جينفر لورانس.. الطريق نحو أساطير هوليوود

جينفر لورانس.. الطريق نحو أساطير هوليوود

16 يناير 2016
جينفر لورانس (Getty)
+ الخط -


قبل أيَّام قليلة، فازت الممثلة، جينفر لورانس، بثالث جائزة "غولدن جلوب" في مسيرتها. في المرة الأولى، حصدت الجائزة كأفضل ممثلة عن فيلم Silver Linings Playbook. والثانية، كأفضل ممثّلة مساعدة عن فيلم American Hustle. ثم الثالثة، كأفضل ممثَّلة أيضاً عن فيلمها الجديد Joy.

كل هذا النجاح وهي لم تزل في الخامسة والعشرين من عمرها، لتسير تماماً في الطريق الذي توقعه الكثيرون، وهو أن تكون لورانس واحدة من أهم ممثلات هوليوود.



جينفر لورانس بدأت مسيرتها الحقيقيَّة قبل 6 سنوات مع فيلم Winter's Bone، وهوفيلمٌ مستقلٌّ بميزانيَّة منخفضة جداً، تؤدّي فيه دور فتاة مراهقة، تحاول الوصول لوالدها تاجر المخدرات من أجل حماية العائلة من هجوم وضغط الشرطة. دورٌ صعبٌ في فيلم نال الكثير من التقدير النقدي والفنّي، ورُشِّح في النهاية لـ 4 جوائز أوسكار عام 2011.

حاولت هوليوود استغلال الفتاة الجميلة، سواء في أفلام كوميديا رومانسيَّة غير هامة مثل Like Crazy، أو في أفلام رعب لن يتذكّرها أحد مثل House at the End of the Street. ولكن لورانس كانت محظوظة ثلاث مرات خلال عامين.

الأولى، في دورها عام 2011، مع المخرج ماثيو فون، في فيلم X-Men: First Class، الذي أعاد فيه إحياء السلسلة بأبطالٍ جددٍ من بينهم لورانس بدور مميّز. الثانية، اختيارها لبطولة سلسلة The Hunger Games.
 أمَّا المرَّة الثالثة، فكانت مقابلتها مع المخرج ديفيد أوراسل، وتكوين شراكة فنيَّة بينهما بدأت عام 2012 مع فيلم Silver Linings Playbook. إذ حقَّق الفيلمُ نجاحاً كبيراً، في نفس عام نجاح Hunger Games، مما جعلها أهمّ سنة سينمائيَّة للورانس.

كما اعتُبِر من أجمل الأفلام الرومانسية التي أنْتِجَت في السنوات الأخيرة، وفي النهاية رشح لـ 8 جوائز أوسكار، وفاز بواحدة فقط، كانت لجينفر لورانس، لتصبح لورنس في عمر الـ 22 عامًا، ثاني أصغر ممثلة تفوز بأوسكار.



في السنوات الثلاث اللاحقة، لم تحقّق لورانس نجاحاً مساوياً لنجاحها عام 2012، بقدر ما حافظت عليه واستمرت في الحضور القوي داخل أفلام، إما مهمة فنياً، أو ناجحة تجارياً. باقي أجزاء سلسلة Hunger Games، استمرت في حصد النجاح حتى النهاية. X-Men: Days of Future Past كان جزءاً ثانياً ممتازاً للسلسلة. ثم شراكتها المستمرة مع ديفيد أوراسل التي منحتها أفلام American Hustle ثم Joy.



ورغم مرورها بمصاعب شخصيَّة عام 2014، خصوصًا بعد تسريب صورها في الأزمة، والاختراق الإلكتروني الشهير لـIcloud، إلا أنها استطاعت تخطي ذلك، والاستمرار كنجمة هوليودية مميَّزة جداً تسير حاليًا في طريق الشهرة. وفي 2015 عادت بشكل قوي، وكللت نجاحها بفيلم The Hunger Gam: Mockingjay - Part 2، ثم حصلت على جائزة غولدن غلوب عن فيلم Joy، وثمَّة احتمالٌ قويٌّ للترشُّح للأوسكار للمرة الرابعة في 6 سنوات فقط.



Joy.. قصَّة اختراع ممسحة منزلية





يستغرق المخرج، ديفيد أوراسل، نصف الساعة الأولى من فيلمه الجديد Joy من أجل التأسيس لعالم بطلته، ماضيها وحاضرها، إلى جانب علاقاتها بأهلها وأصدقائها وزوجها. نعرف أنَّها كانت طفلةً ذكيَّة وممتلئةً بالأفكار، نعرف أنَّ طلاق والديها وعلاقتهما السيئة، أثَّر على حياتها.

نعرف أنَّها تركت وراءها أحلاماً، وبأنَّها تزوَّجت ومرَّت بتجربةٍ عصيبة في زواج فاشل. وبعد نصف ساعة من زمن الأحداث في الفيلم، تقرِّر أن تمنح حياتها دفعة أخرى، وتطلق لأحلامها فرصة، أي: "أن تكون".



يكون الفيلم جيداً في تلك المرحلة إلى حد بعيد، إيقاعٌ متماسك، وذكاءٌ في السرد والتنقُّل بين الزمن. جينفر لورانس، ممتازة كالعادة، وتمنحُ العمل وصلاً قوياً مع الجمهور، خصوصاً مع دائرة العلاقات حولها. ولكن، بعد ذلك، يستغنى الفيلم عن كل ما بناه في بدايته، ويتّجه فقط نحو بناء متكرِّر ومتمحور حول فكرة "الهبوط حتى آخر درجة، ثم الصعود نحو السماء". أي تكرار نفس اللعبة طوال الوقت في بناء الفيلم.

إذْ يوصِل ببطلته حتى حافة اليأس، ثم يمنحُها بصيصاً من الأمل، ثم يدخلها اليأس من جديد، ثم يمنحها الأمل مرّة أخرى. هذه لعبة مُكرَّرة وبناءٌ معتاد وكلاسيكي في الأفلام، وهو ضعيف في Joy ليس بسبب كلاسيكيَّته، ولكن بسبب تكراره بعد أول نصف ساعة من الأحداث، لدرجة فقدان المشاهد اهتمامه بالبطلة في مرحلة ما من الفيلم. وتعتبَر هذه حيلة درامية معتادة، ولكن إصرار ديفيد أوراسل على تضمينها، في كل لحظة من فيلمه جعل الأمر صعباً.

ولتأكيد هذا التكرار بين اليأس والأمل في بناء السيناريو، نستطيع أنَّ نسرد بعضًا من أحداث الفيلم. إذ تعاني البطلة من مشاكل عديدة في حياتها الاجتماعية والمالية (حالة يأس). وتقرر أن تخترع ممسحة منزلية، وتطلق لأحلامها فرصة الانطلاق (حالة أمل). يرفض والدها وزوجته تمويلها (حالة يأس). لتستطيع بعدها إقناعهما وتصنع الممسحة (حالة أمل). تفشل في بيعها تماماً، وتكون خسائرها ضخمة (حالة يأس). ليقرر طليقها مساعدتها، ويرتِّب مقابلة مع إحدى الشركات والقنوات التلفزيونية الكبرى لعرض المنتجات، وتنجح فعلاً في إقناعهم (حالة أمل). يُعرض المنتَج على التلفزيون، وبسبب سوء تقديمه لا يبيع أي شيء (حالة يأس). البطلة تتعرض لخسائر قدرها 200 ألف دولار (يأس مضاعف). تذهب للقناة وتطلب عرض المنتج بنفسها، وتصمّم على ذلك، وحين تعرضه يحقق مبيعات مهولة (حالة أمل). تعاني من مشاكل بشأن الملكية الفكرية ومحاولة نصب واحتيال وتصل للقاع (يأس). وتنتصر أخيراً بالأمل، إذْ تسير بطلة الفيلم بتصوير بطيء في مواجهة الكاميرا، ممتلئةً بالقوة!

.

وقد نال الفيلم فتوراً نقدياً وجماهيرياً شديداً بعد عرضه مؤخراً، على عكس أفلام أوراسل الأخيرة، والسبب في ذلك واضح، وهو أنَّ الفيلم يسقط في لفّه وتكراره حول ثنائية اليأس والأمل.

اقرأ أيضاً: حفل "غولدن غلوب" الأكثر مللاً..ودي كابريو نجم الجوائز

المساهمون