حملة ترامب الانتخابية تواجه أزمة مالية رغم إنفاق 800 مليون دولار

حملة ترامب الانتخابية تواجه أزمة مالية رغم إنفاق 800 مليون دولار

10 سبتمبر 2020
ترامب يواجه تصفية حسابات مع أثرياء الحزب الجمهوري
+ الخط -

ربما ستكون حملة الانتخابات الرئاسية في أميركا، خلال العام الجاري، مختلفة نوعياً من حيث المضامين السياسية والعرقية والكلفة المالية المرتفعة التي تفرضها جائحة كورونا على الاتصال الجماهيري المباشر.

وحتى الآن، فاق حجم الإنفاق على الدعاية الانتخابية كثيرا ما تم صرفه على الحملات الرئاسية السابقة. وبينما ارتفع حجم التمويلات التي جمعتها الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، خلال شهر أغسطس/آب، إلى 364.5 مليون دولار، تواجه حملة الرئيس دونالد ترامب أزمة في التمويلات، وربما سيضطر إلى ضخ مائة مليون دولار من أمواله الخاصة في الأسابيع المتبقية على الانتخابات، وذلك وفقاً لما ذكرته يوم الثلاثاء نشرة "ذا هيل" في واشنطن، التي تعنى بأخبار البيت الأبيض والكونغرس.
وحسب بيانات لجنة الحزب الجمهوري القومية، فإن حملة ترشيح ترامب أنفقت حتى الآن نحو 800 مليون دولار في الإعلانات الدعائية، وهو مبلغ يفوق ثلثي المبلغ الذي جمعه في حملته الانتخابية في عام 2016 .
وحتى الآن، أمام ترامب فترة 60 يوماً من موعد الانتخابات في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وهو ما يعني أنه يحتاج إلى ضخ المزيد من الأموال، في وقت يمتنع فيه العديد من كبار أثرياء الحزب الجمهوري عن التبرع بأموال جديدة، خاصة مليارديرات النفط الصخري المتذمرين من الدمار الذي حدث للصناعة النفطية بعد انهيار الأسعار إلى أقل من صفر لأول مرة في التاريخ، والمليارديرات الذين لهم مصالح واسعة من التصنيع في المكسيك وضربها الرئيس ترامب بعد إلغاء اتفاقية النافتا.

وكان الرئيس الأميركي قد ضخ 66 مليون دولار في الحملة الانتخابية التي حملته إلى البيت الأبيض في عام 2016. ويعتبر تيم مورتاف، المتحدث باسم حملة ترامب، أن الحزب جمع تبرعات قياسية، ولكن ربما سيكون أمام الحملة صرف الكثير على الإعلانات، وسط العداءات العديدة التي خلقها ترامب خلال الأربع سنوات التي حكم فيه الولايات المتحدة.
وربما لن يكون المال وحده قادراً على كسبه هذه الانتخابات التي يواجه فيها خصومات جمة. بدليل أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أنفقت في حملتها الرئاسية أكثر من ترامب في الانتخابات الماضية وخسرت الانتخابات أمامه.
وأنفقت حملة هيلاري كلينتون نحو 1.18 مليار دولار في انتخابات عام 2016، بينما أنفق ترامب 616.5 مليون دولار فقط.
يُذكر أن إجمالي الأموال التي أنفقت على حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2016 بلغت 2.4 مليار دولار. وهذا المبلغ يشتمل على كلف الانتخابات الأولية لاختيار المرشح الجمهوري.
وعلى الرغم من أن ترامب سجل للانتخابات الرئاسية في أول يوم من دخوله البيت الأبيض وكانت لدى اللجنة القومية للحزب الجمهوري وقتها نحو 200 مليون دولار، إلا أن الإنفاق المكثف على الدعاية خلال الشهور الخمسة الأخيرة قد أدى إلى صرف جل المبالغ، من دون أن ينعكس هذا الصرف على تحسّن شعبيته في استفتاءات الرأي، إذ أنه لا يزال أقل من منافسه بايدن بعشر نقاط، حسب استطلاعات الرأي.

كما أدى هذا الإنفاق الكبير إلى انتقادات وسط أعضاء الحزب الجمهوري لإدارة الحملة الانتخابية واتهامها بالتبذير وعدم الكفاءة.

في هذا الصدد، قال عضو الحزب الجمهوري، إد رولينغز، "إذا كانت إدارة الحملة الانتخابية قد أنفقت 800 مليون دولار ولا يزال ترامب خلف منافسه بـ10 نقاط، فهنالك أسئلة عديدة يجب أن توجه لها".
يُذكر أن لجنة الحزب الجمهوري قد سددت كلف الدعاوى القضائية التي رُفعت ضد ترامب والبالغة نحو 21 مليون دولار منذ بداية عام 2019، وذلك وفقاً لتقرير في قناة "سي أن أن" الأميركية.
واستعدى ترامب، خلال فترته الرئاسية، كبار رجالات الإعلام في الولايات المتحدة ومؤسساتها الإعلامية العريقة، وعلى رأسهم بوب وود وارد، الصحافي العريق في صحيفة واشنطن بوست، الذي سبق أن كشف عبر سلسلة من المقالات الاستقصائية فضيحة "ووتر غيت" التي أجبرت الرئيس ريتشارد نيكسون على الاستقالة في عقد السبعينيات.
ويخطط بوب وود وارد لإصدار كتاب عن الرئيس ترامب بعنوان "ذا ريدج"، أي "الغضب"، ربما سيكشف فيه الكثير من إسقاطات ترامب. كما كتب الصحافي المشهور جيفري غولد بيرغ سلسلة مقالات في "أتلانتك" رسم فيها صورة بشعة لترامب على أنه سياسي قزم لا يحترم الجندي الأميركي.
ويلاحظ أن ترامب خلق عداوات مستفحلة مع العديد من رؤساء الشركات الأميركية، مثل مؤسس شركة أمازون، ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، جيف بيزوس، ضمن حملة تصفية الحسابات العنيفة مع العديد من مليارديرات أميركا الذين كان يناصبهم العداء حتى قبل ترشحه للرئاسة، أو الذين أزعجتهم تعليقاته غير المنضبطة بشأن الصين والمكسيك والعديد من حلفاء أميركا في التجارة، مثل اليابان وأوروبا.
وبناءً على هذه العداءات، ألقى العديد من المليارديرات ورؤساء الشركات الكبرى بثقلهم المالي وراء حملة المرشح الديمقراطي بايدن، خاصة شركات التقنية الأميركية الكبرى المتضررة بشكل مباشر من سياسات ترامب تجاه الصين.

كما يرى العديد من خبراء الحملات الانتخابية أن الأموال التي جمعتها منظمات محاربة العنصرية والتي قاربت المليار دولار، ربما تستخدم ضده خلال هذه الحملة الانتخابية.

المساهمون