حقوقيون: الخطر يهدد المبعدين السودانيين قسراً من الأردن

حقوقيون: الخطر يهدد المبعدين السودانيين قسراً من الأردن

20 ديسمبر 2015
مخاوف من تعرضهم لبطش الأجهزة الأمنية السودانية (حسين بيضون)
+ الخط -


أثارت خطوة الحكومة الأردنية إجلاء 800 سوداني عن أراضيها، وإعادتهم إلى الخرطوم قسراً، حفيظة الأوساط السودانية التي انتقدت الخطوة، واعتبرتها جزءا من مخطط دولي لمكافأة الحكومة السودانية على مشاركتها بفعالية فيما يتصل بمكافحة الإرهاب، عبر المعلومات الاستخباراتية وإرسال جنود لقتالها.

ووصل يوم الجمعة الماضي الفوج الأول من السودانيين المبعدين، وعددهم 159 شخصاً إلى الخرطوم عبر جسر جوي ووسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت حذرت فيه منظمات مجتمع مدني وقوى معارضة من تعرض العائدين للمساءلة القانونية والبطش من قبل الأجهزة الأمنية في الخرطوم، لا سيما أنهم رفضوا العودة وطالبوا بمنحهم حق اللجوء.

ودعت المجموعة السودانية للديمقراطية الحكومة الأردنية والهيئات الدولية والإقليمية المعنية بقضايا حقوق الإنسان للتدخل العاجل لمنع ما أسمته بـ"جريمة الترحيل القسري"، ووضع التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن من تم ترحيلهم بالفعل.

اقرأ أيضاً: لاجئون إلى "الموت"

وأشارت إلى المعاملة القاسية التي تعرض لها مبعدون سابقون، على أيدي قوات الأمن، مدينة التعامل القاسي وغير الإنساني من قبل الحكومة الأردنية، التي واجهت به رفض اللاجئين السودانيين قرار ترحليهم عبر ضربهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بحالات إغماء الأربعاء الماضي.

واعتبرت المجموعة قرار ترحيلهم مخالفاً للاتفاقية الدولية الخاصة بأوضاع اللاجئين، فضلاً عن أنه ينتهك حقوقهم فيما يتصل بالعودة القسرية، لا سيما أنه يحظر على الحكومات إعادة اللاجئين للأماكن التي يحتمل تعرضهم فيها للاضطهاد أو التعذيب أو المعاملة المهينة أو غير الإنسانية، مؤكدة أن ما ينتظر المبعدين في السودان هو المزيد من الاستهداف القمعي، لا سيما أن أغلبهم من إقليم دارفور.

إلى ذلك، أدان رئيس حركة تحرير السودان "المتمردة في إقليم دارفور" مني أركو مناوي خطوة الأردن. وأكد أن معظم المبعدين من إقليم دارفور المضطرب اضطرتهم الأوضاع للجوء إلى الأردن أو دول أخرى، مضيفاً "ما يعني أن إعادتهم فيها خطر كبير، كما لا يعقل أن يهربوا من المأساة ليجبروا على العودة إليها مرة أخرى". واتهم الخرطوم بالتنسيق مع الأردن لإعادتهم قسراً ليواجهوا الموت على يد النظام.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لسودانيين أغمى عليهم في الأردن، وإفادات لشهود عيان أكدوا أن الشرطة الأردنية اقتحمت مقر اللاجئين السودانيين، ما أسفر عن وقوع إصابات نقل أصحابها على متن باصات إلى مكان غير معلوم، بينما فرضت رقابة مشددة على البقية.

اقرأ أيضاً: سودانيون جنوبيون "لاجئون" وليسوا "مواطنين"

وتدخلت القوات الأردنية بعد رفض المحتجزين في مبنى حكومي قرب المطار تسليم جوازاتهم، تمهيدا لإعادتهم إلى الخرطوم، بعد أن رفض الأردن منحهم صفة لاجئ.

وأكدت الحكومة الأردنية أن صفة اللجوء لا تنطبق على المرحلين الـ"800" حيث دخلوا البلاد بغرض العلاج، مشيرة إلى أن المفوضية السامية للاجئين لم تمنحهم تلك صفة لاجئ. ويصل عدد اللاجئين في الأردن ثلاثة آلاف لاجئ، منح ما يزيد عن الألف منهم صفة لاجئ رسمياً.


اقرأ أيضاً: الأردن يرحّل 800 لاجئ سوداني إلى بلادهم

دلالات