جولة البرزاني الدولية تُغضب بغداد... سياسياً ونفطياً

جولة البرزاني الدولية تُغضب بغداد... سياسياً ونفطياً

27 مايو 2014
بغداد: إقليم كردستان يخرق الدستور العراقي (برتراند غواي/Getty)
+ الخط -

أثارت الجولة المكوكيّة الأخيرة لرئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، إلى عدد من الدول الأوربية والعربية، قلق حكومة بغداد، بينما أعلن ديوان رئاسة الإقليم عن نجاح زيارات البرزاني والتي تضمنت لقاءات بمسؤولين من دول عربية وأوربية، ناقش خلالها المشاكل بين أربيل وبغداد، وخصوصاً المتعلقة بتصدير النفط الكردي إلى الأسواق العالمية من دون موافقة بغداد.

وقال رئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين، لـ"العربي الجديد" إن "زيارات البرزاني الأخيرة كانت ناجحة، وجد فيها تفاهمات مشتركة بشأن عدد من القضايا المهمة، أهمها علاقة الإقليم مع حكومة بغداد".

وأشار حسين إلى أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أكد دعم باريس لحكومة كردستان، وشدد على تمتين الصداقة مع شعب كردستان، وأعرب عن أمله في أن يشهد الإقليم مزيداً من التقدم. وأضاف أن "زيارتي البرزاني إلى الأردن وتركيا كانتا ناجحتين جداً".

والتقى البرزاني، خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا، مع رئيس "الائتلاف الوطني" السوري المعارض، أحمد الجربا، ونائبه، عبد الحكيم بشار. وجاء في بيان صدر عن البرزاني إثر اللقاء، أنه "في حال نجاح المالكي في تولي رئاسة الوزراء للمرة الثالثة، فإن خيارنا هو اللجوء الى استفتاء شعبي في كردستان بشأن علاقتنا مع بغداد".

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية، مارف عمر كول، أن زيارة رئيس الإقليم الى أوربا جاءت لنيل المباركة على قرار الأكراد الأخير بتصدير نفط الإقليم من دون الرجوع الى بغداد. وقال كول إن القرار نال تأييداً دولياً واسعاً، باستثناء بعض الدول، "التي ستتفهم بعد وقت قصير سبب إقدام الأكراد على تلك الخطوة". ولفت إلى أن "لقاء البرزاني والجربا، عكس عمق الخلاف بين بغداد والإقليم بشأن القضية السورية".

من جهته، ندد مستشار لجنة الطاقة في البرلمان الاتحادي، حسن البياتي، بإقبال الأكراد على تصدير النفط من دون موافقة بغداد، ووصف القرار بأنه خرق للدستور العراقي، وتطور خطير ومحاولة للابتزاز.

وقال البياتي لـ"العربي الجديد" إن "جولة البرزاني الأخيرة مثيرة للقلق، ويتوجب على فرنسا والدول الأخرى احترام السيادة العراقية، وعدم التعامل معه (البرزاني) كرئيس دولة مستقلة". وأضاف أن "تصدير النفط من حقول كردستان، من دون العودة الى بغداد، هو تطور خطير ويؤشر إلى وجود خلل في سياسة العراق الخارجية مع تلك الدول التي زارها البرزاني".

وقال القيادي في ائتلاف "دولة القانون"، محمد الصهيود، إن "العائلة الحاكمة في كردستان تتفرد بالسلطة"، داعياً الحكومة المركزية إلى اتخاذ عقوبات "رادعة" ضد حكومة الإقليم، لإجبارها على الكفّ عن تجاوزها على الدستور.