حوار الأفرقاء الليبيين بالجزائر: الخوف من "داعش" والتدخل الخارجي

حوار الأفرقاء الليبيين بالجزائر: الخوف من "داعش" والتدخل الخارجي

27 سبتمبر 2014
بوتفليقة والغنوشي يسعيان لحل الأزمة الليبية (فاروق بطيش/فرانس برس)
+ الخط -
يعقد اجتماع لدول جوار ليبيا، يشارك فيه وزراء خارجية تونس ومصر وتشاد والسودان والنيجر، بحسب ما أعلن، أمس الجمعة، في الجزائر.

تدعم إيطاليا المبادرة الجزائرية الرامية إلى عقد اجتماع لدول جوار ليبيا، المقرّر خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل في الجزائر، لبحث سبل مساعدة ليبيا على إنهاء الأزمة الداخلية. وأعلن المبعوث الايطالي إلى ليبيا، جيوسيبي بوتشينو، عقب استقبال الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، أحمد بريكسي سنوسي، له في الجزائر، عن دعم روما للخطوة الجزائرية.

وتزامناً مع اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، دعت الجزائر فرقاء الأزمة في ليبيا إلى الجلوس حول مائدة الحوار الوطني. 

وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قد أعلن من واشنطن أن الجزائر ستحتضن جلسات الحوار الوطني الليبي وستشارك فيه كل أطراف الأزمة الليبية في أكتوبر المقبل.

وقال لعمامرة، إن "المبادرة الجزائرية ترمي إلى تشجيع حوار شامل يفضي إلى حل سياسي واستبعاد أي تدخل أجنبي في ليبيا".

وكان مقرّراً عقد الاجتماع في نهاية سبتمبر/أيلول الحالي، لكنه تأجل إلى حين توفر ظروف نجاحه، بحسب ما أعلن رئيس حركة "النهضة" التونسية راشد الغنوشي، خلال لقائه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة، قبل أسبوعين.

وقال الغنوشي، في تصريح صحافي، الأسبوع الماضي، إن "هناك مسعى جزائرياً تونسياً لحلحلة الأزمة الليبية بشكل سلمي والتوصل الى وفاق وطني في ليبيا". وأكد أن "هذا المسعى، يهدف إلى إقامة نوع من الوفاق واللقاء والحوار السياسي بين مختلف الأطراف الليبية، للخروج من المأزق لإبعاد الأطراف الدولية والتدخل العسكري الخارجي في ليبيا، وايجاد حل بعيداً عن العنف".

وفي وقت سابق، أعلن القيادي في جماعة "الاخوان المسلمين" الليبية، علي الصلابي، موافقته على المشاركة في اجتماع الحوار الوطني الليبي في الجزائر.

وتسابق الجزائر الوقت لمنع انزلاق الأوضاع في ليبيا الى مستويات الحرب الأهلية، وتسعى إلى دعم الجهود لحل الأزمة.

ويقول الأستاذ في جامعة ليون الفرنسية، والخبير التونسي المتخصص في الشؤون المغاربية، مقداد إسعاد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الجزائر تبدو أنها استوعبت التجربة السابقة في ما يتعلق بالأزمة الليبية. فحلف شمال الأطلسي لم يتدخل في ليبيا، إلا بعدما تقاعست الجزائر عن دورها المحوري والاقليمي، ولذلك تريد العمل بجدية حالياً. كما أنها استجابت لضغط تونسي من أجل لعب دور ايجابي في الأزمة الليببية، وهو ما يترجم من خلال اجتماع كهذا".

ويلفت إسعاد، إلى أن "وعي الجزائر بالتهديدات الأمنية التي نجمت عن هشاشة الدولة وانتشار السلاح الليبي في منطقة الساحل واستفادة المجموعات الإرهابية منه، وإدراكها للمخاطر الأمنية الكبيرة التي قد تنتج عن استمرار هذا الوضع في ليبيا، يدفعها الى السعي لوضع نقاط اتفاق مبدئية، على طريق حوار وطني ليبي داخلي يتم في الجزائر وبدعم اقليمي عبر دول الجوار، للمساعدة في بناء مؤسسات الدولة الليبية".

لكن الهاجس الأكبر للجزائر وتونس في الوقت الحالي، هو العمل على استبعاد أي تدخل أجنبي في ليبيا، قد يزيد من التعقيدات الداخلية، ويوفر مناخاً لاستدراج المتشددين إلى ليبيا تحت عنوان محاربة القوات الأجنبية. ويبدو أن المناخ المغاربي العام في صالح الحركات المتشددة، مع البروز الواضح لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وظهور تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، و"كتيبة عقبة بن نافع" في تونس، والتنظيمان يبايعان "داعش".

وبغض النظر عن هذه المخاوف والطموحات، تستند الجزائر إلى تجربتها في جمع فرقاء الأزمة في النيجر قبل سنوات، ونجاحها في وقف المواجهات بين الحركات الأزوادية والسلطة في مالي، وكذلك نجاحها في فتح طاولة حوار بين الحكومة المالية وقادة ست حركات ازوادية في شهر سبتمبر/أيلول الجاري، لإحلال السلام في منطقة شمال مالي القريبة من الحدود مع الجزائر، ووضع آليات تضمن مشاركة الطوارق في الحكم والاستفادة من التنمية.