تونس ترفع من اليقظة الأمنية في حربها ضد "الإرهاب"

15 نوفمبر 2017
اعتقال عناصر إرهابية في تونس(Getty)
+ الخط -
تواصل تونس تضييق الخناق على العناصر "الإرهابية" وإحباط مخططاتها، من خلال تصعيد اليقظة وتكثيف الاستعدادات الأمنية في الحرب التي تخوضها ضد "الإرهاب"، وتشهد للغرض استنفاراً أمنياً كبيراً في أغلب المناطق التونسية ما ساهم في القبض على العديد من العناصر وإحباط العديد من المخططات.


وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، اليوم الأربعاء، أنّ "وحدات الحرس الوطني بناءً على توفر معلومات لديها، تمكنت من مداهمة منزل عنصر إرهابي بالرّقاب ولاية سيدي بوزيد عمره (24 عاماً)، وحجزت معه بندقيّتي صيد، مشيرة إلى أن المعني تعمّد تنزيل صور لأسلحة ناريّة وتدوينات عبر حسابه الخاصّ بشبكة التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، تُمجّد الإرهاب، وينعت فيها الأمنيّين بـ"الطواغيت"".


وأضافت الداخلية التونسية، في بيان، أنّه "تم القبض على عنصر آخر عمره (26 عاماً) قاطن معتمديّة سبيطلة من محافظة القصرين مفتش عنه لفائدة الوحدة الوطنيّة للأبحاث في جرائم الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة من أجل الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وكذلك القبض على عنصر إرهابي عمره (25 عاماً) قاطن ولاية جندوبة مفتش عنه لفائدة فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبرقة من أجل الاشتباه في الانضمام إلى تنظيم إرهابي، وتمّ الاحتفاظ بهما وإحالتهما على مصدر التفتيش".


وتابعت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بتاجروين ولاية الكاف، البحث في قضيّة عدليّة موضوعها "الإشادة بالتنظيمات الإرهابيّة والتحريض"، مُتبعة ضدّ عنصرين تكفيريّين قاطنين بالجهة والاحتفاظ بهما.


إلى ذلك تمكّنت الفرقة المذكورة من "القبض على إرهابي رابع عمره (34 عاماً) متورّط بالقضيّة ذاتها، اعترف بتبنيه للفكر "التكفيري" وسعيه لاستقطاب بعض الشبّان أصيلي الجهة للالتحاق بالمجموعات "الإرهابيّة" ببؤر التوتر، كما اعترف بعدائه للمؤسّستين الأمنيّة والعسكريّة".


وتمكّنت الفرق الأمنية، مساء أمس، بمنوبة من تفكيك خليّة "تكفيريّة" تتكوّن من 3 عناصر أعمارهم تتراوح بين 20 و29 عاماً قاطنين بمعتمديّتي وادي الليل ولاية منوبة والمنيهلة ولاية أريانة، وقد اعترفوا بتبنيهم للفكر "التكفيري"، واعتزامهم التحوّل إلى القطر السّوري قصد الالتحاق بتنظيم "داعش" الإرهابي.


من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خليفة الشيباني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخطة الأمنية في مقاومة الظاهرة الإرهابية متواصلة، معتبراً أنّها غير مرتبطة بفترة معينة أو مناسبة دينية". وأشار في هذا السياق، إلى أن تكثيف الحملات الأمنية خلال هذه الفترة، يأتي في إطار مواصلة المداهمات التي تشنها الفرق الأمنية وكذلك العمليات الاستباقية.


وبيّن الشيباني أنّ الحرب على الإرهاب مستمرة، معتبراً أنّ المخطط يجب أن يقوم دائماً على تنشيط العمل الاستعلاماتي، ومواصلة التحريات والمداهمات واستباق المخاطر الإرهابية، التي تهدد تونس وتهدد العالم.


وأوضح أنّه "لا يمكن نفي التهديدات الإرهابية فتونس ليست بمنأى عن عمليات الدهس أو الطعن الحاصلة في العالم، وبالتالي فإن اليقظة تبقى دئماً مطلوبة، ولا يمكن الوصول إلى الدرجة صفر من المخاطر"، لافتاً إلى أنّ المنظومة الأمنية تعمل منذ سنوات على برنامج يقوم على التنسيق بين كافة الأسلاك وتفكيك الخلايا والقبض على العناصر الإرهابية، بعضها غير معروف لدى الأمنيين، وهو عمل يومي وغير مرتبط بأي حوادث. واعتبر أن تونس تأمل أن تكون حادثة الطعن في باردو الأخيرة، ولكن "لا أحد يمكن أن يتكهن بما سيحصل".


بدوره، قال الخبير الأمني، مازن الشريف في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ العنصر الجديد الذي حصل في الحرب التي تخوضها تونس ضد الإرهاب تمثل في عملية طعن رجل أمن التي حصلت في باردو، والتي أدت إلى مقتله، مبيناً أن الثابت اليوم من خلال عديد المداهمات هو تطور الجاهزية الأمنية، وهو تغيير تكتيكي ضروري في ظل التطورات الحاصلة.


وبيّن الشريف أنّ الإرهاب أصبح يعتمد على تكتيكات تقوم على الطعن والدهس مثلما يحصل في أوروبا، ولذلك فلا بد من تكتيك مضاد، لأن أغلب الخلايا المتشددة أصبحت تبايع التنظيمات الإرهابية عبر فيسبوك، وبالتالي فإن على المؤسسة الأمنية أن تركز على العمل الاستباقي ولذلك فإن عديد الخلايا أحبطت قبل أن تشرع في التنفيذ، مشيراً إلى أن الجماعات الإرهابية تحاول أن تبحث دائماً عن عملية كبرى تعيد لها بريقها بعد الخسائر التي تكبدتها.


وأشار الشريف إلى أنّ هذه الفترة حساسة باعتبار أننا بدأنا نقترب من المولد النبوي الشريف ومن نهاية السنة الميلادية، وعادة ما تفكر العناصر الإرهابية، في استغلال فترات الذروة لشن هجمات، مؤكداً أنّ الاعتقاد السائد لديها يقوم على أن الاحتفال برأس السنة "كفر"، وبالتالي فإن الحذر يبقى مطلوباً.


المساهمون