حفلات الزفاف الباذخة تزيد من احتمالات الطلاق

حفلات الزفاف الباذخة تزيد من احتمالات الطلاق

31 اغسطس 2018
هل يدوم زواجهما؟ (كارل كورت/ Getty)
+ الخط -

يظنّ أشخاص كثيرون أنّ إنفاق مبالغ مالية كبيرة على حفلات الزفاف يظهر مدى الحب الذي يجمع العروسَين ويضمن حياة زوجية أكثر نجاحاً، والأمر ليس في البلدان العربية فحسب بل في معظم بقاع الأرض. لكنّ البحوث بيّنت أنّه كلّما أُنفق مزيد من المال على حفل الزواج، كان الطريق إلى الطلاق سريعاً. يُذكر أنّ العروس ترغب عادة في خاتم زواج باهظ الثمن وفستان قد يزيد ثمنه عن راتب العريس الشهري وحفل فاخر يغرقهما في الديون مع بداية حياتهما الزوجية. وإذا لم يتحقّق ذلك، يُتّهم العريس بالبخل والتقصير وأحياناً قد يُلغى الزواج من أساسه.

في عام 2014، قام أستاذا الاقتصاد أندرو فرنسيس تان وهوغو إم ميالون بدراسة شملت ثلاثة آلاف شخص، فوجدا أنّ ثمّة نقاطاً معيّنة تزيد من احتمال الطلاق. وجاءت النتائج مخيّبة للآمال ولم تتوافق مع الأموال التي تُنفق على خاتم الخطوبة وحفل الزفاف.

وجد الباحثان أنّ الذكور ممّن شملتهم الدراسة، أفادوا بأنّ خواتم الزواج ذات الأثمان الباهظة ترتبط بزواج أقصر، في حين صرّحت الإناث المشمولات بالدراسة نفسها بأنّ الإنفاق الكبير نسبياً على الزواج نفسه يرتبط بزواج أقصر. إلى ذلك، قال الباحثان إنّ الرجال والنساء أفادوا بأنّ حفلات الزفاف التي تُصرف فيها مبالغ مالية أقلّ ترتبط بزيجات أطول. فمواجهة ضغوط الديون المرتبطة بالزواج ليست أمراً سهلاً، وقد ربط فرانسيس تان وميالون "التوتر الاقتصادي" بالطلاق.

وفي حين تستمر مجلات المنوّعات وشركات الذهب والألماس بالترويج لحفلات زفاف تشبه حكايات خرافية، يؤكد الباحثان أنّ العكس هو المفيد لاستمرارية الزواج. فالمبلغ الذي ينفقه الرجل على خاتم الزواج والحفل يرتبط ارتباطاً عكسياً بمدّة الزواج، مثلما هي الحال بالنسبة إلى الأهمية التي تولى للمظهر.




تخبر ميريلا (44 عاماً) أنّها أرادت حفل زفاف فاخراً على الرغم من أنّ العريس كان من طبقة متوسطة، مشيرة لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الأموال التي أنفقت على حفل الزفاف أدّت إلى توتّر من جرّاء تراكم الديون منذ اليوم الأوّل من حياتنا الزوجية". وتقرّ: "زوجي يحب المظاهر وكذلك الأمر بالنسبة إليّ. فأدخلنا الوضع الاقتصادي السيئ في مشكلات يومية وعراك على أتفه الأمور". لم يستمر زواجهما إلا أربعة أعوام، فانفصلا وكل واحد منهما يوجّه إصبع الاتهام إلى الآخر ويلومه على انهيار الزواج. واليوم، تقول ميريلا إنّ "نظرتي إلى الأمور تبدّلت، ولم أعد أكترث بالمظاهر ولا بما يقوله عنّي الناس. أدرك أنّ للحياة قيمة أكبر ممّا نلهث خلفه لإرضاء الناس".