جيش الاحتلال يمهّد للتجنيد الإلزامي للفلسطينيين المسيحيين

جيش الاحتلال يمهّد للتجنيد الإلزامي للفلسطينيين المسيحيين

22 ابريل 2014
الدعوة الاختيارية تمهيداً للإلزامية مثلما حصل مع الدروز(Getty)
+ الخط -

تواصل الحكومة الإسرائيلية، مشاريعها لتفتيت المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48، من خلال السعي لتكريس هوية خاصة بالفلسطينيين من أبناء الديانة المسيحية، عبر تجنيدهم، بصورة اختيارية، بعدما فشلت المحاولات والخطط المعلنة لتجنيد الفلسطينيين عموماً في الداخل.

وكشفت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن قرار الجيش الإسرائيلي توجيه رسائل تجنيد غير إلزامية للشبان العرب المسيحيين في الداخل الفلسطيني، كخطوة أولى نحو تجنيد إلزامي مستقبلاً، على غرار ما حدث مع أبناء الطائفة الدرزية.

وأثار النبأ ردود فعل رافضة في صفوف فلسطينيي الداخل. وأصدر النائب باسل غطاس، بياناً اعتبر فيه أنّ الخطوة الإسرائيلية كانت متوقعة، بعدما بذلت الجهود والموارد وتجنيد العملاء، عبر ما يسمى "فوروم الضباط المسيحيين"، في حملة تطويع للمسيحيين في الجيش، فضلاً عن حملة اليمين الإسرائيلي "لفصل المسيحيين عن شعبهم، بتشجيع نزع الهوية العربية عنهم".

ودعا غطاس، الشباب الذين يتلقون مثل هذه الأوامر، إلى  إعادتها بالبريد لمرسليها، أو إلى حرقها علناً، تعبيراً عن حالة الرفض الشعبي ضد تجنيد العرب المسيحيين. واعتبر أن الخطوة الإسرائيلية، التي أعلن عنها اليوم، تمهد لفرض التجنيد الإجباري في غضون أشهر، لافتاً إلى أنه "سيتعين على الحركة الوطنية العمل بوتيرة واستنفار عاليين، لرفض وإفشال المشروع، واستخدام وسائل غير عادية من إضراب شامل ومفتوح مقدمة لعصيان مدني محتمل في حالة استمرار المؤسسة في غيها".

بدوره، اعتبر رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، محمد زيدان، أنّ الإعلان عن كون التجنيد اختيارياً، يدل على أنّ المؤسسة الإسرائيلية "تخشى خوض مواجهة مع الفلسطينيين في الداخل". ووصف الخطوة بـ "الخبيثة"، وأضاف أنها "تسعى لدق الأسافين في مجتمعنا". وكشف زيدان أنّ التحضيرات جارية "للمؤتمر الوطني الكبير ضد التجنيد بأشكاله لكافة أبناء شعبنا".

من جهته، قال رئيس "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة"، النائب محمد بركة، في بيان: إنّ "قرار جيش الاحتلال الجديد بإرسال طلبات تجنيد للشبان العرب المسيحيين في صفوفه، هو بمثابة اعتراف صارخ بفشل مشروع التجنيد الدائر منذ سنوات"، معتبراً أنّ الخطوة تترجم "فشل عكاكيز التجنيد التي ينخر فيها السوس، من سلخ جماهير شبابنا عن شعبهم ومجتمعهم وهويتهم". وتوقع أنّ يلقى هذا القرار "الفشل الأكبر، كما في كل المحاولات السابقة، وهو ما تؤكده معطيات جيش الاحتلال".

وكانت لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي الداخل، شكلت قبل أكثر من أسبوعين، لجنة خاصة تمثل جميع أطياف المجتمع الفلسطيني في الداخل، وباشرت الإعداد لمؤتمر وطني عام ضد مخططات التجنيد للشبان العرب، من المقرر عقده في 17 مايو/أيار المقبل.