حافلات التهجير: تتأخر في جنوب دمشق والدفعة الثالثة تصل إلى ريف حلب

06 مايو 2018
احتشاد المئات بجنوب دمشق بانتظار الحافلات (العربي الجديد)
+ الخط -
يحتشد مئات الأشخاص في الطرقات، منذ صباح اليوم الأحد، في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق، بانتظار وصول حافلات تقلهم إلى الشمال السوري، فيما وصلت حافلات الدفعة الثالثة، التي خرجت مساء أمس، إلى ريف حلب، بعدما ضلّت طريقها ودخلت مناطق موالية للنظام السوري.

وقال الناشط الإعلامي أيهم العمر إن مئات الأشخاص يفترشون الطرقات منذ الصباح الباكر في المنطقة بانتظار وصول الحافلات التي ستقلهم إلى الشمال السوري، بموجب الاتفاق الموقع مع النظام وروسيا، غير أن الحافلات تأخرت عن موعدها المحدد قبل أن تصل عند الظهر نحو 30 حافلة، ويبدأ الناس في الصعود إليها.

وقال العمر، الموجود في جنوب دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنه إضافة إلى الدفعة المقرر خروجها اليوم، فإن دفعة أخرى من المهجرين ستخرج غدا الاثنين، وستكون على الأرجح الأخيرة.

وبشأن مصير الدفعة الثالثة التي خرجت مساء أمس، وتضم نحو تسعين حافلة، فقد وصلت إلى مدينة الباب بريف حلب.

وقبل وصولها، ضلّت بعض حافلات الدفعة الثالثة طريقها، ودخلت إلى مناطق موالية للنظام، حيث تعرضت هناك للرشق بالحجارة، ما أدى إلى تحطم زجاج نوافذ بعض تلك الحافلات، فيما توفيت امرأة في إحدى الحافلات نتيجة أزمة قلبية.

وحسب منسقي الاستجابة في الشمال السوري، فإن العدد الإجمالي للخارجين من جنوب دمشق بلغ حتى الآن 4000 شخص، بينهم 1500 طفل، و1000 امرأة، كما توجد 15 حالة إسعافية.

وتأتي هذه التطورات مع استمرار العملية العسكرية التي تقوم بها قوات النظام ضد تنظيم "داعش" جنوبي العاصمة، حيث شنت طائراته غارات جديدة اليوم على منطقتي الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وسط قصف مدفعي وصاروخي طاول المنطقتين.

وأعلن النظام أن قواته أحكمت سيطرتها على محطة الكهرباء ومدرسة القدس شمال منطقة المقبرة في الحجر الأسود بعد مواجهات مع تنظيم "داعش"، وسط نيران مدفعية مكثفة، فيما "عثرت وحدات الجيش على شبكات من الأنفاق والخنادق للتنظيمات الإرهابية في الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود".

وذكرت مواقع موالية أن قوات النظام مع "لواء القدس" وصلت إلى حي العروبة ومشارف حي التقدم، بينما وصلت الفصائل الفلسطينية التي تحاصر المخيم من الشمال إلى مجمع الأمان الطبي في شارع الـ15، حيث تتواصل الاشتباكات عند ساحة الطربوش وسوق الثلاثاء القريب من دوار فلسطين.



وكان النظام أعلن أنه سيطر بشكل كامل على الجزء الجنوبي من حي الحجر الأسود، بعد معارك مع تنظيم "داعش"، وأنه يواصل تقدمه على عدة محاور في القسم الشمالي من الحي.

من جهته، أعلن تنظيم "داعش" أنه كبّد النظام والمليشيات التي تقاتل معه خسائر فادحة على جبهات مخيم اليرموك وحي التضامن والحجر الأسود، مشيرا إلى تدميره دبابة وعطب عربة شيلكا في الحجر الأسود، إضافة إلى قتل 20 عنصرا من قوات النظام السوري والمليشيات.

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن العديد من القتلى والجرحى، وبينهم نساء وأطفال، سقطوا جراء قصف جوي لروسيا وقوات النظام السوري، وآخر مدفعي وصاروخي على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوبي العاصمة السورية دمشق، ومدينة الحجر الأسود.

وقال ناشطون محليون إن قوات النظام وروسيا استهدفت قبو بناء كان يختبئ فيه نحو 25 مدنيا، بينهم أطفال، ما تسبب بمقتل وجرح عدد منهم، دون تحديد أرقام، كون الجرحى والجثث ما زالت تحت الأنقاض. كما قتلت طفلة نتيجة القصف العنيف لقوات النظام على أحد الأقبية في حي الجاعونة بالمخيم.

وقدر ناشطون محليون نسبة الدمار في أحياء جنوبي دمشق ومخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود بـ55 بالمائة نتيجة القصف المكثف لقوات النظام.

وتحاول قوات النظام إتمام سيطرتها على كامل محيط العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية، بعد خروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" وبدء تنفيذ عملية التهجير من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، مع الفشل المتكرر لمحاولات التفاوض مع تنظيم "داعش".