقاصدَ رئيسية للسياحة تأثرت بما تشهده المنطقة من أحداث، فإن هناك مقاصد رئيسية قد انتعشت وحققت نموا هائلا.

 وأوضح أن دول الخليج، التي كانت تستقطب عام 2000 نحو 36% من سياحة الشرق الأوسط، وصلت حصتها اليوم إلى 50% من إجمالي السياحة العربية بعد أن زادت من معدلات الاستثمار في البنى التحتية.

وأضاف أنه في السنوات العشر الأخيرة تضاعف عدد المسافرين الدوليين في منطقة الشرق الأوسط من 24 مليوناً في عام 2000 إلى 52 مليوناً في 2013، متوقعا أنه بحلول 2030 سيصل عددهم إلى 150 مليون مسافر في منطقة الشرق الأوسط.

وحسب بيانات منظمة السياحة العالمية، فقد ارتفع عدد المسافرين حول العالم بنحو 187 مليون مسافر في عام 2013 مقارنة بالعام السابق أي بنسبة نمو 5%.

وبحلول عام 2030 تتوقع المنظمة أن يصل عدد المسافرين إلى 1.8 مليار.

ولفت الرفاعي الى أن الدول النامية بدأت تسيطر على القطاع السياحي بعد أن ارتفعت حصتها من السياحة إلى 70% من الإجمالي العالمي، مقابل 40% قبل 10 سنوات.

 

المساهمون