حكومة الأسد المظلومة

05 مايو 2015
أكثر من 25 مليار دولار خسائر السياحة السورية (أرشيف/Getty)
+ الخط -

دونما أي توطئة واستهلال، حكومة بشار الأسد الممانعة مظلومة ومضطهدة ومستهدفة أيضاً، وما تتعرض له أخبارها وإنجازاتها من تعتيم وتشويه متعمد، إنما يؤكد بلا أي ريب، حالة الاستعداء والمؤامرة الكونية المعلنة منذ أربع سنوات على أقل تقدير.

أيمكن لأي مهاجم لحكومة الأسد أن ينكر عليها إدخال السوريين وسورية بموسوعة غينس، وفي غير مجال وعن أكثر من قطاع، فقبل مستويات الفقر والبطالة اللتين تجاوزتا الـ70% من منكم سمع شكايات العمال والفقراء السوريين.

هل سبق لحكومة في العالم أن ابتكرت طريقة أنجع وأسرع من الموت والتهجير للتغلب على نسب النمو السكاني المرتفعة، ففي سورية، وفي سورية فقط، تم تهجير ونزوح أكثر من نصف عدد السكان، وقتل وتغييب نحو مليون، وبأكلاف تكاد لا تذكر، فكل ما توقعته مراكز البحث من خسارة للاقتصاد السوري، لا يزيد حتى اليوم عن 200 مليار دولار.

وأيضاً، أيوجد في العالم كله، من تمرد على النقد وأعاد العلاقات التجارية إلى ما قبل اكتشاف العملات والذهب غير حكومة الأسد، أم أنكم لم تسمعوا عن طرائق التبادل بالمقايضة التي تجريها مع روسيا الاتحادية.

ولئلا تتهموا الحكومة الممانعة بتكرار نفسها، ها هي اليوم تطلق مهرجان "السورية للسياحة...سورية 2015" رغم أنه لا سياحة فيها ولم يقصدها أي سائح أو ربما عابر منذ سنوات.

أيمكن لأحد أن ينكر هذه القدرات والفتح الجديد في عالم الاقتصاد، أم تراكم أيها الحاقدون على النظام الأسدي تستسهلون أن تقام مهرجانات سياحية في غرف مغلقة يجوب المشاركون فيها سورية ويطوفون على الأوابد والمعالم قبل أن تتهدم وتسرق، وهم على كراسيهم ودون أي عناء أو مصاريف.

قد يرد بعضكم أي سياحة وأي مهرجان هذا في واقع تراجع عائدات هذا القطاع من 17 مليار ليرة قبل الثورة ومساهمته بنحو 14% بالناتج الاجمالي و35% من صادرات السلع و78% من صادرات الخدمات.

وربما يرد بعضكم الحاقد، أن حرب الأسد على الثورة أخرجت أكثر من 371 منشأة سياحية عن الخدمة ونافت خسارة قطاع السياحة خلال الحرب عن 25 مليار دولار، وأن الأوابد تهدمت واللقى والآثار سُرقت ومنع القتل عبر البراميل والصواريخ الأسدية حتى الاقتراب من سورية، وليس السياحة فيها.

نقول لكم ومن منطلق قومي ممانعجي، كل ما أتيتم عليه تفاصيل لا تذكر في واقع الخلق والابتكار الذي سبب الاجتماع والإجماع على محاربة الأسد ...خوفاً من غزو شبح منجزاته الشمال والشرق ونقل ذهنية التطوير والتحديث لبلدانكم، فكل العالم يصف السياحة بكونها صناعة بلا دخان، حتى جاءت حكومة الأسد فأخرجت دخاناً من كل المنشآت والمواقع السياحية، أما اتهامكم أن الدخان نتيجة القصف والتدمير، فذاك يندرج ضمن أحقادكم وظلمكم لمنجزاتهم.

المساهمون